-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون يبنون مدارس وجسورا من جيوبهم

“التويزة” لإتمام مشاريع مجمّدة عبر المناطق المنسية!

الشروق
  • 1329
  • 2
“التويزة” لإتمام مشاريع مجمّدة عبر المناطق المنسية!
ح.م

أدى تجميد العديد من المشاريع العمومية في مختلف الولايات بسبب التقشف إلى إقدام المواطنين على تشييد هذه المشاريع على نفقاتهم الخاصة، من خلال حملات تضامنية ساهمت في بناء المدارس وتعبيد الطرقات ومد الجسور وتشييد المساكن واستحداث فضاءات ترفيهية وثقافية وعلمية… “الشروق”، رصدت هذه المشاريع التضامنية ووقفت على أهميتها وتحسينها لحياة السكان.

بعدما جمع الأميار العديد من البرامج التنموية
التويزة لبناء المشاريع العمومية في بجاية

أخذت عادة “التويزة” التي تضرب بجذورها في المجتمع القبائلي، أبعادا تعاونية واسعة، بلغت حد تجسيد مشاريع ذات منفعة عامة، بمختلف المدن والقرى، ومساعدة مرضى ومحتاجين، بعدما كانت بالأمس القريب، مقتصرة على التشارك في الأعمال الفلاحية، كجني الثمار، الحصاد، بناء المساجد وغيرها.
وتمكنت سواعد السكان المتضامنة، بكثير من البلديات والقرى على مستوى ولاية بجاية، من تجسيد مشاريع متميزة، لطالما كانت مطلبا ملحا للسكان، تقاعست عنه السلطات، على غرار واحدة من أجمل المبادرات، تمكن سكان قرية “أيت عيسي” رجالا ونساء، وبمبادرة من جمعية “تادوكلي”، ببلدية أوقاس الواقعة بالجهة الشرقية لولاية بجاية، السنة المنصرمة، من إنجاز مسرح على الهواء الطلق، يعتبر من أجمل التحف التي يمكن أن تراها العين، التي أضحت تحتضن اليوم مختلف التظاهرات الثقافية والفنية بالمنطقة، في الوقت الذي عملت فيه جمعية “أوكسيجان” بالتنسيق مع سكان قرية “تيغزة” بدوار “أيت فلكاي” ببلدية “درقينة”، وفي واحد من المشاريع التي تجسد أسمى معاني التكافل الاجتماعي التي يجب أن يحتذى بها، على إنجاز جسر طوله 22 مترا ، من شأنه فك الخناق عن العديد من الأراضي الفلاحية وحقول الزيتون، في حين أثمر مجهود سكان قرية “أقمون ناث اعمر” ببلدية “تاوريرث إغيل”، بتوفير منتزه عمومي للقرية، تم فيه غرس العديد من الأشجار، وأضحى اليوم قبلة السكان خلال العطل، أما ببلدية تازمالت فقامت جمعية “الأيادي البيضاء” بمشروع مكن من توفير ماء الشرب والكهرباء، على مستوى إحدى المقابر. هذا، وموازاة مع الدخول المدرسي، شن مواطنون حملات تهيئة، مست العديد من المدارس، في الوقت الذي تكفل فيه شباب منذ أيام قليلة فقط، بترقيع مدخل متوسطة “الناصرية “، بوسط مدينة بجاية، حفاظا على أمن وسلامة المتمدرسين. كما شملت عمليات التهيئة العديد من أرصفة وواجهات الأحياء والعمارات، فضلا عن حملات التنظيف المباشرة لتنظيف المعالم التاريخية والسياحية بالولاية، في حين أقدم مواطنون على تشييد منزل لزوج عجوز، بمنطقة “تخليجت” ببلدية فناية، وآخر لعائلة فقيرة بقرية “تالا نتميزت” ببلدية “بني معوش. وهي غيض من فيض، صور التكافل بالولاية، التي يجب أن يحتذى بها. كما امتدت الأيادي الخيرة بالولاية، إلى الجانب الثقافي من خلال التأسيس لعادات المكتبات بكل الزوايا.

شملت مختلف القطاعات وساهمت في تخفيف الثقل عن مؤسسات الدولة
المجتمع المدني بغرداية ينجز عشرات المشاريع الممولة ذاتيا

عرف المجتمع المدني بوادي مزاب منذ القدم بالعمل الخيري التطوعي، ما يعرف بـ “التويزة”، لدواع إيمانية واجتماعية راسخة، ما دفعهم إلى تحقيق العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، اعتمادا على إمكانياتهم، وهذا لبلوغ غايات منشودة، تخدم الصالح العام.
ففي قطاع السكن، برزت مؤخرا قصور عمرانية جديدة، مزجت بين النمط العمراني المحلي القديم وما استحدثه العصر، استجابة لأزمة السكن الخانقة في المنطقة، على غرار “قصر تافيلالت” الذي تم إنشاؤه من المساهمات المالية الخاصة للمشرفين عليه، كما شارك السكان الأوائل في أشغال البناء سنة 1997، حيث يعد اليوم قصر تافيلالت الذي يطل على قصر بني يزقن، أول مدينة إيكولوجية في الجزائر، نال العديد من الجوائز الدولية والإقليمية في احترامها للبيئة، فكل قاطن في هذه المدينة يغرس ثلاث أشجار، نخلة وشجرة مثمرة وشجرة للزينة، وعليه أن يسقيها ويحافظ عليها وفق معايير الزراعة البيولوجية، دون استخدام أسمدة أو مبيدات كيميائية.
في قطاع التربية والتعليم، أنشأت العديد من الجمعيات على مستوى قصور وادي مزاب العشرات من المدارس القرآنية والمعاهد الحرة، يفوق عددها 20 مؤسسة تربوية، فضلا عن مراكز متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، أبهرت المسؤولين المركزيين والمحليين، وقد بُنيت عن طريق العمل التطوعي المشترك، وبدعم كامل من أموال المحسنين، حيث تضم الآلاف من الأساتذة والطلبة، ذكورا وإناثا، بحيث تخرج منها المئات من الإطارات التي تشغل الآن مناصب في المؤسسات العمومية.
ويُعرف عن المجتمع المزابي أنه مهيكل ضمن نظام اجتماعي محكم، تسيّره هيئات اجتماعية رائدة، تسهر للحفاظ على القيم الحميدة، كما تحرص على التمويل الذاتي لمشاريعها المتمثلة في المساجد، ودور العشائر، التي تقام فيها الأعراس الجماعية، وكذا المآتم، ومختلف المناسبات الدينية والوطنية، حيث يتم استغلالها بشكل مجاني، دون دفع تكاليف ترهق كاهل أفراد المجتمع أو الجمعيات الفاعلة. كما يساهم أفراد المجتمع طواعية في تنظيم حملات تطوعية لتنظيف أحياء المدينة، أو بساتين الواحات القديمة، وهذا ما يساعد السلطات المحلية على تشجيع مثل هذه المبادرات لتكريس العمل التشاركي.
ويدعو العديد من نخبة المجتمع المدني بولاية غرداية إلى تثمين مثل هذه المبادرات التي تعتمد على تجسيد مشاريعها بذاتها، من كل الجوانب، وتعميمها في سائر الوطن، كنماذج اجتماعية ناجحة، ولكن لا تلغي أبدا دور السلطات المحلية في تقديم الخدمة العمومية وتحقيق التنمية المحلية.

رسمها مواطنون للتخفيف من حوادث المرور
ممرات راجلين ثلاثية الأبعاد في وهران

لجأ مواطنون وفنانون في وهران إلى تجسيد مشروع فريد من نوعه للتقليل من حوادث المرور، يتمثل في رسم ممرات راجلين ثلاثية الأبعاد في الطرقات الفرعية والرئيسة خاصة عند مداخل المدارس والمساجد والمؤسسات الرسمية التي يقصدها المواطنون بكثرة، ولقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا من طرف السكان الذين تبرعوا بأموالهم لشراء الطلاء والعتاد الذي يحتاجه أصحاب المبادرة، كما عرف هذا المشروع رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي وأكد أصحابه أنهم مستعدون لنقله إلى مختلف الولايات..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • The Hammer

    في غياب "السلطات" و"النظام" الغارقين في الفساد و العجز، يرفع الجزائريون اسمى شعارات التحضر و يثبتون قابليتهم للرقي رغم اغلال "الحكام" الصدئة التي تعطل حركتهم.

  • mohammed

    Salem, où sont les élites adeptes des théories néocoloniales comme quoi sans assistance est sans tutelle le peuple sombrera dans le chaos, que le peuple algérien est incapable de s'autogouverner et de s’auto-gerer? ça existte che nous pendant plus de 1000 an, ils développent en occident ce type d'initiative,on parlent alors t de l'éco-développement l’économie sociale et solidaire ainsi que circulaire, l'autogestion, la démocratie participative pour réparer les RAVAGES DE LA MONDIALISATION ET LA STANDARDISATION. Vive le peuple algérien