-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"أنوار في ليل كورونا، من دفتر محجوز ثقافي" لبوعلام رمضاني

الثقافة في مواجهة كوفيد 19.. أو القراءة كقارب نجاة

زهية منصر
  • 422
  • 0
الثقافة في مواجهة كوفيد 19.. أو القراءة كقارب نجاة
ح.م

يضعنا كتاب بوعلام رمضاني الأخير “أنوار في ليل كورونا، من دفتر محجوز ثقافي”، الصادر عن دار خطوط الأردنية في قلب عاصمة الأنوار باريس وما تمثله الثقافة لبلد مثل فرنسا.

الكتاب لا يسترجع فقط يوميات صحفي مغترب فرض عليه الحجر الصحي في بيته، لكنه يقدم لنا الوجه الجميل لكورونا. فبرغم الكوارث الاقتصادية والمآسي الإنسانية لهذا الفيروس القاتل لكنه يقدم لنا الوجه الآخر لكوفيد 19 الذي حول الساحة الإعلامية الفرنسية لواجهة للنقاش الفكري والفلسفي بين كبار المفكرين والكتاب من جاك أتالي إلى جاك لانغ وادغار موران وغيرهم. كما يضعنا الكتاب في قلب مجتمع يعتبر الكتاب والمطالعة حاجة ماسة للإنسان مثل الغذاء والدواء والهواء.

في الكتاب الذي جاء في قرابة 200 صفحة يرافق بوعلام رمضاني في منفاه الباريسي النقاشات الفكرية والثقافية عبر إذاعة فرانس انتيرن وفرانس انفو ومجلة “مقازين لتيرار”و غيرها من المنابر الفرنسية ويتيح للقارئ العربي والمعرب وجبة فكرية وأدبية ثرية ويقدم بأسلوب صحفي العديد من الكتب سواء تلك الصادرة حديثا أو تلك التي أعاد قراءتها تحت الحجر الصحي مثل كتاب “غوت والإسلام” للراحل عبد الحميد ابن اشنهو أو تلك التي أعادها فيروس كورونا إلى الواجهة مثل ” رواية الطاعون لابير كامو أو كتب مارسيل بروست.

على امتداد قرابة مائتي صفحة نرافق بوعلام رمضاني في عرضه لأبرز النقاشات الفكرية والثقافية التي دارت في فرنسا خلال أشهر الحجر الصحي بين قامات ثقافية امثال رفاييل ليوجييو وادغار موران وميشال ويلبك الآن غريش وبرنار هينري ليفي على أمواج إذاعة فرانس انتير أو فرانس انفو وغيرها من وسائل الإعلام الفرنسية.

الكتاب الذي سجل من خلال رمضاني بعض مقالاته وحواراته التي أنجرها لموقع ضفة ثالثة التابع للعربي الجديد الذي يراسله من باريس أو تلك التي كتبها خصيصا لتكون ضمن الكتاب لم يتجرد الكاتب فيها من خلفيته الحضارية حيث بكتب بحرقة الصحفي والكاتب والمثقف الذي يقارن بين ما تبذله فرنسا من أجل إنعاش قطاع النشر والكتاب والمكتبات التي تضررت من فيروس كورونا ورغم ذلك تمكنت من تقديم 511 رواية جديدة تنتظر الصدور في الدخول الأدبي القادم في أكتوبر وتعيد مارسيل بروست وكامو إلى الواجهة من خلال ارتفاع عدد مبيعات كتبهم وبين ما تعيشه الثقافة العربية في بلدانها من اهمال وركود متسائلا في أخر الكتاب ماذا لو “افتخرنا” بشهرزاد “ألف ليلة كليلة” كما افتخر الفرنسيوف “بطاعوف” كامو؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!