-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجمال العمراني .. متى تشرق شمسه؟

حسن خليفة
  • 373
  • 0
الجمال العمراني .. متى تشرق شمسه؟
ح.م

هناك ما يسترعي الانتباه في نسيجنا العمراني المترامي الأطراف، على مدى وطننا الشاسع الكبير، أعني هنا هذا “القُبح” الممتد الذي يطبعُ عموم هذا النسيج العمراني في بلدنا.

شيء غريب وعجيب يقهر النفس ويضفي الغمّ على القلب والوجدان ويؤذي البصر بشكل عنيف وحادّ.. إن هذا التنافر المزعج في نسيجنا العمراني. دعنا نقل: ربما هناك أكثر من تسعين بالمائة من الأبنية غير مكتملة، لا تزال في حالة بناء واستكمال، وفيها ما هو على تلك الصفة (عدم الاكتمال) منذ سنوات عديدة.. مديدة. تكفي هنا نظرة فاحصة في أي مدينة أو قرية لأي مسافر أو متجول للمنظر العام لتلك المدينة الكبرى، أو الصغرى، أو حتى لبعض القرى.. ليجد هذه البشاعة في مواجهته… صورة رمادية كالحة، وبنيان غير متجانس، ومشهد أفقي لعشرات الأبنية غير المكتملة من طابق واحد أو طابقين أو أكثر، وهو ما يعزز “التنافر الهندسي العمراني” في صورة بائسة مقززة.

هل هذا قدَر من الأقدار التي لا يمكن مدافعتها؟ أم هو ثمرة من الثمرات المُرة في سياستنا العامة، ومنها السياسة العمرانية التي صارت شيئا أقرب إلى التدمير والتحطيم منها إلى الإنشاء والتعمير والإسكان.

لن نتحدث عن السيول والفيضانات وما يتعلق بها من سوء التدبير المحلي والمركزي الذي يجعل الغيث النافع وسيلة للإضرار والتحطيم والخسائر. إنما نتحدث عن المنظر العام، عن صورة البلد… عن الانسجام العمراني… عن السياسة العمرانية التي توجب المحافظة على الحد الأعلى من الجمالية والسحر والبهاء والتواؤم، كما هو في كل بلدان الدنيا.

إن للمكان جماليات، وللمكان روحا تتنفس وتعبّر، ويجب أن يكون ثمة تآلف عميق وتناغم صادق مؤثر.

ينبغي أن تشبع الصورة العمرانية العامة الحاجة السيكولوجية للإنسان في الاستمتاع البصري بالتآلف والانسجام والتناظر والتقابل إلى آخر القيم الجمالية ذات الصلة بالاتصال البصري. فما الذي جعل معمارنا بهذا الشكل المقزز المنفّر؟ وما الذي جعل البلد كله في شكل ورشة بناء لا تكتمل.. وما الذي سمح بهذا التنافر في الهندسة والبناء والعمران، حتى صارت مناظر المدن، بما في ذلك ما يُسمى بالمدن الجديدة، جالبة للاكتئاب ترسل بمناظرها البائسة رسائل سلبية تعزز الإحباط والنفور. لقد وصل الأمر إلى العمارة الواحدة؛ حيث “يتفنن” كل واحد في هندسة شقته كما يشاء بما يفضي إلى “قبح المنظر” حتى في العمارة الواحدة.

ما هذا ؟ وإلى متى ونحن في طور “القبح” الذي فرضه الفساد والمفسدون بالسكوت والإهمال والرشاوى والتواطؤ…؟ ومتى تشرق شمس الجمال العمراني؟

إن الأمر يتعلق بصورة البلد والوطن.. وهذا أمر لا يحسُن السكوت فيه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!