-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التعليم الإلكتروني والجامعة الافتراضية في الجزائر.. الواقع والمأمول

هارون العشي
  • 1177
  • 1
التعليم الإلكتروني والجامعة الافتراضية في الجزائر.. الواقع والمأمول
ح.م

يشهد العالم في الآونة الأخيرة ثورة معلوماتية كانت تكنولوجيات الاتصال والإعلام العامل الحاسم في هذه التحوّلات والتغيرات، والتي مست عديد المجالات لاسيما قطاع التعليم والبحث العلمي. ويشكل بروز التعليم عن البعد والجامعة الافتراضية أحد انعكاسات استخدامات التكنولوجيا في المجال التعليمي، ويركز مفهوم الجامعة الافتراضية والتعليم الإلكتروني على توظيف وسائل التقنية المتطور في العملية التعليمة بشكل أساسي، كما أنه ألغى ما يسمى بالتواجد الفيزيائي أو المكاني؛ إذ أصبحت المعرفة تصل إلى الطلاب والمتعلمين وهم متواجدون في منازلهم يتلقون من خلال هذا النمط الجديد المحاضرات والدروس ويجرون الحوارات والتواصل مع الأساتذة من دون حاجة إلى التنقل إلى الجامعة .

لقد عرفت الدول العربية ومنها الجزائر هذا النمط من التعليم والأشكال الجديدة لهذه الجامعات مؤخرا مع دخول الأنترنت إليها وإتاحتها للمؤسسات والأفراد لاستعمالها في الأغراض الاجتماعية والتعليمية بشكل خاص.

يهدف مخطط التعليم الإلكتروني والجامعة الافتراضية في الجزائر إلى تحقيق ثلاث مجموعات من الأهداف وفق ثلاث مراحل، وهي:

المرحلة الأولى: تهدف إلى استعمال التكنولوجيا كالمحاضرات المرئية، بصورة أخص لامتصاص الأعداد المتزايدة للمتعلمين، مع تحسين مستوى التعليم والتكوين وسيكون هذا على المدى القصير.

المرحلة الثانية: يتم فيها اعتماد التكنولوجيات البيداغوجية الحديثة خاصة “الواب”، قصد تحقيق ضمان النوعية على المدى المتوسط.

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التكامل، ويصادَق من خلالها على نظام التعليم عن بُعد ويتم نشره بواسطة قناة المعرفة، التي يتعدى مجال استعمالها والاستفادة منها بأكثر من النطاق الجامعي، إذ تستهدف جمهورا واسعا من المتعلمين من أشخاص يريدون توسيع معارفهم وآخرين يحتاجون إلى معلومات متخصِّصة، وحتى المرضى من نزلاء المستشفيات والموجودون في فترة النقاهة، وغيرهم من شرائح المجتمع الراغبة في الحصول على مكاسب معرفية أكثر.

ويرتكز التعليم عن بُعد حاليا على شبكة منصة للمحاضرات المرئية والتعليم الإلكتروني موزَّعة على غالبية مؤسسات التعليم العالي، والدخول إلى هذه الشبكة ممكنٌ عن طريق الشبكة الوطنية للبحث “ARN”، إذ ستكون 13 مؤسسة للتعليم العالي موقعاً للإرسال والاستقبال في آن واحد، في حين أن 64 مؤسسة أخرى ستكون موقعَ استقبال، وبهذا سيغطي مشروع التعليم عن بُعد مؤسسات التعليم العالي الـ77 المنتشرة عبر التراب الوطني، منها جامعاتٌ ومراكز جامعية ومدارس عليا، في حين سيكون مركز البحث العلمي والتقني النقطة المركزية للمشروع.

بالإضافة إلى ذلك، ستُبث المحاضرات المرئية من جامعات بن يوسف بن خدة وهواري بومدين في الجزائر العاصمة، وسعد دحلب وباجي مختار في عنابة، وقاصدي مرباح بـورڤلة، وعبد الرحمان ميرة في بجاية والحاج لخضر من باتنة ومنتوري بقسنطينة وفرحات عباس بسطيف وكذا جامعتي السانيا بوهران وأبو بكر بلقايد من تلمسان، إلى جانب مركز تطوير التقنيات المتقدّمة ومركز البحث في الإعلام العلمي والتقني.

ويواجه التعلم الإلكتروني في الجامعة الجزائرية بعض المعيقات وهي:
– ضعف تدفق الأنترنت، إذ يجب توفر سرعة تدفق عالية، وهذا ما تفتقر إليه الجزائر، فسرعة التدفق فيها حسب آخر الإحصائيات تعدّ من بين الأضعف في العالم.
– ضعف مواقع الجامعات وعدم تحيينها بشكل دائم وعدم تنظيمها، نظرا لعدم وجود متخصِّصين في هذا المجال.
– قلة وعي الأستاذ وكذا قلة اهتمامه بهذا النوع من التعليم نظرا لنقص الاهتمام من طرف المسؤولين بهذا النوع من التعليم لكونهم من جيل التعليم التقليدي.
– قلة اهتمام الجامعة بهذا النوع من التعليم، وعدم تفعيله من طرف الدول وذلك بعدم تسخير كل الإمكانات لهذا النوع من التعليم.
– قلة رغبة الطالب في هذا النوع من التعلم لأنه يرغب في المحاضرات الجاهزة، ويفضِّل الطريقة التقليدية التي تتميز بعدم بذل جهد من طرف الطالب الذي يكتفي فقط بالتلقي.

ومنه، يعدُّ استخدام التكنولوجيا الحديثة من الأهداف الرئيسية لسياسات التعليم في أي دولة كانت؛ إذ أصبحت من أهم أدوات التنمية في العصر الذي نعيشه فقد تم إدخال الحاسب الآلي كمادة ومنهج دراسي في المدارس التربوية والجامعية.
ومن خلال عرض التجربة الجزائرية يمكن القول إن التعليم الإلكتروني هو ميدانٌ جديد في ميدان التعليم في الوطن العربي والجزائر خاصة، بالتالي مازال يحتاج إلى بعض الإمكانات والشروط… منها البيئة التكنولوجية والثقافية التي تسمح بنجاح هذا النمط من التعليم لاسيما الجامعات الافتراضية أو الالكترونية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • المرادية

    الخوصصة ناجحة في الجامعة و الاستاد الدي لايدرس جيدا يطرد
    و يجب على الاستاد الموظف ان يكون حاصلا على ماجستير او دكتوراه

    تقتصر مهام وزارة التعليم العالي في تنظيم مسابقات الماجستير و الدكتوراه و التدقيق في مدكرات تخرجهم تم تمنح لهم الشهادات من أجل التوظيف بدون مسابقات في الجامعات الخاصة