-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طبعة جديدة لأعمال غوستاف الخالدة

الثورة الفرنسية وروح الثورات.. وحياة الحقائق

الثورة الفرنسية وروح الثورات.. وحياة الحقائق
أرشيف

رغم مرور أكثر من قرن على صدور أعمال الفيلسوف المؤرخ الفرنسي، عوستاف لوبان، فإن كتبه تفرض نفسها على القارئ في كل مكان من العالم، بل يجد فيها التفسير لكثير من أحداث عصره المتجددة، ويعدّ كتاب” الثورة الفرنسية وروح الثورات”، واحدا من أشهر تراثه الفكري، إضافة إلى عنوان “حياة الحقائق”، وهو ما دفع مكتبة الآداب والفنون ومؤسسة أقرأ بمصر لإعادة طباعتها، بينما تكفلت بتوزيعهما في الجزائر مكتبات ناجي ميغا بوكستور.

يوحي عُنوان الكتاب الأول بأنه ليس مجرد سرد تاريخي للثورة الفرنسية (1789 /1871) بوصفها عارضًا تاريخيًّا أو انقلابًا سياسيًّا، بل رؤية عميقة لفلسفة الثورة، من حيث كونها ظاهرة اجتماعية نابعة من نضج معرفي يتنامى بشكل لا شعوري.

فقد نفذ الكتاب إلى ما يكمن وراء الضجة من أخلاق ومشاعر ورؤية الجماعات والخلايا الثورية؛ ففنَّد أطوار الثورة وما يعتريها من تقلبات داخل ضمير الأمة الثائرة متَّخذًا من الثورة الفرنسية عينة مجهرية؛ فكانت رؤيته التاريخية أكثر صدقًا وأنفذ بصيرة، حيث ناقش الثورة باعتبارها عقيدة في نفوس الثائرين قد تتآلف وتتنافر مع كثير من المبادئ الاجتماعية والعقائد الدينية.

وقال المترجم إلى العربية، عادل زعيتر، إنه لا يمكن استعادة التاريخ، لكن يجدر الاستفادة من دروسه، خاصة في سياق ما حصل في المنطقة العربية (2011)، لذلك من المهم نشر هذا الكتاب الذي ظل مثار جدل بسبب آرائه واستنتاجاته التي قد لا تعجب الثائر ولا داعية الديمقراطية.

لكن تبقى قيمته، بحسب المترجم، في أنه يقدّم قراءة للثورة الفرنسيّة عبر مسارها الطويل منذ العام 1789 وحتى العام 1871، فيبيّن الفارق بين روح الثورة المتمثّلة في القوى الاجتماعية التي ترفض الاستبداد والوقائع التي أنتجتها الثورة، حيث استطاعت قوّة صغيرة منظّمة أن تختطف السلطة، ثم تسعى لاختطاف الثورة، بهدف وحيد وهو إقامة استبداد جديد أشنع من الذي سبقه، هذه القوّة التي أقامت حكمها على الخوف حتى من رفاق الثورة، على قاعدة: “إن لم آكله أولاً أكلني”، لم تنتج سوى الرعب والفوضى.

أما كتاب “حياة الحقائق”، فهو يحمل بين طياته دراسةً وافية لأسس المعتقدات وما تتألَّف منه هذه المعتقداتُ من العناصر الدينية والعاطفية والجمعية، ويبحث فيما يَعْتَوِرُ المعتقدات الفردية من التحولات حينما تصبح جمعية، وقد أفرد لوبون فصلًا في كتابه للحديث عن الأديان القديمة أو المركبة كالمسيحية؛ حيث بحث في التحولات التي أفضت إلى انتشارها، كما أنشأ مباحث للحديث عن الأخلاق باعتبارها العنصر الرئيس في تكوين المعتقدات الدينية، وبحث في الحياة العقلية باعتبارها تشكل جذور العلم؛ حيث ضَمَّن كتابه نوعًا من التفكير الفلسفي الذي يكفل له شمولية النظر في الحقائق والوصول إلى منابعها العميقة.

الكتاب تطبيق عملي لآراء المؤلف العلامة “جوستاف لوبون” التي سبق أن عرضها في كتابه عن “الآراء والمعتقدات”، إذ يبحث في مصادر بعض المعتقدات الدينية والفلسفية والأخلاقية العظيمة التي وجهت الناس في خضم أحداث التاريخ، كما يبحث في أسس المعتقدات، وما تتألف منه من العناصر الدينية والعاطفية والعقلية والجمعية.
س. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!