-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الحالة مهرودة”!

جمال لعلامي
  • 974
  • 1
“الحالة مهرودة”!
أرشيف

البنوك تعترف بأن هناك أزمة سيولة، وترجع السبب إلى كمية القروض الضخمة التي خرجت من مصارفها وشبابيكها من أجل تمويل “استثمارات ضخمة للخواص”، وحتى إن كانت ثمّة فعلا مشكلة “دراهم” في البنوك التي طبعت نحو 40 مليار دولار، لمواجهة الأزمة المالية، فما الذي يحدث إذن في البيوت نتيجة انهيار القدرة الشرائية وسقوط قيمة الدينار؟
عندما يلامس سعر البطاطا تسعين دينارا، وهي في الأصل “قوت الفقراء”، فمن الضروري دقّ ناقوس الخطر، وجمع كل الخبراء والوزراء الذين لهم صلة بالملف المالي والاقتصادي، من أجل البحث عن مخارج النجدة لإنقاذ آلاف، بل ملايين، الأفواه المفتوحة التي تنتظر ما يدخلها بالحلال، في وقت تحوّل فيه العدس واللوبيا والأرز و”المقارون” إلى مواد غذائية أساسية “محرّمة” تقريبا على فئات واسعة من محدودي الدخل!
المواطن “كره” من خطابات الوزراء والنواب والولاة والأميار، فهؤلاء لا يكلّمونهم عن واقعهم المرير الذي تقتضيه عمليات إشعال النار في الأسعار وحرق مداخيل الزوالية، وفرملة مراجعة الأجور، وتسمير الأجر الأدنى المضمون في بقشيش لا يتجاوز 18 ألف دينار، التي قد تكفي لضمان شراء الخبر والحليب لعائلة متوسطة الأفراد!
مؤشر خطير يجب التوقف عنده أيضا، فحين يصبح رزق الأولاد، الذين هم إلى جانب المال، زينة الحياة الدنيا، يصبح مشجبا لتعليق سوء تسيير ربّ العائلة لمدخوله الشهري، وتصبح الأغلبية المسحوقة من العائلات تتهرّب من “تقارب الولادات”، ويجنح الجميع إلى “تحديد النسل”، وتستبدل حبوب الفياغرا بحبوب منع الحمل، ويتعرّض الرجال والنساء لخلل في الخصوبة، هنا لا مفرّ من التوقف مطوّلا لتباحث الحلول والبدائل!
لقد تسبّبت تداعيات الأزمة المالية، المنجرّة عن تراجع بورصة البترول، منذ نحو 4 سنوات، في استهداف التوازن النفسي والاجتماعي للعائلات التي تعيش بـ “القدرة” والعناية الإلاهية، وحسب شهادات واعترافات من هنا وهناك، فإن هذا الأزمة الطويلة والمعقّدة، أصابت العديد من الأسر في مقتل، بعدما انتشر الطلاق والخلع والمشاكل الزوجية والعائلية بسبب “انعدام السيولة”!
قديما قالوا: “كي تشبع الكرش تقول للرّاس غنـّي”، والآن وقد فعلت المحنة فعلتها في ضعاف الرواتب والمعوزين والمعذبين والمرعوبين بسبب جيوبهم الفارغة، لم تعد الرأس قادرة على الغناء ولا على “الشطيح”، فمن البديهي أنه عندما يفرغ الجيب ويجفّ العرق ويغلى كلّ شيء، تضعف النفوس وتعمّ المشاكل و”ما يسلك فيها غير طويل العمر وقاسح الكبدة”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن الشهيد

    قالك السيد أويحي" جوع كلبك يتبعك " رجع المواطن الجزائري بالكلب ويجب تجويعه نهدا المواطن مازال قابل باأويحي رئيسا للحكومة مثل من عينه واحد أمير والآخر ملك .ثم قال لمناضليه الرندوين مثل هداك النائب ما شاء الله آخر منصب له سائق دانبير والدي يغلق البرلمان بالسلسلة والكادنة بيده قال لهم "قودوا للمواطن شهرا أثناء اجراء الأنتخابات يقود لكم خمسة سنوات" one two thre viva l'Algerie