-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجائحة والعقلية “الجايحة”!

جمال لعلامي
  • 1188
  • 0
الجائحة والعقلية “الجايحة”!
ح.م

رغم هذه الجائحة العالمية التي تزهق الأرواح في كلّ بقاع العالم، إلاّ أن عقليات “جايحة” في الكثير من البلدان المتطورة والنامية، وللأسف الجزائر واحدة منها، والحمد لله أن الفئة “الضالة” وغير الواعية والمستهترة والمغامرة بنفسها وبغيرها، هي فئة قليلة، لم تستوعب بعد خطورة الوضع وسرعة تفشي وباء كورونا الذي خلف آلاف الوفيات عالميا!

رغم كل ما حديث ويحدث، ورغم حملات التوعية والتحذير والتنبيه، عبر مختلف وسائل الإعلام، ومن طرف رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الصحة، وكذا الأطباء والخبراء، إلى جانب مصالح الأمن والحماية المدنية، التي تحرّكت عبر الشوارع والأحياء، لتحسيس المواطنين ودعوتهم إلى جدوى احترام الحجر الصحي وضرورة التباعد الاجتماعي، والالتزام بالوقاية والنظافة، من أجل الخروج من هذا الابتلاء بأقلّ الأضرار!

الحمد لله، أن فئة “جايحة”، عبر بعض المناطق، “تتمرّد” على كلّ ما سبق من توجيهات وإرشادات وتحذيرات، وإلاّ لكانت الكارثة والعياذ بالله، فهاهي الطوابير على السميد متواصلة، وليس هنا المقصود الطابور كطابور، وإنما ذلك التدافع والازدحام وعدم احترام “مسافة الأمان” ليحمي كل شخص نفسه، ويتجنب نقل العدوى أو نقلها من غيره!

إلى وقت قريب، كنا جميعا نردّد بلا تردّد: “تزاحموا تراحموا”، في المساجد والأسواق والأحياء الشعبية والأعراس والولائم والمحلات التجارية والفضاءات الترفيهية والملاعب والطرقات، لكن لسان حال العقلاء يقول اليوم: “تراحموا ولا تزاحموا”، فللضرورة أحكام، والأزمة تلد الهمّة، ودون شكّ فإنه في مثل هذه الطوارئ والاستثناءات، فإن “الحاجة أمّ الاختراع”!

مستهترون يتزاحمون على “شكارة” السميد، وعلى كيس الحليب، وعلى الخبز، وعلى البطاطا، وعند شبابيك البريد وتخليص الفواتير، وإن كان المشكل في هذا الموضوع، لا يجب إلصاقه فقط بالمواطن، حتى لا يُظلم ولا يُحمّل ما لا طاقه له به، لكن بإمكان الجميع أن يعتمد إجراءات احترازية، من تلقاء نفسهم، بالابتعاد الكلّي عن المغامرة و”محاولة الانتحار” الفردية والجماعية!

صحيح أن لقمة العيش أصبحت “مرّة”، ولذلك يضطرّ أرباب العائلات إلى الخروج من المنازل و”كسر” الحجر الصحي، مؤقتا، لاقتناء الحاجيات اليومية، وهذا قد يكون فعلا مشروعا وقانونيا، لو تمّ في إطاره الاحترازي والسليم، إلاّ أن من الأمور التي تدوّخ المجنون قبل العاقل، وجود مثلا شبّان يسهرون ويتسامرون ويلعبون “الدومينو” وكرة القدم بالأحياء وبالساحات العمومية، وأحيانا يلعبون “الغميضة” مع أجهزة الأمن، رغم أن القضية قضية حياة أو موت.. وفئة أخرى “مخبوطة” تحتال على نفسها وتزعم بأنها أقوى من الفيروس، وأن “جياحتها” ستهزم كورونا التي انتصرت على أقوى الدول النووية!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!