-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر incolonisable

الجزائر incolonisable
ح.م

في سنة 1948 نشر الأستاذ مالك ابن نبي (1905-1973) كتابه القيم “شروط النهضة” حلل فيه أدواء المسلمين وعللهم، ومن هذه الأدواء سمّاه “القابلية للاستعمار”. وكان يقصد أن “الاستعمار” داء خبيث لا يتسلط إلا على الشعوب التي أصيبت بـ”الأنيمياء الحضارية”، من جهل، وكسل، وتفرق، وأنانية، وإعجاب كل ذي رأي برأيه. ومما تقوله جماعة “نحبك يالشعب” (بضم الشين) على الأستاذ ابن نبي أنه قال: إننا خلقنا للاستعمار”، وما قال ابن نبي ذلك وما ينبغي له، وسبحان من خلق الجسوم الكبيرة والعقول الصغيرة.. وقد كان الأستاذ مولود قاسم في شبابه المبكر من المنتقدين للأستاذ مالك ابن نبي في هذه المقولة، فلما نضج فكره وكبر عقله تراجع عن انتقاده، واستعمل مصطلحا أشنع وأبشع هو “المركوبية”.. بعدما رأى أن الدول العربية والإسلامية قد “استقلت” ظاهريا، ولكنها تتصرف تصرّف المستعمرين، وبعضها هي الآن تدفع أموالا طائلة، للمستعمر القديم أو الحديث لكي “يستعمرها” ويذل عزتها ويهين كرامتها.

وما أبلغ قول القائل: “رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه”.

ومنذ فترة قصيرة راجعت أول كتاب كتبه جزائري في بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر، إنه كتاب “المرآة” للسيد حمدان بن عثمان خوجة (1773-1841؟).

إن حمدان خوجة هو أول من كشف الفرنسيين، وفضح سياستهم، وأظهرهم للعالم أنهم أكذب الكاذبين، وأجرم المجرمين إلى درجة “أن أحياءنا لم يجدوا مكانا على ظهر أرضهم، وأن أمواتنا لم يجدوا مكانا في بطن أرضهم”، (محمد ابن عبد الكريم حمدان خوجه ومذكرته. ص213)، وإلى درجة قوله: “اللهم ظلم الترك ولا عدل الفرنسيين”. (حميدة عميراوي: دور حمدان خوجة..) رغم أنه لم يعش تحت حكم فرنسا إلا ثلاث سنين، رأى فيها مايراه من قدر له أن يعيش تحت حكم فرنسا ثلاثة قرون. وقليل من شر فرنسا يكفيني، ولكن قليلها لا يقال له قليل، حتى إن الإمام الإبراهيمي كتب مقالا يخاطب فيه الفرنسيين، جعل عنوان: “حدثونا عن العدل فإنا نسيناه”. (آثار الإبراهيمي. ج3).

أصل هذا الكتاب هو تقرير قدمه حمدان خوجة في سنة 1833 إلى المسئولين الفرنسيين ليطلعهم على جرائم قادتهم وجيشهم في الجزائر، وللأسف فإن النسخة العربية من الكتاب مفقودة، ولا توجد إلا الترجمة التي قام بها حسونة دغيش، وزير خارجية الطرابلسية.. ومن أهم ما جاء في هذا الكتاب أن عدد سكان الجزائر عند العدوان الفرنسي البغيض كان يبلغ عشرة ملايين نسمة، خاصة أنه كان من كبار المسئولين في الدولة الجزائرية. وهذا ما يؤكد بشاعة الجرائم الفرنسية، ويؤكد عزم الفرنسيين على استئصال الجزائريين لتخلو لهم الجزائر..

لقد جاء في هذا الكتاب أن (Alger incolonisable)، وقد ورد ذلك مرتين في ص 240 و ص263 ومعناه أن الجزائر غير قابلة للاستعمار، واستعمال كلمة (Alger) يدل آنذاك على القطر الجزائري، لأن كلمة (Algérie) لم يبدأ في استعمالها إلا في 24/10/1839، إن فرنسا احتلت الجزائر ولكن الجزائريين لم ييأسوا يوما من طردها من بلادهم.. وقد قاموا بأبسط الوسائل بجهاد كبير حتى حققوا ما أرادوا.

وإذا كان “حزب فرنسا” يغريها بالعودة إلى “الجنة” فلتعلم فرنسا أن الجزائر incolonisable

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • من بلادي

    تقول أن الجزائر incolonisable... والحقيقة أن الجزائر وشمال افريقيا عموما أي بلدان لمغرب هي أكثر مناطق العالم تعرضا للاحتلال والغزو منذ الاف السنين : فنيقيين ورومان ووندال وبيزنطيين وعرب واسبان وعثمانيين وفرنسيين وايطاليين ( ليبيا ) ... ثم تقول incolonisable !!!!!!

  • merghenis

    وما أبلغ قول القائل “رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه”.
    الشاعر: علي بن أبي طالب
    عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِ
    رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ

  • بني فوغال

    أليست تبعيتنا للعرب العملاء أبا عن جذ وتنكرنا لهويتنا الحقيقية جعل من أرضنا مطمع كل غازي و محل صراع دائم بين الغزاة دون الإقرار لأحدهم بالسيادة عليها
    نحن أمازيغ ولا شيء آخر يوم نستوعب هذا سنكون في مأمن نصارع الكبار