التقشف يحرم برج عمر إدريس الغازية من الغاز

تعتبر بلدية برج عمر إدريس، بولاية إيليزي، المنطقة التي تضم أكبر احتياطي غازي يجري استغلاله في الجزائر، بل ويصدر غاز هذه البلدية نحو أوروبا، مرورا على البحر الأبيض المتوسط، غير أن المفارقة العجيبة التي تعيشها هذه البلدية، هي غياب غاز المدينة بها، وبقاء المواطن بها يصارع قارورات غاز البوتان في الحياة اليومية حيث لا تزال حتى عملية التزوّد بهذه القارورات، يتم وفق طريقة غير منتظمة، وتخضع غالبا لمزاج مسؤولي تسيير محطة الخدمات بالمدينة، إذ تعيش المدينة على الندرة بسبب عدم التزوّد المنتظم بالمادة، والمسيرة من طرف أحد الخواص.

ليس هذا فحسب، فعملية ربط بلدية برج عمر إدريس بالغاز الطبيعي، تعتبر من المشاريع التي مستها إجراءات التجميد التي أقدمت عليها الحكومة، ولم يشفع حتى الجانب السياسي للملف بإعفاء بلدية هي أكبر منتج للمادة من إجراءات التقشف في هذه المادة، وإعطائها فرصة التزوّد بالمادة، خصوصا وأن الحظيرة السكنية بها لا تتجاوز في أحسن الأحوال 2000 مسكن، ويؤكد ذلك رد وزير القطاع حول سؤال لأحد نواب الولاية في البرلمان في هذا الشأن مؤخرا، بكون عملية ربط برج عمر إدريس غير قابلة للتنفيذ حاليا، بسبب دخول شركة سونلغاز في إجراءات ترشيد النفقات، وهو مبرر غير مقنع ويعتبره سكان البلدية والولاية، استفزازيا ومتناقضا مع ما يفترض أن يكون، على اعتبار أن بلدية برج عمر إدريس، تضمن أكبر احتياطي لمادة الغاز التي تتزوّد منها مختلف ولايات الوطن، حيث وصل غاز هذه البلدية، إلى أعالي الجبال في مختلف المناطق الشمالية، بل ووصلت نسبة الربط في بعض البلديات المستفيدة من غاز برج عمر إدريس، إلى ما فوق 90 من المائة أحيانا، وهو ما يفسر عدم اكتراث المسؤولين المركزيين لقطاع الطاقة، بإضفاء توازن تنموي بالمنطقة مقارنة مع مناطق أخرى، هي في الأصل المزوّد الأكبر للمادة الطاقوية الأكثر مساهمة في التنمية والاستثمار في مختلف مناطق الوطن.