-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر لا تشبه سواها

الشروق أونلاين
  • 1166
  • 0
الجزائر لا تشبه سواها

انتبهوا.. الجزائر تثبت أننا أمة جديرة بالحياة، وتسقط مقولة الذين لا يثقون في أمتهم بأننا في ذيل التجربة الإنسانية، وأن الديمقراطية خلقت للغرب وليس لنا، وأنه ينبغي التعامل مع شعوبنا بالعصي والقمع والسجون.. وبعد أن كاد حكام العرب أن يقنعوا الغربيين بأننا أمم متوحشة، لا يليق بها الاحترام والديمقراطية، ليشرعنوا دكتاتورياتهم وقمعهم للشعوب، جاء حراك الشعب الجزائري وسلوك الدولة الجزائرية ومؤسساتها الأمنية، لترسم لوحة مشرقة، تقدمها الجزائر إلى الأمة والإنسانية كأروع نموذج كفاحي ونضالي على المستوى العالمي.

يسير حراك الشعب الجزائري المتجدد هذه الأيام في السياق الطبيعي لثورة الجزائر المجيدة، وإنفاذا لبيان أول نوفمبر التاريخي، نحو إقامة دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية.. واندلعت مشاعر الوطنية الجزائرية الحق، لتثبت أن الأحرار هم فقط من يعرفون الحب والرحمة والوئام والوحدة.. ووحدهم الأحرار من يقطعون يد الأجنبي عن التدخل في ما بينهم.. والأحرار وحدهم هم من لا يكونون في مهب الريح، بل يوجهون الريح حيث يشاؤون.

وهكذا يتجلى حراك الجزائر تجديدا لثورة نوفمبر، حيث كانت الفكرة إيمانا عميقا بضرورة انبعاثها وفعلا أسطوريا لتجسيدها.. ومن لحظة الانبعاث إلى لحظة الانتصار، كان خط السير واضحا وسنن الانتصار جلية، مما حمى الثورة من الكمائن والمؤامرات والاختراقات، وزود الثوار بوعي دقيق لطبيعة المعركة ومراحلها المختلفة.. فقدم الشعب عبقرية غير متكررة في مواجهة قوى البطش والجريمة وفي الدفع بقواه العميقة إلى المعركة لحسم جولة من أخطر جولات صراع الأمة مع المشروع الاستعماري.. وما كان علينا أبدا أن ننشغل بتفصيلات الثورة الداخلية وآلية التعامل الثوري الذي كان في بعض الأحيان يأخذ شكلا قاسيا وصلبا، إلا أنه دوما كان في الاتجاه نفسه.

لهذا، فلا بد من أن يرتفع الصوت بألا تنشغلوا بتفصيلات حراك الشعب الجزائري.. وثقوا بأن هذا الشعب العبقري سيعرف كيف يتمم قومته المباركة.. ولكن انتبهوا إلى ما أحدثه الحراك في الوعي العام في شعوب العالم وفي الأمة على حد سواء.. جاء الشعب الجزائري ليقول لكل العالم: انتبهوا كم هذه الأمة عظيمة..

إنه الدرس الأول في تاريخنا وفي تاريخ البشرية قاطبة، أن يكون احتجاج قوي بمطالب كبيرة وجذرية ولكنه ممتلئ بالسلام والمحبة والأخوة والسلوك الحضاري..

من للأمة سواكم يصحح الاتجاه نحو البوصلة أيها الجزائريون؟.. واصلوا إنجازكم الحضاري الكبير حتى تكتمل العملية الحضارية، وأنتجوا لنا أفكارا عبقرية وسلوكا متميزا يكون أسوة حسنة لشعوبنا وللبشرية، فما أحوجنا وأحوج البشرية إليكم.إن الأمير والإمام وابن مهيدي وجماعة الـ22 البررة يباركون تحضركم وحرصكم على الجزائر ومكتسباتها، ويراقبونكم من عليائهم، يقولون لكم: بوركتم أبناء أوفياء وها أنتم تصلون حاضر الجزائر بتاريخها، لتصنعوا مستقبلا يليق ببلد الأحرار وكعبة الثوار.. فهنيئا لكم أبناء بررة لتاريخ عظيم وحيا الله الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!