-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التلاميذ مع بن غبريط!

جمال لعلامي
  • 1805
  • 11
التلاميذ مع بن غبريط!
ح.م
وزيرة التربية نورية بن غبريط

“غبّارة” جديدة تضرب هذه الأيام، قطاع “التغبية”، منذ أن قرّرت الوزيرة نورية بن غبريط، تخصيص أيام السبت وأمسيات الثلاثاء لتدريس التلاميذ ضعاف المستوى، وقد بدأت الآن تتضح “الثورة” وحقيقتها، فالمحتجون من الأساتذة والنقابات، يرفضون العمل “زيادة” و”دون أجر”!
الحال أن بن غبريط قطعت على هؤلاء الغاضبين، “خبزة” الدروس الخصوصية التي كانوا يبيعونها للتلاميذ خارج المؤسسات التربوية في هذا التوقيت الذي أرادت الوزارة استغلاله “باطل”!
ظاهريا، فإن كلّ الأولياء خاصة “المزلوطين” منهم، سيباركون قرار بن غبريط، ويتضامنون معها، لأنها ستوفّر عليهم بعض الآلاف من الدنانير التي يدفعونها للأساتذة بالمستودعات، باسم تدريس أبنائهم ومساعدتهم على فهم الدروس التي من المفروض أن يفهموها في الأقسام!
لقد انقلبت الآية للأسف، فبدل أن يتعلم ويفهم وينجح التلميذ في القسم، على أيدي معلمه، أصبح يدخل المدرسة ويخرج منها خاوي الوفاض، وعندما يقصد الوليّ المعلم لاستفساره، يزأر في وجهه ويلومه ويوبّخه، ويقول له بالفم المليان وبلغة الاستنكار والاستياء: “ماراكوش تعاونوا فيه في الدار”!
لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، بعد ما كان الأساتذة يدرّسون التلاميذ في الأقسام، والأولياء يساعدون أبناءهم في البيوت، انعكست المعادلة، فأصبح الأساتذة يساعدون التلاميذ في المدارس، والأولياء يدرّسونهم في البيوت، فتحيا المناهج والمدرسة الجديدة التي “تشيّف” المعلم بعد ما كاد أن يكون رسولا في مدرسة الزمن الجميل!
على كلّ الأولياء أن يساندوا هذه المرّة قرار بن غبريط، لأن الدراسة مكانها المدارس، وليس “القاراجات”، ولا يُمكن للمبرّر المالي والمادي، أن يعطي الحقّ للأساتذة من أجل التعامل مع التلاميذ كسلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة، عنوانها: من دفع نجح، ومن لم يدفع رسب وندب!
هل يُعقل أن يفشل التلميذ عند أستاذه في القسم، لكنه ينجح عند نفس الأستاذ إذا درس عنده في البيت أو المستودع؟ هل من التربية والتعليم، أن يفرض الأساتذة -والحمد لله ليس كلهم- على التلاميذ الدروس الخصوصية وشراء الدعم بالاقتطاع من رواتب أوليائهم؟ وهل من المنظومة التربوية أن يفرض المعلّم تدعيم التلميذ داخل المدرسة حتى وإن كان في الليل أو خلال أيام الجمعة، لأنه يرفض التنازل عن “الدولارات” التي يجمعها من دروس الدعم خارج المدرسة؟
تحتاج مدرستنا ثورة في الأفكار والذهنيات والأخلاق، وليس عيبا لو قال قائل، بأن بعض الأساتذة، لم يعودوا “ملائكة” لا يخطئون، أو تلك الشموع التي تحترق من أجل غيرها، وهذا التحوّل الخطير، يكفي لضرب جيل بعد جيل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • محمد

    لا يا سي جمال,كلامك صحيح لكن يطمس الحقيقة.صحيح لأن المدرسين أصبحوا لا يجتهدون بالقسم ويرغمون التلاميذ حتى النجباء منهم إلى الانضمام لقافلة الفاشلين ليضمنوا نتائج إيجابية ولئلا يفوتهم الركب.وكلامك يطمس الحقيقة لأن الوزارة وعلى رأسها بن غبريط تبعد عن مسؤولياتها إفساح المجال لبقاء ظاهرة التدريس بالمستودعات وقيام"الأساتذة"بتعاطي نشاط مأجور مناف للقانون أمام مرأى ومسمع من السلطات المسؤولة عن فرضه لأن تلك العملية تخفي إجبار الوزارة والدولة على تكوين المعلمين وتلقينهم التشريع المدرسي وتمكينهم من تحصيل أسس مهنتهم الضرورية للفوز بحق توظيفهم.سلوك الجاهل لا ينتج عنه إلا الفساد.لماذا لا نقول كل الحقيقة؟

  • نورالدين

    هؤلاء الاساتذة درسوا على ايدي الكثير من اساتذة الجامعات الذين يساومون الطلبة والطالبات ويبتزونهم و يقضون السنة الجامعية بين اضراب الاساتذة واضراب الطلاب بالتناوب

  • ابن ابن باديس

    بن غبريط فحله وجزائريه حره احسن وزيره في الطاقم الحكومي لانها قامت باصلاحات بدات تضهر نتائجها وتزعج اليعروبيين البعثيين بهدا النجاح شكرا يا بن غبريط الله يقدرك

  • صنهاجي قويدر

    تسكثرون على المعلم دريهمات يجمعها من دروس الدعم ،وتظنون أن المعلم استحوذ على مغارة علي بابا ،حسنا سنبين بعملية حسابية بسيطة ذلك الريع الذي أسال اللعاب قبل ان يسيل الحقد الدفين على من علمكم تكتبون وتقرأون : معلم يدرس عنده 10 تلاميذ ب مبلغ 1500دج للواحد ، من هؤلاء التلاميذ من لا يدفع ومنهم من يتوقف في الاسبوع الاول ومنهم من يغيب فالباقي على الاكثر 6تلاميذ بمبلغ إجمالي يقدرب 7000دج في الشهر ننقص منه تكاليف الكهرباء والكراء وعامل النظافة فالباقي عا الاكثر 5000دج في الشهر ، ياعباد الله الذين ترونه ثريا من الاساتذة ثري بالوراثة تجارة و أملاك من الجهة الأخرى للثراء وليس من 5000دج في الشهر

  • عبد الله

    هل تقدر ان تبقى مع 20 تلميذ في قسم مكيف في حديقة قرب البحر وهؤلاء التلاميذ ممتازون لمدة ساعتين دون ان تنجز معهم اي درس؟.........

  • مواطن جزائري

    في البداية اريد ان انوه اني من متابعي قناة الشروق، اللتي احترمها لاني اعتبرها ذات مصداقية في نشر و تحليل الاخبار. لكن ما اساءني اليوم و انا اقراء هذا المقال هو محاولة تشويه صورة المعلم وتعميمها في نظر القارئ و الراي العام. فقد كان الاحرى بالصحفي ان يتحدث عمل الاستاذ خارج المدرسة في تحضير الدروس و تصحيح الكراريس و الواجبات والفروض وكتابة الوثائق التربوية....... الخ و هذا كله في البيت اي خارج ساعات العمل الرسمية. والتي في بعض الاحيان لا تترك وقتا حتى للعب مع طفلك او الجلوس الى زوجك.... و غيره من حقوق اي مواطن او انسان. ناهيك عن عن ضغط الدروس الهائل... وعند الحديث عن اجر المعلم فهو 31000 دج؟؟!...

  • حسام

    تابع في اليوم الثاني وجدته ومعه مقعدا فقلت له لمادا تأخد معك هدا فرد علي حتى لا أجلس على مواد البناء قلت له أرجع الكرسي للبيت وأرجع معه ولا دراسة عندها ،ومعلمة العربية عندما سألتها على النتائج مادى كان جوابها ؟درلو دروس خصوصية لأنه خدعني أعتقدت أن أخوته الجامعين يساعدونه في البيت ،قلت لها المساعدة مطلوبة لكن ان علمته في البيت لمادا يأتي الى المدرسة ،فسكتت .مشكل التكوين في الجزائر سياسي بحت ،يوم ينزعون السياسة عن التكوين واعطاء الفرص للجميع والأجدر من يمر ،ومحاربة الغش ،أصبح الغش يغزوا كل مناطق الوطن بعد تطور أجهزة الأتصال ،مادى يفعل التلميد المجتهد المخلص أمام تغول كارثة الغش ؟

  • salim

    كان الاجدر ان تتكلم على مناهج الاستغباء التي فرضتها الوزارة على ابنائنا ان كنت اطلعت عليها

  • حسام

    أنت على ألف حق مما تكتب ولكن أين يكمن الحل ؟سياسة الجزائر في التكوين لا هي مرتيطة بالأستثمار البشري ولا باستثمار الشغل ولا حتى بخلق أمة مثقفة ،بربك كيف يعمل التلميد وهو يعرف من يقف أمام الكمرة ولم يدخل الى المدرسةو ما بالك الجامعة ويتكلم ويشرح ويوجه ويستنتج ،وهونائبا لرئيس البرلمان ؟ سنة على مشكل الأطباء المقيمون ولم يستطيعوا حل الأشكال ؟ كل ما في الأمر خلق أمة اتكالية تقرأ وتكتب وغير مثقة ومن يخرج عن هدا الصنف تجد فرنسا ومن معها في جلبه كيد عاملة عندهم.لي ابن كان يدرس في الأبتدائ معلمته في الفرنسية خرجت تقاعد ،أخدت مستودعا عند أختها وبدأت تعطي في الدروس الخصوصية فسمحت لأبني بالدهاب عندها

  • ابن الجبل

    صحيح ماتقول يا أخ جمال أن بعض الأساتذة يبتزون جيوب الأولياء بالدروس الخصوصية ، وصحيح أيضا أن بعض الأساتذة يهدون النقاط لمن يتابع الدروس عندهم ويمنعونها عنهم اذا اكتفوا بالدروس في القسم . لكن السؤال المطروح بالحاح ، لماذا لم تكن هذه الدروس الخصوصية في السبعينات والثمانينات ؟ نقول بكل بساطة أن المنظومة التربوية الحالية لا تلبي حاجة الطفل ، ولا يستوعب مايقدم له ، فهناك خلل وأعطيك ياأخ جمال مثالا حيا عما أقول واحكم بنفسك !. في السابق كانت عدد دروس الرياضيات في السنة الخامسة ابتدائي 112 درسا . والآن عليك أن تطلع على كتاب الرياضيات للسنة الخامسة ،وعدد دروسه لتكتشف الحقيقة المرة !

  • aaz

    مع احترامي لك يا استاذ فأنت لا تعرف قطاع التعليم جيدا و لا تغرنك لعبة بن غبريط الكبرى على المجتمع باكمله .....و اظن ان الاولى بهذا القرار ان كان صائبا هم تلاميذ الثانوي....ثم ما هو شعور التلميذ النفسي في الابتدائي وهو يدرس و أقرانه يلعبون...؟؟...كان الاجدر بك يا استاذ ان تكشف مؤامرات بن غبريط لتحطيم التعليم لا ان تحرض الاولياء على الاساتذة الذين انت ثمار جهدهم بغض النظر عن اي شيئ.....لان مستوى التعليم لا يتحمله الاستاذ فقط.....بل هناك عوامل اجتماعية و ثقافية و سياسية و منهجية و بيداغوجية ....ثم ياتي دور الاستاذ...