-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التطبيع.. خيانة!

ياسين فضيل
  • 607
  • 1
التطبيع.. خيانة!
ح.م

ما كنت أحسب نفسي أحيا إلى زمن أضطر فيه إلى سل قلمي من غمده، وقد كان معدا لمنازلة الأعداء والأشرار، إلا لأواجه به حكام الإمارات العربية المتحدة، الذين كنا نعدهم من الأخيار..

فقد كان لزاما علينا، بحكم الأخوة في العروبة والدين، أن ننصر الدين وأرض الأنبياء وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. لكن، صرنا إلى وصف الشاعر بحق، وهو يصفنا وكأنه بيننا:

وإخوانا حسبتهم دروعا فكانوها .. ولكن للأعادي..

وخلتهم سهاما صائبات فكانوها .. ولكن في فؤادي..

لقد فهم الاحتلال الصهيوني عقلية الحكام العرب، ودرس شطحاتهم، وهو يعيد ويكرر مشاهدة مشهد يرقص فيه حاكم السعودية بالسيف، فرحا بقدوم ترامب إلى المملكة العربية السعودية.. وبالمقابل، حملة شعبية شرسة ضد رقصة الملك، تابعها الصهيوني نتنياهو، فعلم أن ما يمكن تحقيقه بالرقص والتطبيع مع هؤلاء الحكام لن يتحقق بالحرب مع الشعوب..

فأول تصريح لترامب، عقب إعلان تطبيع الإمارات مع إسرائيل، أن هناك دولا عربية سارعت إلى الاتصال به، وتساءلت عن تأخر دعوتها إلى السير خلف تطبيع الإمارات.. وهو ما يطرح استفهامات حول خلفية وتوقيت الإمارات، للخروج من جحرها، لإعلان التطبيع، والاعتراف الرسمي باحتلال فلسطين، واعتبار القدس المحتلة ملكا للصهاينة.

الحسنة الوحيدة لرئيس أمريكا، أنه أجبر الحكام العرب على الظهور على حقيقتهم، أمام شعوبهم وأمام العالم.

والغريب، أن أشباه دعاة إماراتيين وخليجيين باركوا هذا التطبيع، وعدوه نصرا لهم ولدولتهم..

على الرغم من مرارة ما أعيشه، من غصب ساطع، وغصة في حلقي، من جراء بهدلة التطبيع الإماراتي، إلا أن قلبي يصدح بجزائريتي، التي لا تقبل التلوين ولا المراوغة، أن قضية فلسطين تسري في جسدنا مسرى الدم في العروق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد رضا

    ليسوا بحكام ولا بقادة بل انهم صعاليك نصبهم من كان قبلهم الانتداب البريطاني ولازالت سلالتم في السلطة والتاريخ يشهد على ذالك فلا عجب ان يحن العبيد لاسيادهم. ولكن العجب هو صمت شعوبهم وكانهم اكلوا المخدرات اكلا لما ثم اجتروها وناموا.