-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب ميزانياتهم المحدودة

الجزائريون يتخوفون من تغيير وجهاتهم السياحية

نسيبة علال
  • 1026
  • 0
الجزائريون يتخوفون من تغيير وجهاتهم السياحية
ح.م

يعزف غالبية الجزائريين عن قضاء عطلتهم الصيفية في أماكن جديدة وغير معتادة، خوفا من ارتفاع الأسعار الذي قد يواجههم، أو من عقليات جديدة يصعب تأقلمهم معها، أو أي مفاجأة غير متوقعة تنغص عطلتهم.

ككل سنة، تعتبر الشقيقة تونس الوجهة الأفضل لغالبية الجزائريين الراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة، خارج الديار.. فهم يجدون فيها وحتى في بعض المناطق الساحلية من الوطن كجيجل وسكيكدة مثلا، وجهات مريحة لا داعي لاستبدالها من عطلة إلى أخرى؟؟ ذلك أن المستوى الاجتماعي للجزائريين لا يسمح للسواد الأعظم بقضاء عطلة عائلية لأربعة أفراد أو أكثر في وجهات عالمية أخرى، أو حتى وطنية.

الظروف الاجتماعية للجزائريين تحصر وجهاتهم السياحية

فتركيبة الجزائريين، بالإضافة إلى ظروفهم الاجتماعية المتدنية، تجعلهم متخوفين من تغيير وجهاتهم المعتادة، والمخاطرة بأن تكون الوجهة الجديدة لا تلائم ميزانيتهم التي تم تكييفها وفق تجارب سابقة.. سيد أحمد، هو أستاذ فيزياء بالمتوسط، وزوجته موظفة بإحدى الإدارات العمومية، ولديهما طفلان في العاشرة والسادسة من العمر، يختاران للمرة الرابعة على التوالي، مدينة الحمامات التونسية لقضاء العطلة الصيفية، ويحجزان بالفندق ذاته للمرة الرابعة أيضا، وعندما استفسرنا سيد أحمد عن سبب هذا التصرف الروتيني قال: “ميزانيتنا العائلية لا تسمح لنا بالسفر إلى وجهات أخرى، ولا حتى لقضاء أسبوعين مريحين في مدينة جزائرية.. أختار الحمامات لأني أقيم هناك في فندق رخيص ونظيف وبه ألعاب مائية لتسلية صغاري، كما أني لا أحتاج إلى المواصلات هناك، خاصة أني لا أملك سيارة، فكل المرافق بالقرب منا..”. وهذا الأخير، يعد من أكثر عوامل الجلب التي توفرها تونس للحفاظ على زيادة نسبة الوافدين إليها من السياح الجزائريين الذين يختارونها وجهة دائمة.

الخوف من المجهول

تروي لنا السيدة فريدة عن خيباتها المتوالية كل عطلة صيفة، قبل تحديدها لسكيكدة كوجهة ثابتة قبل ثلاث سنوات، تقول: “في بداية زواجنا، خططنا أنا وزوجي لقضاء أسبوع بوهران.. ما إن وصلنا هناك ذات شهر أوت حار جدا، حتى رغبنا في الراحة، فوجدنا كل الفنادق ممتلئة عن آخرها، وقضينا بقية اليوم نبحث حتى وجدنا فندقا فخما، اضطررنا إلى دفع مبلغ ألفي دينار لليلة واحدة، هذا كان ميزانيتنا للمبيت خمس ليالي، في الصباح توجهنا إلى البحر فكان كل شيء مضاعف الثمن، بالإضافة إلى الجو العام الذي لم يكن يصلح للراحة والاستجمام..” عادت السيدة فريدة وزوجها بعد قضاء أسوإ عطلة من ثلاثة أيام، وحدث معهم الأمر ذاته في أماكن مختلفة، تقول: “.. إلى أن وجدت عبر الإنترنت بيتا للكراء يقع على الشاطئ بمدينة سكيكدة، غامرة مرة أخرى، وشعرت بالرضا، أظنني لن أغير هذه الوجهة مجددا..”.

الوكالات السياحية: هذه العقلية عرقلة سير عملنا

مختار، هو صاحب وكالة الرفيق للسياحة والأسفار الواقعة بالبليدة، يشتكي من عزوف الزبائن عن تجريب الرحلات الجديدة التي يروج لها حتى وإن كانت عروضا مغرية جدا من ناحية التكلفة، يقول: “القضية مرتبطة بعقلية الجزائري، إنه يخرج من الروتين إلى الروتين، غالبية الناس يظنون أنهم في تغيير وجهاتهم السياحية سيشقون أكثر مما يتمتعون، حتى ولو كانت الوكالة السياحية ترافقهم وترشدهم وتوفر لهم أنسب العروض”، السيد مختار والكثير من وكالاء السياحة في الجزائر وخاصة في الأماكن الداخلية، يجدون أغلب الجزائريين يعانون من مشكل الانغلاق والتخوف من المغامرة بخوض تجارب جديدة، وذلك لأنهم إما يتنقلون جماعات، أو أنهم يخشون من التكاليف والظروف التي تستقبلهم هناك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!