-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التمثيل و”التمهبيل”!

جمال لعلامي
  • 712
  • 0
التمثيل و”التمهبيل”!

انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمّة، مرّت مرور الكرام، وكانت “لا حدث” بالنسبة للأغلبية الصامتة و”السامطة” والمسحوقة من الجزائريين، ولأن المثل الشعبي يقول “السامط يغلب القبيح”، فإن “السامطين” الذين ترشحوا رغم أنف أحزابهم وزملائهم المنتخبين، أو رشّحتهم “الشكارة”، غلبوا هؤلاء وأولئك، وهزموا المنطق أيضا، وأصبحوا بقوة “الصندوق”، حاملين للقب السيناتور في الغرفة العليا للبرلمان!
الآن، المعركة ستكون خلال أيام قليلة، على رأس مجلس الأمة، وعليه ستتنافس وتتعارك وتخطط أحزاب الموالاة، على منصب “الرجل الثاني في الدولة”، وقد تهبّ الرياح بما لا يشتهيه الطامعون والطامحون والمناورون، والراغبون المتمنّعون الذين “يشتون اللبن ومخبيين الطاس” على كلّ الناس ويريد بعضهم أن “يرتاح الفرطاس من حكّان الرّاس”!
المواطنون يعتقدون بالتجربة، أنهم غير معنيين بنتائج اقتراع مجلس الأمة، ولذلك لا تهمّهم تركيبته البشرية ولا السياسية ولا الحزبية ولا حتى من يرأسها، وهم يقتبسون الحكاية من النواب الذين يوفدونهم منذ 1997 إلى “قصر الشعب” بزيغوت يوسف، دون أن يظهر لهم خبر، بل إن أغلبهم برع في التمثيل عليهم بدل تمثيلهم والدفاع عنهم!
حتى وإن كانت هناك نماذج نيابية تصنع الفارق والمفارقة، عبر عدد قليل من الولايات، فإن المواطنين “كرهوا” نوابهم، عهدة بعد عهدة تشريعية، بعدما أصروا على الهروب من مداشرهم وبلدياتهم وولاياتهم، فور فوزهم في الانتخابات، ومنهم من غيّر أرقام هواتفهم وحتى عناوينهم، حتى “ما تشوف عين ما يوجع قلب”!
المواطنون فقدوا الثقة في الأميار والمنتخبين الذين يعيشون يوميا معهم ووسط مشاكلهم، لأنهم تنصلوا من مسؤولياتهم وتحوّلوا إلى كائنات أخرى، مغايرة لتلك التي كانت تعد وتتعهّد وتتوعّد وتبكي خلال الحملة و”الهملة” الانتخابية، ولذلك فإن المواطنين لا ينتظرون شيئا من النواب، فما بالك بالسادة السيناتورات، ممّن لهم اهتمامات أخرى وأولويات تتجاوز انشغالات “المهرودين”!
لن تستوي العلاقة المثالية بين المواطنين الناخبين و”المواطنين” المنتخبين، في الهيئات المنتخبة، إلاّ إذا تغيّرت النظرة إلى هذه المؤسسات الشعبية، ولم تعد تتراوح بين مجالس “مخلية” وبرّ-لمان ومجلس “غمّة”، وهذه “المهمة المستحيلة” لن تنجح إلاّ في حال غيّر “ممثلو الشعب” عقلياتهم وأهدافهم وطريقة عملهم، وانتقلوا من خيارات “الهفّ” و”ضرب الدفّ”، إلى ارتداء عباءة المحاماة وهيئة الدفاع في حقّ مواطنين لا يطلبون المحال!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!