-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر تُزهِر نصراً..

الجزائر تُزهِر نصراً..
ح,م

من المشاهد التي أشعرتني بالعزة والبهجة، زغرودةٌ أطلقتها سيدةٌ جزائرية مسنة الجمعة، ابتهاجاً بعودة جثامين شهداء الثورة الشعبية الجزائرية، ضد الاحتلال الفرنسي.

وأعربت هذه السيدة، على الهواء مباشرةً، عبر شاشة التلفاز الرسمي، عن فرحتها الغامرة، وهي ترى هذا اليوم الذي طال انتظاره قبل وفاتها، في إشارةٍ منها إلى الإصرار على استعادة ما تبقى من جثامين 24 من رموز وقادة الحركة الشعبية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، كانت معروضةً في متحفٍ بباريس.

وتعود هذه الأجزاء من جثامين الشهداء، لقادة المقاومة الشعبية الجزائرية، الذين قاوموا الاحتلال الفرنسي لبلادهم بين سنتي 1830 و1962.

ودارت معارك ضارية بين المحتل الفرنسي والمقاومة الشعبية الجزائرية، طيلة فترة الاحتلال، كان أشهرها معركة “زعاتشة”، عام 1849، بالقرب من ولاية بسكرة، شمال شرقي البلاد، والتي تم التنكيل بجثامين من شارك فيها، وقطع رؤوسهم، بعد ارتقائهم شهداء.

وكانت جثامين شهداء المقاومة الجزائرية، قد سرقها الاحتلال البغيض، وعرضها في متحفه، منذ أكثر من قرن ونصف قرن، للتباهي دون حياء، وكانت محل ابتزازٍ ومساومة لوبيات بقايا الاستعمار، ودعاة العنصرية، طيلة هذه المدة، كما قال رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة.

وحرص الرئيس عبد المجيد تبون، أن تتم عملية إعادة جثامين الشهداء إلى الوطن عشية ذكرى الاستقلال ال58، في رسالةٍ واضحة مفادها بأن الجزائر حرةٌ، وعصيةٌ على الإنكسار، وأن إرادة شعبها وعزيمتهم لا تلين.

كما حرص الرئيس تبون، أن تعود الجثامين الطاهرة لأرض الوطن، على متن طائرة عسكرية جزائرية، بمرافقة سرب من ثلاث مقاتلات حربية جزائرية، في رسالةٍ ذات دلالة وأبعاد واضحة، أولها بُعد تكريمي لأرواحهم الطاهرة الزكية، ولذويهم وعوائلهم، وثانيها أن الجزائر وفيةٌ لدماء أحرارها ومجاهديها الذين جادوا بأنفسهم لأجل الوطن، وثالثها بُعد تحدٍ لكل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن وسلامة البلاد، أن فيها جيشاً أبياً يحفظ وصايا الشهداء، وماضٍ على دربهم.

وتعهد الرئيس تبون، في شباط/ فبراير الماضي، باستعادة جثامين الشهداء من فرنسا، ليُسجل بذلك إنجازاً كبيراً في هذه القضية، التي رفضت باريس مراراً وتكراراً، فتحها ومناقشتها، طيلة ما يزيد عن نصف قرن.

وبدون شك أن هذا الإصرار والعزيمة الجزائرية على استعادة جثامين الشهداء، يزيد حماسة الشعب الفلسطيني، ويبعث فيه الأمل بأن جثامين شهدائه، الذين يسرقهم الاحتلال، ويدفنهم في مقابر الأرقام، ستعود يوماً ما، بعد تحرير أرضه، وقتها سيفرح ذوي الشهداء وجماهير شعبنا بهذا الانتصار، كما فرح به اليوم شقيقه الشعب الجزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!