-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعوات إلى تسليط عقوبات على مرتكبيها

التشويه والكتابات تطال بعض المواقع بحظيرة الطاسيلي

التشويه والكتابات تطال بعض المواقع بحظيرة الطاسيلي
ح.م

تعرف العديد من المواقع في حظيرة الطاسيلي، عمليات تشويه متعمدة من طرف الزوار وعابري الطريق الوطني رقم 3 الذي يعتبر الشريان الرئيسي بالولاية، من شمالها إلى جنوبها، ويثير في الأسابيع الأخيرة، رواد شبكات التواصل الاجتماعي، تنامي ظاهرة التشويه المتعمد الذي يطال بعض المناطق المحاذية للطريق الوطني رقم 3 في شطره بين ايليزي وبرج الحواس، بينما لم تسلم من هذه الأيادي المخربة، حتى بعض المواقع الواقعة بمحاذاة مدينة جانت، على غرار منطقة تيسراس، وكلها مواقع يتخذها بعض الزوار أماكن للاستراحة في مواقع غاية في الروعة والجمال. ويعمد بعض المخربين إلى كتابة أساميهم، وأسامي مدنهم، بينما يعمد البعض الآخر إلى الكتابة عن مكبوتاتهم العاطفية، التي أصبحت تشوه هذه المواقع، بينها ما يعرف بمنطقة ” اضاغ ان بقان”، الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 3 وليس بعيدا عن منحدر “اسريغاون” والتي تعرف بكونها مكان استراحة لعابري الطريق الوطني رقم 3 القادمين من ايليزي نحو جانت أو العكس، اذا تطال المنطقة عملية مكثفة من التشويه من الكتابات من نفس النوع.

تتربع الحظيرة الثقافية للطاسيلي نازجر المصنفة كأكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق من طرف منظمة اليونسكو منذ 1982، على مساحة 138 كيلومتر مربع، وهي بذلك مساحة مهولة بالنظر إلى الإمكانيات المحدودة للحظيرة، حيث أفرز هذا الوضع صعوبة كبيرة في مراقبة جميع جهات ومواقع الحظيرة، إذ تعمد الحظيرة، أمام الإمكانيات المحدودة في هذا الجانب، إلى تعيين حراس لعدد محدود من المواقع المهمة جدا أو الأكثر أهمية داخل الحظيرة، غير أن بسط يدها على كل حدود الحظيرة وتفرعاتها، يبقى أمرا أشبه بالمستحيل، وهو ما يستدعي مشاركة المواطن في محاربة ظاهرة التشويه والتلويث الذي تتعرض له المواقع السياحية، سواء تعلق الأمر بانتهاك وتشويه الرسوم، أو الكتابات غير اللائقة على حواف الطرقات، أو ما تعلق بالتلويث الناجم عن الزوار، الذين لايحترمون شروط بقاء المواقع والمزارات نظيفة، وذلك بإبقاء الكثير من المخلفات الناجمة عن إشعال النيران أو مخلفات المواد الاستهلاكية أو التعبئات المعدنية أو الأكياس البلاستيكية أو غيرها.

أما الوضع القائم والذي أصبح يثير الاستياء من بعض التصرفات الناجمة عن زيارة المواقع السياحية، من خلال عمليات التلويث واللامبالاة، وكذا تلك الكتابات، عمدت الوكالات السياحية في العديد من المرات إلى تنظيم جولات جماعية للمواقع والمناطق السياحية لتنظيفها من مخلفات الزيارات التي يقوم بها بعض السياح والزوار، حيث يتم ذلك بالتنسيق مع الديوان المحلي للسياحة ببلدية جانت، غير أن مسؤول هذا الأخير، كشف مؤخرا عن عودة تلك المواقع والمناطق إلى سابق عهدها من التلوث، بسبب ما يعتبره نشاط القطاع السياحي، باللامبالاة في احترام تلك المواقع، من جهتها كانت وكالات أخرى، قد نظمت قبل أكثر من عام، حملة إزالة الكتابات على الصخور، في العديد من المواقع باستعمال مواد خاصة، غير أن استمرار هؤلاء الخارجين عن القانون بفعل تلك الانتهاكات للمواقع والمناطق السياحية، يجعل من جهود كل تلك الجمعيات ونشطاء القطاع السياحي تذهب هدرا، إذ أصبح الأمر، حسب كثير منهم، يتطلب إجراءات ردعية وعقوبات صارمة لمواجهة أيادي التخريب، التي تعمد إلى الكتابات غير اللائقة والمشوهة لتراث بقي صامدا لآلاف السنوات، قبل أن يقع في أيدي هؤلاء المخربون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أنا جزائري إذاً أنا أمازيغي

    الذين يقومون بمثل هذه الجرائم في حق تاريخ الجزائر أهدافهم معروفة وهو جعل وطننا بدون تاريخ حتى يسهل عليهم جعله ذيلا للمشرق الجاهل ، ولكن لن يفلحوا في مسعاهم والخيبة ستلاحقهم في جحورهم ، والجزائر الأصيلة ستبعث من جديد بتاريخها وأبطالها الذي قارعوا جحافل المستعمرين منذ الأزل ...