-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جهود دبلوماسية مكثفة تنتهي بوقف إطلاق النار

الجزائر تنتصر للسلام في ليبيا

عبد السلام سكية
  • 5930
  • 18
الجزائر تنتصر للسلام في ليبيا
الشروق أونلاين

دخل وقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ، بفضل جهود دبلوماسية مكثفة أدت فيها الجزائر دورا محوريا من خلال استضافتها وفودا عدة فاعلة في الملف الليبي، كان آخرها وفد يمثل الحكومة المؤقتة ببنغازي غير المعترف بها، المقربة من اللواء خليفة حفتر.

في الوقت الذي كان فيه “الإخوة الأعداء” يعدون العدة لحرب قد تكون طويلة الأمد، تتولى فيه قوى عربية وغربية “صب الزيت على النار”، كانت هنالك مساع وجهود دبلوماسية تبذل لإبعاد الحرب، التي أنهكت الجارة الشرقية منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، والتي كانت ستلقي بظلالها على الحدود الجزائرية.

ومن هذا المنطلق، ساهمت الجزائر طيلة الأسبوعين الماضيين، عبر التحرك في أكثر من اتجاه، لتجنب “السيناريو الأسوأ”، متقيدة بعقيدتها الدبلوماسية القائمة على رفض التدخل الأجنبي وضرورة الجلوس حول طاولة الحوار، حيث استقبلت أكثر من فاعل، وكان أولها الوفد الليبي الذي يحوز الشرعية الدولية، ممثلة في حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج ووزيري الخارجية والداخلية.

وفي ختام اللقاءات التي جمعت السراج بالرئيس عبد المجيد تبون، أكد أن “طرابلس خط أحمر يرجى أن لا يتم تجاوزه”، وهي رسالة واضحة للأطراف التي تعمل على دعم خليفة حفتر بالمال والسلاح والمرتزقة.

وفي نفس اليوم، وصل مسؤول الدبلوماسية التركية، مولود جاووش اوغلو، للجزائر، وليس خافيا أن لأنقرة دعما صريحا لفائز السراج، وازداد هذا الدعم بعد التوقيع على اتفاقية أمنية بين الطرفين، تقوم بموجبها أنقرة بنقل عسكرييها للقتال في صفوف عملية بركان الغضب “وحدة عسكرية تحت إمرة حكومة الوفاق”.

موقف واحد.. مع السلام وضد الحرب

وواصلت الوفود الأجنبية التشاور مع الجزائر، التي بدت “غاضبة” من محاولات إحراق ليبيا، حيث زار وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تدعم بلاده بشكل صريح وواضح اللواء حفتر، الجزائر، والتقى مع مسؤوليها، وذكر فهمي أن “مواقف البلدين متطابقة”، والمؤكد أن التشخيص الذي قدمه الوزير المصري “مبالغ فيه”.

وجددت الجزائر على مواقفها من الأزمة الليبية، وبضرورة “نزع فتيل الحرب”، عبر المكالمة التي جمعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس تبون، كما جاء الدعم للتحرك الجزائري عبر الحكومة الإيطالية، وهو ما تجلى في الزيارة التي قادت وزير الخارجية الإيطالي إلى الجزائر.

ورغم الموقف الذي تتبناه الجزائر من حفتر، والذي وصفت قبل أيام عبر برقية لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الهجوم الذي يقوده على العاصمة ليبيا طرابلس بـ”العدوان العسكري الذي تشنه مجموعات مسلحة بقيادة حفتر”، واعتبرت الوكالة “أن الحرب قائمة بتأثير أجندات إقليمية ودولية تحوم كلها حول نهب الخيرات الطبيعية للبلد على رأسها النفط والغاز والمعادن المنجمية (اليورانيوم)”، إلا أنها أبقت التواصل معه مفتوحا، وهو ما تجسد في الزيارة التي قادت وفدا مقربا من حفتر يتمثل في وزراء من الحكومة المؤقتة (مقرها في مدينة بن غازي شرق البلاد).

ولم تتحدث السلطات عن الزيارة ولا الإعلام الرسمي، فيما تولت تلك الجهة الكشف عن اللقاء الذي جرى السبت، وقالت عنه “تم التأكيد على موقفهم الثابت في رفضهم للتدخل الخارجي في الشؤون الليبية، والموقف الثابت ضد الإرهاب والمليشيات خاصة أن الجزائر اكتوت بعشرية سوداء جراء الحرب على الإرهاب والمجموعات الخارجة عن القانون والتي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف من ضحايا الإرهاب… واتفق الطرفان على مزيد من التنسيق والتعاون والتشاور في مختلف المجالات بما يضمن أمن واستقرار وسيادة بلادنا وأن لا مصلحة للجزائر إلا أمن واستقرار ليبيا”.

هذا الجهد الجزائري المعتبر الذي تم في الفترة القصيرة الماضية، تزامن مع تحركات دولية أخرى، خاصة من تركيا وروسيا وأمريكا وألمانيا، وكان أشرف الشح المستشار السياسي السابق للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، قال ذكر إن الرئيس الروسي ضغط على ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدفع خليفة حفتر إلى القبول بالهدنة.

وأكد بوتين خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو، ضرورة الاستجابة للدعوة الروسية التركية المشتركة لوقف إطلاق النار في ليبيا بحلول منتصف الليلة الماضية، ومن جهتها، قالت ميركل إن برلين لا تنوي التدخل في ليبيا ولكن لابد من حل الأزمة. وأعربت عن أملها في نجاح الجهود التركية الروسية للسلام في ليبيا.

على صعيد آخر، ذكرت السفارة الأميركية في طرابلس أن وفدا من كبار المسؤولين الأميركيين التقى -بشكل منفصل- مع وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في روما.

وبعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار، رحبت الجزائر، بوقف بالخطوة المتخذة، كما دعت كافة المكونات الليبية إلى الالتزام به والعودة سريعا إلى مسار الحوار الوطني الشامل. وأكدت الجزائر بأنها “ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته في كنف الأمن والاستقرار بعيدا عن أي تدخل أجنبيي الذي لم يزد الوضع إلا تأزما بالإضافة إلى تعقيده لفرص التسوية عن طريق الحوار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • alilao

    التحليل الصحفي شيء والبروباقاندا شيء آخر.

  • متابع

    تقرير مجانب الموضوعية نوعا ما
    من أين علمت أن التشخيص المصري مبالغ فيه ؟

  • ابن البلد

    التعامل مع حفتر ضعف و خيانة

  • أحمد جيجل

    تركيا و روسيا التفتا حول جهود الجزائر و سرقتا ثمرة وقف اطلاق النار و نظما مؤتمرا مع حفتر و السراج و كأنهما صاحبتا المبادرة

  • BOUMEDIENNE

    الحمد لله الذي وفق الجزائر فيما تقوم به من اجل الاشقاء في ليبيا. والذين نتمنى لهم ان يزيل الله الفرقة بينهم، ويوحدهم علئ كلمة واحدة من اجل الحفاظ علئ شعبهم وبلادهم، ان شاء الله... امين.

  • Adel

    vous étés ridicules !

  • mohamed

    تدخل تركيا في القضية الليبية هو من ضغط على الجميع و آولهم روسيا ، خلال اسبوع فقط تركيا توقع عدة إتفاقيات مع ليبيا و روسيا ، غاز،حدود بحرية،،،،،، و الجزائر مكبلة بعقيدتها ان كانت حقا عقيدة

  • Ahmed

    الحمد لله. الليبيين خاوتنا وكان ملكهم السنوسي قبل القذافي رحمهم الله من مستغانم الجزائر

  • Kamal

    ما يضحكني هو ان الاعلام الجزاءري على نغمة واحدة هو دور الجزاءر في وقف اطلاف النار
    والواقع ان الاتفاف وقع بين اردوغان وبوتين قبل ان يحل اي شخصية الجزاءر باسبوع والاعلام الجزاءر ي تغاظى على مطلب اردوغان وهو تحديد موقف الجزاءر اما مع تركيا او مع حفتر. لدلك كان وزير خارجية تركيا في الجزاءر وليس لطلب المشورة كما قبل لان فرنسا لاتريد تدخل تركي
    سنرى كيف سيكون موقف الجزاءر بعد ايام بعد انتهاء وقف اطلاف النار

  • محمد...............ط

    لا بد لكل العرب ان ينهضوا من نومهم العميق ويعرفون ان مهما حاولوا ان يتظاهروا بانهم اصدقاء للغرب فان الغرب لن يصدقهم لشىء بسيط ان الغرب ادرك ان العرب الذين يبيعون اوطانهم وقرارهم السيادي انهم لن يكونوا في يوم من الايام صادقين في اقوالهم وسيثق الغرب فيهم ايها العرب الاعزاء بالاسلام فتوحدوا جميعا مع بعضكم البعض ففي الاتحاد قوى تهيبون به عدوكم فكل المصائب الموجودة في اوطانهم نقلوها الى اوطانكم وجعلوها حقلا لتجاربهم في اراضيكم .... مجرد رأي

  • سي الهادي

    بالنقاش والحوار السلمي الأخوي يمكن للأشقاء الليبيين أن يبرهنوا لأعداء ليبيا بوضع مصلحة الشعب الليبي فوق كل أعتبار على أنهم أبناء ليبيا الشرعيين .

  • تحليل منطقي

    الجزائر مالعبت لا دور محوري لا هم يحزنون بل القوة هي التي أوقفت القتال بسبب تركيا التي أقدمت على إرسال جيشها إلى ليبيا فأصبح ماكان ينقص حكومة الوفاق غطاء جوي المتمثل في الطائراة التي كانت سترسلها تركيا لليبيا رجحت الكفة وبذلك أصبحت لروسيا أمامها قوة !! إذا القوة هي التي أتت بالهدنة ولكن الصراع يبقى قائم حتى ترجح الكفة لهذا أو ذاك ....

  • tablati elhor

    عادت الجزائر بعد غياب طويل

  • جزائري والسلام

    الجزائر تنتصر للسلام في ليبيا.... لا للتلاعب بعقول المغفلين فوقف اطلاق النار في ليبيا كان نتيجة لنداء قام به اردوقان وبوتين خلال لقائهم في اسطمبول الاربعاء الماضي .فلماذا تريدون اذن حصاد ما زرعه الغير

  • عنترة بن شداد

    فرنسا والامارات والسعودية ومصر وخاصة فرنسا هي من كانت تساند حفتر وتذكي نار الحرب في ليبيا للضغط على الجزائر وخلق توترا على الحدود الجنوبية بمساعدة الامارات التي كانت تراهن على خلق الفوضى في الجزائر لكن بفضل الارجال الدين يحبون وطنهم ولا وطن لهم الا هو افشلوا تلك المامرات واحبطوها كيف لدويلة فعل كل هذا في اليمن في سوريا وفي كل الدول العربية ولا يتم تحطيمها ...

  • سراب

    مساع كللت بالنجاح
    اللهم احمي اراضي بلادنا و حدودها و سائر الاراضي العربية و الاسلامية
    اللهم اجعل للدول التي كانت تزرع نار الفتن كيدهم فى نحرهم وتدبيرهم في تدميرهم.
    امين ،امين ،امين

  • جزائري حر

    فرنسا والامارات والسعودية ومصر وخاصة فرنسا هي من كانت تساند حفتر وتذكي نار الحرب في ليبيا للضغط على الجزائر وخلق توترا على الحدود الجنوبية بمساعدة الامارات التي كانت تراهن على خلق الفوضى في الجزائر لكن بفضل الارجال الدين يحبون وطنهم ولا وطن لهم الا هو افشلوا تلك المامرات واحبطوها كيف لدويلة فعل كل هذا في اليمن في سوريا وفي كل الدول العربية ولا يتم تحطيمها ...

  • Alo Borto

    نرفض كا جزائري أن يكون دم الاشقاء في ليبيا ثمنا لحماية مصالح فرنسا وغيرهم في المنطقة.
    طاولة الحوار بين الأشقاء اللبيين هو الحل الوحيد .
    ستبقى الاسود اسودا حب من حب وكره من كره