-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الثورة الجزائرية في الشعر العربي الحديث

عثمان سعدي
  • 35344
  • 26
الثورة الجزائرية في الشعر العربي الحديث

في السبعينيات من القرن الماضي عملت سفيرا في العراق وسورية، فجمعت الشعر الذي نظم في الثورة الجزائرية في هذين القطرين، نشرت عشرات الإعلانات ووصلتني قصائد لا من المدن الكبرى فقط وإنما من عشرين مدينة وقرية في كل قطر. في العراق نُشر لي ما جمعته في كتاب عنوانه (الثورة الجزائرية في الشعر العراقي) ضم 255 قصيدة نظمها 107 شاعر وشاعرة من 19 مدينة وقرية عراقية منهم شعراء كبار مثل محمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة، الكتاب في ألف صفحة، طبع في جزأين ثلاث طبعات بالعراق والجزائر.
وعندما انتقلت إلى سورية جمعت 199 قصيدة نظمها أربعة وستون شاعرا وشاعرة من 20 مدينة وقرية، منهم شعراء كبار مثل سليمان العيسى، ونزار قباني، ومحمد الحريري، طبع لي كتاب عنوانه (الثورة الجزائرية في الشعر السوري) في ألف صفحة وفي جزأين.
وفي زيارة سريعة للسودان سنة 2009 جمعت 14 قصيدة قيلت في ثورتنا نظمها عشرة شعراء من السودان، منهم الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم الذي غنت له أم كلثوم قصيدة (أغدا ألقاك)، لي كتاب تحت الطبع عنوانه (الثورة الجزائرية في الشعر السوداني).
المجموع الذي جمعته في هذه الأقطار الثلاثة 468 قصيدة غناها 181 شاعر وشاعرة، ثم جمعت كل ذلك وزارةُ الثقافة في ثلاث مجلدات من 2021 صفحة طبعتها دار الأمة سنة 2014
وإلى القارئ الكريم نماذج مختصرة من هذا الشعر.
فالشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يعتبر الثورة الجزائرية حدثا أخرج العرب من القبور الميتة ورفع ضوء الحياة بدنيا العرب، ويرمز للثورة بسيزيف الذي حكمت عليه الآلهة اليونانية بأن يَصعد بصخرة على ظهره إلى قمة الجبل فتتدحرج منحدرة إلى السفح فيعيدها لقمته وهكذا، لكنه في الجزائر تخلّص سيزيف أي العربي من عبء الصخرة على جبال الأطلس، في وهران، ثم يتأوه الشاعر لأن وهران هنا بالعراق أي بغداد لا تثور على نظام حلف بغداد العميل:
بشراك يا أجداث حان النشور بشراك.. في (وهران) أصداء صور
سيزيف ألقى عنه عبء الدهور واستقبل الشمس على الأطلس
آه لوهرانَ التي لا تثورْ
ومحمد مهدي الجواهري في عينيته ذات المائة بيت يعتبر فرنسا التي تزعم أنها تنشر القيم بالعالم فاجرةً تعلق صورة المسيح على سريرها، لأنها هدمت سجن البستيل رمز العبودية بفرنسا، لكنها بنت بساتيل في الجزائر:
لكِ الويل فاجرةً علّقـتْ صليبَ المسيح على المِخدعِ
تهدّم بستيلَ في موضعٍ وتبني بساتيلَ في موضــعِ
وفي قصيدة أخرى أنشدها عن قرصنة فرنسا باختطافها طائرة القادة الجزائريين الخمسة، يقول إن فرنسا تصورت أنها تُنهي الثورة بخطف قادتها، ولا تعلم أن الأرحام التي أنجبت هؤلاء الخمسة لن تصاب بالعقم فتلد غيرهم، ويشبِّه هؤلاء بالباب لكن المصنع الذي يصنع الأبواب بقي قائما وهو الشعب الجزائري، فالأمة العربية في أرض الجزائر تبرهن لله أنها خُلقت كي تبدع، ويسمي الجزائر بجزر المغرب:
أمةٌ سوف تُري خالقهـا أنها قد خُلـقت كي تُبـدعا
جزرُ المغرب يا أسطورةً تُلبس الأهوالَ لونا ممتعـا
الأذى تدفع عنه بالـرّدى طاب أسلوبا لها مبتدَعــا
خمسةٌ إن بطونا حملـتْ ثِقْلَهم ما عُقمتْ أن تضعـا
جهِل الصّنعةَ نِكْسٌ أحمقٌ سرِق الباب وعاف المصنعا
ويكاد لا يكون بطلٌ من أبطال الثورة إلا وذُكر في الشعر العربي، يستشهد البطل العقيد عميروش فيحييه الشاعر العراقي كاظم جواد بقصيدة عنوانها (عميروش ذئب الجبل)، كما كانت تلقبه الصحافة الفرنسية، يقول فيها:
مات وفي عينيه شيءٌ من لهيب المعركهْ مات ووهران سماءٌ لم تزل مُحْلَوْلكه
مات على السفح وحيدا يحضن البريقْ في مقلتيه يُسكب الحريقْ
عَميروشْ عميروش هل تسمع الجيوشْ؟ تهبط في معاقل الأوراسِ والتلولْ
لتزرع السهولْ بديلَ كل جُزمة وقنبلهْ شُجيْرةً وسُنبلهْ
يختم الشاعر قصيدته بأن هدف الثورة التي كان عميروش أحد قادتها هو القضاء على وسائل القتل وزرع الجزائر بالخير والنّماء. ونلفت انتباه البربريين ومنهم ابن عميروش بـأن عميروش لم يذكره شعراء فرنسا ولكن ذكره وافتخر به الشعراء العرب.
الشاعرة العراقية صبريّة الحَسّو، قابلتُها في بغداد فروت لي ما يلي: “في عيدٍ من الأعياد كنتُ مع زوجي وأطفالي نتمتع بنِعَم العيد، وفجأة انهمرت عيناي بالدموع، فصاح أطفالي لماذا تبكين يا ماما؟ فقلت لهم: تذكرت الآن كيف يقضي أطفال الجزائر العيد، ثم توجهتُ إلى المكتب وسحبت ورقة وقلما وحررت قصيدة عنوانها: هدية إلى أطفال الجزائر”، وهي قصيدة جميلة لا يمكن إلا أن تصدر عن امرأة وأمّ. تقول فيها:
وهناك لا تنسَيْ صِغارًا
مثل طفلك يظمأونْ
للحبّ والدفءِ الحنونْ
ليدٍ ندِيّه
ليد, يقطّعه الحنينْ
شوقا فيعتصر البقيّه
شوقا فيهمس في خُفوتٍ
لو ضم طفلته إليه
كما يضم البندقيهْ
هي ذي هديّه
قُبلٌ نقيّه
من كل أمّ في العراقْ
تعيش في ألم الجزائرْ
قبلٌ نقية
قبلٌ لأطفال الجزائرْ
لنلاحظ كيف تصوِّر الشاعرة المجاهد في الجبال وهو يتذكر في هذا العيد طفلته الصغيرة فيقبّل البندقية بين يديه متخيلا أنها طفلته البعيدة عنه.
ونختم هذا المقال بقصيدة الشاعر السوري الكبير محمد الحريري (حانة فرنسية فجّرها مجاهدٌ جزائري)، والحانة هي نادي الجيش الفرنسي بالكورنيش بالجزائر العاصمة، حيث يصف فيها بدقة كيف كان الضباط الفرنسيون يجرعون كؤوس الخمر حتى تنسيهم الويلات التي يلاقونها كل يوم على يد الثوار الجزائريين، ثم يقع الانفجار، نورد من مقاطعها الستة ثلاثة مقاطع:
وتدور الكأس والرأس يدورْ
وتنادى واحد بين الحضورْ
من هم الثوار حتى يملأوا منا القبورْ
آه لو جاءونا لنلقاهم هنا
آه لو… ثم تنادَوْا:
أيها الساقي اسقِنا
قطرة من أمْننا
لستَ تدري ما بنا
لحظةً وانتثر المقهى وطارا
إنها قنبلة جاشت دمارا
بثها زَنْدٌ خفيف الأُنملهْ
قد تهاوى من ربى مشتعله
فوق حشد دنِسٍ كي يغسلهْ
الخلاصة: العرب هم من دعم ثورة أول نوفمبر، اعتبروها أعظم حدث عربي مسح آثار هزيمة الجيوش العربية بفلسطين سنة 1948، والشعراء العرب هم من تغنّى بأمجادها وأحداثها وأبطالها ومنهم عميروش القبائلي.
الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يعتبر الثورة الجزائرية حدثا أخرج العرب من القبور ورفع ضوء الحياة بدُنيا العرب، ويرمز للثورة بسيزيف الذي حكمت عليه الآلهة اليونانية بأن يَصعد بصخرة على ظهره إلى قمة الجبل فتتدحرج منحدرة إلى السفح فيعيدها لقمته وهكذا، لكنه في الجزائر تخلّص سيزيف أي العربي من عبء الصخرة على جبال الأطلس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • okba

    عمل في سوريا والعراق وتعلم في القاهره باموال الجزائريين فانسلخ عن اصالته الامازئغيه فما دا ننتظر منه يحكي حياتو للاغبياء

  • إلى المستلبون

    هل انتم مخلصون لوطنكم؟
    أنتم تنتمون لجهات خارجة عن الجزائر و تخدمون مصالحها ضدا عن مصالح بلدنا ، لذا فإن المشكل ليسهل أنتم أمازيغ أو عرب و انما هو هل انتم مواطنون صحيحو الانتماء ام انكم عملاء مشرقيو الأهواء ؟
    و الرد على هذا السؤال لا يحتاج كثير تفكير، فانتم تعادون مواطنين جزائريين من اجل شعوب المشرق ، و تصفقون للبعثي حينما يهاجم الأمازيغ ، و تساندونه حين يقولون أنتم بربر همج ، لذا فإنكم أغراب بغض النظر عن كونكم أمازيغ او عرب،
    انتم مرغمون على رؤية الامازيغ و ستسقط أوهامكم الواحدة تلو الاخرى و سينتهي بكم المطاف للقبول بهويتكم الحقيقية ،و ستبرؤون من استلابكم طوعا او كرها

  • الإعتزاز بالوطن

    يا السي عثمان سعدي :
    هل تحب أنت الامازيغية و ثقافتها كما يتحدث الامازيغ العربية ؟
    هل تدافع عن الامازيغية اذا دخلت في نقاش مع عربي مشرقي يسب بلدك ؟
    من يعتبر نفسه مشرقيا و تأخذه الحمية على عرب المشرق أكتر من اخوته في الوطن هو مستلب يجب ان يصحح هويته. و من يثور نصرة لقوم غرباء ضدا عن بني وطنه هو كائن مزور ، نحن الجزائريون لا علاقة لنا بعرب المشرق الا كعلاقتنا بيوغوسلافيا او الهند،علاقة دول بأخرى ، نحن جزائريون و لن نحترم المستلب الذي يعادي هويته، و يتنكر لانتمائه و يخون وطني بلده و يزور تاريخه خدمة للأغراب .

  • خرافولوجيا

    يعتبر المستلبون ذواتكم تابعين ثانويين للأعراب ، و كومبارس في مسرح الشرق ، و من هنا ينتج احتقاركم للثقافة المحلية ، احتقار الذات نتيجة للإدمان على الدونية و النقص، و الإعتراف بأمازيغية الهوية الجزائرية هي تحصيل حاصل إذ لا يمكن لعاقل ان يقول العكس، الموضوع هنا هو اعادة الاعتبار لهذا الجزء و نفض الغبار عليه ، الخدع و التخريف و تزوير التاريخ المبني على العنعنات و التخاريف المعتقة زالت و لا يمكن القبول بها بعد الآن مع كشوفات العلوم و التاريخ الحقيقي لم يعد هناك مصداقية للتخريجات القذافية و الخرافات التلمودية عن العرب العاربة و العرب المستعربة و باقي الهراء !الذي يردده القطيع

  • حزب الجزائر

    الواقع أن حزب القومجية يريد القضاء على الهوية المحلية و قد رأى حلمه يبتعد و هو يرى الجزائريون يصحون من مخدرهم ، و بدلا من أن ينتجوا خطابا ملائما للمرحلة ها هم يجترون إنتاج نفس الخطاب التافه ،و هو تخيل المؤامرة و شيطنة كل من يخالف استلابهم و انتمائهم المشبوه، لكن حزب الجزائر ها قد نهض و هدفه تقوية هويته و استرجاع أصالته و ليس خدمة أحفاد أبا جهل و هند بنت آكلة الأكباد.
    ان ما يخشاه المستلبون قادم لا محالة و انحنائهم للاعصار ليس منة منهم و انما هزيمة لهم أمام قوة الطبع و سنن التاريخ و طبيعة الأشياء، الجزائر أمازيغية الهوية رغم أنف المستلبين حاملي جينات العمالة في دمائهم

  • Belle et rebelle

    يبصق المستلبون على انفسهم معتقدين انهم يدافعون عن كرامتهم، ان المستلبين الجزائريين ظاهرة فريدة في تاريخ الامم،ظاهرة يحار فيها المنطق، فهم جزائريون الا انهم ينسبون أنفسهم للأعراب في نفس الوقت، يخافون من الأصيل و يخشون على الدخيل، يعتبرون دمائهم غريبة عنهم و دماء الغريب صميمة فيهم، هم نارسيس الذي يكره صورته بينما ينجذب لصور الاغراب ، دونية بلغت مبلغ الهبل و البله، اختلطت أناهم بالآخر من فرط الدونية و الاستلاب فأصبح العدو في داخلهم و الحليف في الخارج، ذلك الحليف الذي لم يعتبرهم يوما منه و لا ينتمون اليه، محترسون مرتابون من ظلهم ، واثقين في الأجنبي البعيد، خائفين من أنفسهم على غيرهم..

  • Dyhia

    يعتبر المستلبون أن الولاء للأمة العربية أهم من الولاء للجزائر ، فالانتماء الجزائري يعتبرونه ثانويا و كل من يعبر عن أصله الأمازيغي يعتبرونه متآمرا على الهوية ، أما من يقول ( أنا الآخر ) يعتبرونه أصيلا ، و هكذا أصبحت اللغة الأمازيغية مؤامرة على الجزائر في بلدها الأصلي حسب منطقهم الأعوج ،و صارت هويتنا خديعة تبعدنا عن أنفسنا و تحرفنا عن طبيعتنا، لنترك عقدة النقص للدونيين و لنمجد هويتنا و لنفتخر بأصولنا .
    حسبهم مرضا أنهم يكرهون أنفسهم ، و يعيشون في بلد بينما يوالون غيره ، و يحقدون على بلدهم من أجل أمم أخرى و يعتبرون أنفسهم أشخاصا آخرين و يعادون ماهيتهم من أجل الآخر

  • Dyhia Belle et rebelle

    لقد بلغ عملاء المشرق أقصى درجان الاستلاب فأصبحوا نقيض أنفسهم، عملية المسخ الهوياتي بائت بالفشل لانهم لا يمكن ان يقنعوا الجزائري بأن يكره ماهيته و جوهر كينونته،نحن نعشق الفونيمات التي ننطقها و نطقها أجدادنا حتى و لو تعلمنا لغات العالم، نعشق اللغة التي بها نفرح و نغضب و نغني و نمزح و نحاور اطفالنا و ابائنا و نترك الإستيلاب للآخرين..
    و ترسيم عطلة الناير أصاب المستلبين بالارتباك و زلزل توازنهم و أزال ورقة التوت عن عوراتهم ، ذلك لأن ولائهم دائما و أبدا لمشرق الخراب و الدمار الذين يفضلونه على أهل الدار !!؛

  • Dyhia Belle et rebelle

    بدأ الجزائري يعود الى اصله رغم عقود من غسيل الدماغ الذي مارسه عليه المصابون بالحول الهوياتي او دونيون خدام المستعمر الاموي ، الجزائري لا علاقة له باللغة العربية الا كعلاقته بالشعر الاغريقي او المطبخ الصيني، و رغم ما مورس على الجزائريين من التبخيس في هويتهم و مسخ كينونتهم الا انهم سرعان ما بدؤوا يعون بانتمائهم الحقيقي و يحترمون ثقافتهم، فما تنامي الوعي بالهوية الأمازيغية إلا بداية لنهضة الثقافة الجزائرية الاصيلة و الخاصة بنا كشعب و هذا ما يفسر الرعب الذي يصيب المستلبين، و ترسيم الأمازيغية في الظستور أصابهم بالارتباك و السعار ، يرون تدريس كل اللغات شيئا طبيعيا و لكن الأمازيغية لا و ألف لا

  • محفوظ

    .......شكرا الأخ المناضل عثمان سعدي على مجهوداته وعلى إنصافه.....أما المنغلقون على فغنسا فسيغرقون في بُحيرتها....

  • طاوس عمروش 1

    ان الجزائر الفاقدة للبوصلة تصالحت أخيرا مع طاووس عمروش "ماري لويزة" التي تعد أول روائية في الجزائر و شمال إفريقيا حفيدة أول روائي في تاريخ البشرية أبوليوس/ أفولاي صاحب رائعة (الحمار الذهبي)
    تكرم طاووس عمروش رسميا في وطنها الجزائر من خلال عقد ندوة عنها في المعرض الدولي للكتاب بعد تنكر وتهميش وإقصاء متعمد طالها منذ آخر صراعها مع السلطات الجزائرية في 1966 بعد أن رفضت قرار منعها من الغناء في المهرجان الثقافي الافريقي وصاحت بحنجرتها القوية تردد أجمل الأغاني الأمازيغية من على منصة الاغاني بقاعة بن عكنون بالعاصمة. وهو ما جعل السلطات الجزائرية تعاقبها بمنع أغانيها في التلفزة الجزائرية .

  • كاتب

    يقول الفنان ( أمازيغ كاتب) نجل المرحوم ياسين كاتب:
    "لا أستطيع مطالبة السلطات في بلدي بإطلاق اسم والدي على هيئة ثقافية أو شارع أو ساحة عامّة، لأنني أعرف أنها سترفض مسبقاً. و لا أنتظر من النخبة الجزائرية أن تتبنّى هذه المبادرات أو تكرّمه، بل المطلوب منها مواصلة مسيرته النضالية، و أن تقوم بدور المثقّف العضوي. مع ذلك، أستبعد حدوث أي تغيير بسبب غيابها عن المشهد. أمّا الفئة القليلة التي تسعى إلى التغيير فتتعرّض إلى التضييق والتهميش".
    كشف رئيس جمعية ( أمسلاي )عن مساعيهم لإطلاق أسماء كتّاب وفنّانين جزائريين آخرين على أماكن وفضاءات في العاصمة الفرنسية باريس؛ مثل الكاتب مولود معمري و صياد

  • تعقيب

    بعدما أَطلقت باريس اسم الكاتبة الجزائرية، طاووس عمروش (1913 - 1976)، على أحد فضاءاتها الثقافية في المقاطعة العشرين عام 2013، كما أطلقت اسم المطرب ( سليمان عازم ) (1918 - 1983) على ساحة في المقاطعة الرابعة عشرة عام 2014، ها هي تطلق اسم الكاتب كاتب ياسين (1929 - 1989) على حديقة في المقاطعة الثالثة عشرة. يجدر بالذكر أن الكاتب تعرّض إلى التضييق و النفي بسبب مواقفه المنتقدة للسلطة و صعود الفكر المتشدّد في سنوات السبعينيات والثمانينيات .
    أتي إطلاق اسم كاتب ياسين على الحديقة الفرنسية وسط دعوات للدوائر الرسمية الجزائرية إلى إعادة الاعتبار إلى صاحب مسرحية "الرجل ذو النعل المطاطي".

  • جثة

    بارك الله فيك أستاذ عثمان سعدي في الحقيقة أعجبتني قصيدة الشاعرة العراقية صابرية الحسو وهي لا يمكن ان تصدر الا من امراة وأم كما ذكرت وهذه هي وظيفة الاديب او الشاعر ان يثير مشاعر الناس ويعبر عما لا يحسنون التعبير عنه وان كانت المعاني في نفوسهم وبين بصرهم

  • رامبو و يوغرطة

    في كتاب “رامبو والجزائر” Rimbaud et l'Algérie
    حلل الناقد فيه قصيدة ( يوغرطة )و أعادها للقراء في وقت كثر فيه الحديث عن مستوى الخطابات السياسية عن “تمجيد الاستعمار من جهة وعن تجريم الاستعمار من جهة أخرى” متوقفا في الوقت نفسه، عند الإبهار الذي مثلته الجزائر على هذا الشاعر العبقري، مما ولد انبهارا أوصل رامبو إلى حالة من الحلولية في تراب ورمزية هذا البلد، إذ يتخيل أن “أباه الغائب” لن يكون إلا ذلك القادم من أحد أواخر قلاع الذين قاوموا الاستعمار وما استسلموا وما تنازلوا عن قناعاتهم في مشروعية مقاومتهم وفي حقهم في الحرية والاستقلال .

  • رامبو

    كتب الشاعر العبقري المعجزة ( آرثر رامبو) “يوغرطة”قصيدة ( يوغراطا ) التي كانت علامة مركزية في تجربة رامبو الشعرية، تلك التجربة التي وضعت الشعرية الفرنسية برمتها على سكة الحداثة، و الغريب في الأمر أن هذه القصيدة كتبها رامبو باللغة اللاتينية ولم تترجم إلى الفرنسية إلا متأخرا كان ذلك سنة 1932.
    ففي قصيدة “يوغرطا” أشاد الشاعر رامبو بالمقاومة الشجاعة المستمينة و الفروسية النبيلة للقائد يوغرطة الذي حارب روما ، كما يقف من خلال مضامين هذه القصيدة موقفا مضادا للموقف الاستعماري و قد ناهض الاستعمار واعتبره علامة قهر واستبداد ضد حرية الشعوب .

  • تكملة

    يعتبر الشاعر سي محند أومحند بمعيار عصرنا من الشعراء المؤسسين لحركة شعر المقاومة الوطنية بامتياز،
    فأشعاره كانت وما زالت رمزًا خالدًا في الأدب والشعر، وإيقونة قادت كلماته شعوب شمال إفريقيا إلى البحث عن سبل التحرر والانعتاق من أشكال الاستعمار المتعددة التي تغزو الأرض، وكانت قصائده دعوة لتلك الأمم لتطلق الإبداع من داخلها كي لا يصير الخلخال قيدًا.
    وصلتنا قصائد قيلت في عهد الملكين ماسينسا وسيفاكس، تحكي بطولات الفرسان الأمازيغ في الذود عن قرطاج وأرض نوميديا ضد الرومان رغم أنها لم تدون مما ساهم في تسهيل طمسها .

  • أيقونة الجزائر

    لم تعمل وزارة الثقافة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا على ترجمة تراث سي محند أومحند ترجمة إبداعية إلى اللغة العربية وإلى اللغات الأجنبية، والتعريف به عربيًا ودوليًا، ولم تبرمج قصائده في برامج المدارس الابتدائية والتكميلية والثانوية والجامعية الجزائرية، لينهل منها الطلاب والطالبات رغم أن عوالم هذا الشاعر تتميز بأبعاد ثقافية عصرية عالمية تقف إلى صف التقدم والحرية.
    و بعد وفاة مولود فرعون قام الكاتب الجزائري دادا المولود أيت معمر بإتمام جمع هذه الأشعار في ديوان شعري صدر سنة 1969 بعنوان Les Isefra de Si Mohand".

  • أيقونة الجزائر

    يعتبر الشاعر سي محند أومحند بمعيار عصرنا من الشعراء المؤسسين لحركة شعر المقاومة الوطنية بامتياز، ويجمع المؤرخون أن الشاعر سي محند قد تثقف بالثقافة الشعبية الأمازيغية العريقة، كما نهل من الثقافة الإسلامية في بعديها الروحي. ويعتبر الشاعر قريبًا من الصوفيين مثله مثل شخصية الشيخ سي محند أولحسين الذي لعب دورًا في ترسيخ حب المعرفة والتعلق بالوطن في المخيال الشعبي الأمازيغي.
    و يذكر أزراج عمر أنه التقى مرَة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم في تونس، وفي ذلك اللقاء ارتجل مقطعًا من قصيدة للشاعر سي محند بعد أن ترجمها من اللغة الأمازيغية إلى اللغة العربية، فقال له القاسم:
    "إن هذا شعر عالمي عظيم" !!!

  • الشاعر المقاوم

    قام العديد من المفكرين والمثقفين بجمع تراث الشاعر الأمازيغي المقاوم الفريد من نوعه ( السي محند أو محند ) و ثروته المعرفية التي جعلته رمزًا تنويريًا إذ كانت أشعاره بداية الوعي بالوطن، كما كانت المنطلق الأول الذي انبعث من خلال المد والسعي وراء التحرر والحرية.
    وقد جمع بوليفة كل كلماته ومعانيه الشعرية في ديوان شعري و ترجم في كتاب بعنوان "Recueil de poésie kabyle" أو بالعربية "ديوان الشعر القبائلي"، ثم إصداره سنة 1904.
    كما كانت هناك أيضا لمسة أخرى للكاتب الجزائري مولود فرعون، الذي انتقى بعضا من أشعاره وترجمها شخصيًا في كتاب بعنوان "Les Poèmes de Si Mohand" "أشعار سي محند" وصدر سنة 1960 .

  • ألف

    في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، بدأت الحركة الأمازيغية الجزائرية تبلور أفكارها وتوجهاتها. حدث ذلك حين قررت مجموعة من كوادر وأعضاء حزب الشعب، بزعامة مصالي الحاج، الانشقاق عن الحزب بسبب "عدم اعترافه بالهوية الأمازيغية للشعب الجزائري".
    بعد الاستقلال ترافق الخطاب العروبي للنظام مع سلسلة من إجراءات التعريب القسري لمنطقة القبائل، فمنع استعمال اللغة الأمازيغية في النشاطات الفنية والأدبية وحوكم وسجن كل من اشتبه في انتمائه لحركات ترفع مطالب أمازيغية ثقافية ولغوية. خلصت السلطة الجديدة من كل قيادات الثورة الجزائرية من ذوي الأصول الأمازيغية، وحكم على أحد زعمائها حسين آيت أحمد بالإعدام.

  • الشعر الأمازيغي

    يحظى الشاعر في بلاد الأمازيغ بمكانة مميزة بين أفراد قريته، إذ إنه رصد في قصائده الألم والأمل، المحن والأفراح. وهو ذو اللسان الفصيح الذي يطرب أسماعهم بكلمات منتقاة في مختلف المواسم والمناسبات، كما أنه كان فيلسوفًا حكيمًا ذا نظرة ثاقبة يصوغ تجارب الحياة في شكل قصائد جميلة، كما لعب دور المؤرخ في نقل الكثير من الأحوال التي عاصرها، فالكثير من الأشعار تحمل بين ثناياها أحداثًا ووقائع تاريخية، والكثير من تلك الأحداث وتفاصيلها وصلتنا عبر أناس حفظوا القصائد وتداولوها أبًا عن جد.

  • طاوس عمروش

    كانت عائلة ” عمروش” من صفوة المثقفين الجزائريين بعد نهاية حرب التحرير، غير أن جزائر ما بعد الستين، تنكّرت لها الجزائر وجعلت إبداعاتها طي النسيان، و قد كانت الأم فاطمة، وهي صاحبة الكتاب الرائع”تاريخ حياتي” الذي كان يحوي مزيج من تعدد الثقافات و الأعراق، و الابن “جون موهوب” كان موسيقي وكاتب، وكانت “طاووس عمروش” شاعرة وروائية ومطربة شهيرة في فرنسا. سعت إلى حفظ التراث الأمازيغي الذي تنتمي إليه، و كانت أول امرأة جزائرية تقوم بإعادة كتابة تراث أجدادها وتمثل هذا الإرث العريق في نصوص روائية وقصصية، كتبت عن معاناة المرأة والتقاليد البالية، كما قامت بتسجيل الحكايات الشفهية و الأساطير والأمثال.

  • بشرى سارة 3

    الفنانة طاوس عمروش هي أول روائية شمال إفريقية تحصل على جائزة "نوم دي بالم "بإسم "مارغريت طاووس عمروش" .
    شكرا لكل من سعى الى عودة طاووس عمروش الى وطنها مرة أخرى من الأقلام الحرة العاشقة للفن والثقافة والتنوع الذي نادى به جون عمروش في قوله " جزائر الغد لن تكون فرنسية و لا عربية و لا أمازيغية لكنها ستكون كل هذا "

  • بشرى سارة 2

    و لأنها مناضلة متمردة في الحركة الأمازيغية ، و في الوقت الذي كانت عائة الطاوس عمروش من الطبوهات في الجزائر بومدين كُرم شقيقها جون موهوب عمروش في داكار من طرف الرئيس السينغالي الذي قال عنه : "إن نضال أسرة عمروش فخر لكل إفريقيا " بينما كانت أفكار عائلة عمروش من المحرمات في بلد فاطمة أيت منصور (والدة الطاووس ) !
    تبا لنا من شعبا يحارب نفسه وجوهره بنفسه ويدمره ذاته بيده لإرضاء غيره .
    فعفوا يا عائلة عمروش فنحن لا نستحقكم و لا نقدر تضحياتكم يكفي فخرا أن اول رواية بقلم إمرأة صدرت من شمال افريقيا الى العالم كانت لطاووس عمروش سنة 1947 بعنوان "الياقوتة السوداء" .

  • عمار ج

    What