-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجامعة.. جدلٌ يتجدد!

الجامعة.. جدلٌ يتجدد!
أرشيف

لم يكن الجدل الذي أثير حول ما جاء في بيان مجلس الوزراء الأخير بشأن الماستر والدكتوراه من فراغ، وإنما فجّر هذا القرار الغامض نقاشا حادا كانت الجامعة بحاجة إليه منذ مدة، بسبب ما آلت إليه الأوضاع من انحدار في المستوى، وتمييع في الشهادات، وفوضى في مشاريع الماستر والدكتوراه، إلى درجة أنها أصبحت تُفتح لإرضاء الطلبة وتفادي احتجاجاتهم، وليس اعتبارا لحاجة البلاد إلى مزيدٍ من حملة الشهادات العليا.

لذلك؛ إن كان المقصود بعبارة “فتح التكوين في الماستر والدكتوراه لكل الطلبة الراغبين في ذلك دون أي انتقاء مسبق” هو إلغاء التّصنيفات المتعلقة بالفئات التي يحق لها اجتياز مسابقات الدكتوراه؛ فهو أمرٌ مقبول، لأن التصنيفات كانت تحرم الكثير من حملة شهادة الماستر من المشاركة في المسابقات، أما إذا كان المقصود بالعبارة هو فتح المجال لكلِّ الطلبة الراغبين في التكوين بلا مسابقات – وهذا مستبعد – فالأمر كارثة بكل المقاييس، لأنه سيغوص بالجامعة في وادٍ سحيق.

كما أنَّ قرارا كهذا يتناقض تماما مع القوانين السّائدة التي تربط فتح مشاريع الدّكتوراه تحديدا بتوفر المناصب المالية، وهي القوانين التي لم تُحترم، لأن الجزائر تُحصي عشرات الآلاف من الدّكاترة البطّالين أو الذين يشتغلون في مجالات أدنى من مؤهِّلاتهم العلمية، كأن تجد دكتورا يدرِّس في مرحلة الابتدائي أو موظفا في الحالة المدنية!

وفي الواقع، فإنّ إلغاء التّصنيفات سيقضي على الكثير من الممارسات السلبية التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى رأسها التّضخيم غير المسبوق للعلامات الممنوحة للطلبة في مذكرات الماستر، والتي تصل إلى 18 و19، بل إن بعض الجامعات منحت 20 من 20، على الرغم مما يقال عن هذه المذكرات التي يتمُّ سلخها أحيانا من بحوث الماجستير والدكتوراه.

ما يحدث في الجامعة من انهيار متواصل للمستوى العام بسبب سلوكيات شائنة ارتبطت بأداء الهيئات العلمية، ما فتح المجال واسعا أمام المحسوبية والتساهل مع السَّرقات العلمية التي يتورَّط فيها الطلبة وحتى الأساتذة، يتطلب تحرُّكا فوريا لإعادة الأمور إلى نصابها ووقف التمييع المبرمج للتّخصصات والشّهادات ومحاولة الارتقاء بالمؤسسات الجامعية الموجودة والتّوقف عن فتح المزيد من الجامعات.

غير ذلك، فإنّ أي قرار بفتح المجال أمام كل الراغبين في الحصول على الماستر والدكتوراه سيكون كارثة أخرى تحلُّ بالجامعة الجزائرية التي تغيب عن التصنيفات الدولية للجامعات بسبب القرارات الارتجالية التي اتخذت خلال العشريتين الماضيتين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • محمد المجاجي

    السلام عليكم
    السرقات العلمية موجودة بالفعل، ولكن ليس هذا فحسب؛ بل إن معظم البحوث سطحية ونظرية ومواضييعها تجاوزها الزمن باستثناء بحوث بعض الكفاءات المطاردة والمحاصرة أو تلك التي تعمل مع مخابر أجنبية والفرنسية بالتحديد. ناهيكم عن العراقيل التي يواجهها الباحث. إنها بحوث تسوية الوضعية المادية الصعبة بأقل جهد. وويلك إذا لم تسو وضعيتك فإنك سوف تنتهي بتقاعد أقل من تقاعد معلم فبي الابتدائي بعد 40 عاما من التدريس في الجامعة، كما هو واقع مع ما تبقى من المعيدين البؤساء...

  • نسومر الأوراس

    إنه حصاد التعريب ...

  • بن علي

    يجب حل أغلب التنظيمات الطلابية التي لا هم لها إلا إنجاح الفئات المنخرطة بها بأي وسيلة كانت ولو عن طريق الضغط على الإدارة بالاحتجاجات وغلق أبواب الجامعة بحجج وهمية ،فكثيرا منها من قامت باحتجاجات تزعم أن الإدارة ليست عادلة في تطبيق قانون الإقصاء من الحصص التطبيقية وكذا النقاط الممنوحة من طرف الأساتذة مجحفة ،والحقيقة أن أعضاء هذه التنظيمات أقصي بعضهم أو رسبوا في الامتحانات ،فيقومون بتأجيج الاحتجاجات وغلق الجامعات بحجج واهية يوهمون الطلبة أن هذه الاحتجاجات تصب في مصلحتهم وهي في الحقيقة تصب في مصلحتهم الشخصية ،فيجب غلق التنظيمات الفاشلة والفاسدة فهي وباء الجامعة .

  • شوية عقل

    و والله لأعرف أساتذة بشهادات دكتوراه، يلعب كل يوم لعبة سوليتار في السيبير، وكان يناديني لأساعده في فقط تحسين ملف وورد يخص بحثه!!!
    أيعقل هذا؟ لماذا تريدون الاحتكار؟
    اتركوا الناس تتعلم، بل ادعوها لتتعلم، وبعد سنوات من البحث يمتحن ولو من ماله الخاص ويثوج إن نجح بشهادة عليا، ألا يقوم الامريكان من سنين بذلك؟
    ولماذا لا تشجعون الماهد الخاصة للتكوين في الماجيسيتر والدكتوراه؟ لماذا؟
    فقط لا تقيدوا الشهادة بالعمل، اعلموهم أنها شهادة ومستوى فقط، أما العمل فهو ميدان تنافس.
    البعض من الدكاترة في الجامعة يخشى ذلك لأنه يعريه وهو لا يرغب في منافسة على الملأ

  • شوية عقل

    العيب في تفكيركم لأنكم ربطتم الشهادة بالعمل، من قال لك أن كل متحصل على دكتوراه ينبغي أن يعمل بها؟ ومن قال لك أن الناس تريد الدراسة والحصول على الدكتوراه للعمل، هناك من يحب التعمق في الدراسة.
    إذا تتكلم عن عجز في التأطير فهذا تساؤل مقبول، لكن إن رغبت في منح الفرصة لمجموعة دون أخرى من حاملي الشهادات فهنا الظلم بعينه.
    والله أعرف من متحصل على شهادة جامعية في الكمبيوتر ووقته كله بحث ودراسةفي الانترنت، لماذا لا يثوج تعبه بامتحان وشهادة، تثيمنا وتشجيعا؟ هذا ما اقترحه تبون وهذا ما يعمل به في العالم، اقرأ فقط
    هل أنتم أفهم من الأمريكان؟ الكثير في أمريكا يدرس ويحصل على العديد من الشهدات العليا!

  • جبريل اللمعي

    السرقة العلمية وتدنّي المستوى العلميِّ أصبحا ظاهرة عالمية. وهذا ما جعل المُختصّين يطرحون وجهةَ نظرٍ جديدةً:الفصلُ بين الشهادة وبين المهارة (know-how). هذا ممكن في القطاع الخاص. شخصيا، أجريتُ مقابلةً منذ سنواتٍ لِحامل شهادةِ ماجستير كَنَدية ولآخَرَ مُتخرّجٍ من معهدٍ تقني لِشَغْل منصبِ مُسَيِّر شبكاتٍ (Network Admin). رَفضتُ الماجستيريّ رغم أنه صديقٌ عزيز. هاكُم طُرْفةً تدلّ على أن المستوى يتدنّى في الجزائر وغيرِها: سمِعتُ يوما أحد طُلّابي يقول لزميله: "أوه .. هي رياضيات وانا حلّيتها فيزيا!" لم أفهمْ، هل أجرى اختبارَ رياضياتٍ وهو يَظُنّه فيزياءَ؟

  • zak

    شوف التعليم تاعنا راه مخروب من الابتدائي و طلع يعني الاصلاح يبدا من تحت و لكن لنتكلم عن جانب من جوانب الاصلاح في الجامعة ...الاساتذة ايعقل الا احد يقيمهم على ادائهم ؟؟ في الجامعات الامريكية مع نهاية كل سنة دراسية يقدمون ورقة استبيان للطلبة يقيمون فيها مستوى اساتذتهم بعدة معايير ثم تدخل هذه التقييمات الى الحواسيب و يتم اعطاء النقطة للاستاذ و على اساسها يستمر في عمله او يتم ايقافه

  • جبريل اللمعي

    السرقة العلمية وتدنّي المستوى العلميِّ أصبحا ظاهرة عالمية. وهذا ما جعل المُختصّين يطرحون وجهةَ نظرٍ جديدةً مُفادها الفصلُ بين الشهادة الجامعية وبين المهارة (know-how). هذا ممكن في القطاع الخاص. أنا شخصيا أجريتُ مقابلةً منذ سنواتٍ لِحامل شهادةِ ماجستير كَنَديةٍ ولآخَرَ مُتخرّجٍ من معهدٍ تقني لِشَغْل منصبِ مُسَيِّر شبكاتٍ (Network Admin). رَفضتُ صاحب الماجستير رغم أنه صديق عزيز. هاكُم طُرْفةً تدلّ على أن المستوى يتدنّى في الجزائر وغيرِها: سمِعتُ يوما أحد طُلّابي يقول لزميله: "أوه .. هي رياضيات وانا حلّيتها فيزيا!" لم أفهمْ أبدا لِم قال ذلك، هل أجرى اختبارَ فيزياءَ وهو يَظُنّه رياضياتٍ؟