-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحالمون بالرئاسة.. صح النوم

حسان زهار
  • 1678
  • 4
الحالمون بالرئاسة.. صح النوم
ح.م

يبدو أن الحالمين بالرئاسة عندنا كُثُر.. فهل نستعير مقولة المخلوع البرلماني بوشارب للجزائريين الذين انتفضوا ضد العهدة الخامسة، ونقول أيضا لهؤلاء جميعا: صح النوم؟

أعتقد أن المقولة تصلح مع معظم الذين ترشحوا حاليا، وقد تجاوز عددهم الـ117.. لأن نسبة كبيرة منهم، لا برنامج له ولا خطة، غير ما يمتلكونه من أحلام يقظة.. ومن رومانسية مرهفة، وقصائد شعر، وقلوب عاشقة، وحب مجنون بالكرسي وبالسلطة.

والنائمون الحالمون الذين تصح فيهم مقولة صح النوم، بعد أن يستيقظوا قريبا جدا على صدمة الواقع صنفان:

صنف قديم بليد متكلس، ما زال يؤمن بالغولة في زمة المولتيميا، ويتصور أن الشعر الأبيض، والخبرة في مسايرة الفاسدين، وممارسة الوصاية على الأجيال الصاعدة، كفيل بأن يفتح له أبواب المرادية، وقد خلا لهم الطريق من مرشح واضح للنظام، يجعل من كل “عجوز” منهم، يتوهم نفسه أنه هو “العريس المقصود”.

وبين هؤلاء، من كانوا سببا في الخراب، ومن خرج الحراك ضدهم وضد أحزابهم، ومع ذلك فقدوا القدرة على كسب القليل من الحياء، يجنبهم سيل الإهانات التي تنتظرهم في المنعرج.

بين هؤلاء أيضا من أطلق الكذبة وصدقها، وهو يتعامل مع الناس والمنافسين على هذا الأساس، لأنه يتوهم أنه “فائز بالسليقة”.. او فائز لشبكة الولاءات التي يقدمها فوق الطاولة وتحتها في الداخل والخارج.

وصنف آخر، جديد مبتدئ، لا يمتلك ثقافة الدولة، ولا حتى ثقافة الدوار، لكن نرجسيته غلبته، فاعتقد في لحظة أنه يمكن أن يصبح رئيسا بالصدفة، لأن الرئاسة كما يتصور هذا الصنف، مثل نجومية الفيسبوك، تضمن بأن تجمع أكبر قدر من “الجامات” و”الجادورات”.

هؤلاء تحديدا، هم أكثر من حالمين، إنهم واهمون إلى درجة مؤلمة، ومثلما كان مريض الوهم الذي قرأنا عليه ونحن صغارا، وهو يرى نفسه بقرة، ويصرخ في الناس “اذبحوني”! يتوهم هذا الصنف نفسه أنه رئيس، وأنه يعطي الأوامر ويضرب الطاولة، وأنه يكسب قلوب الشعب فقط “بالخزرة”.

وهنا لن أجهد نفسي في الحديث عن صنف مجنون بأتم معنى الكلمة، من البهاليل والكوميديين والمرضى نفسيا، الذين تطاردهم كاميرات الإعلام الساقط، بغرض ضرب العملية الانتخابية في مقتل، وتصوير الانتخابات على أنها مهزلة، حيث يشارك فيها عرة القوم.. الذين أقصى ما قدروا عليه ولن يقدروا أكثر، هو الحصول على “كوستيم” سلفة من أحد الأقارب، وسيارة كلونديستان لحمل استمارات الترشح، قبل أن يضطروا في النهاية الى “بلها وشرب مائها” كما يقال.

وهؤلاء ليسوا حالمين ولا حتى واهمين، إنهم هم بأنفسهم “الكابوس”، الذي يطارد انتخاباتنا في كل موعد، و”الكوشمار” الذي ما زلنا لم نستيقظ منه إلى الآن.

لكن ما يهمنا هنا، ثلة قليلة جدا، هي التي ربما ستعطي لهذه الانتخابات معناها، وهؤلاء معظمهم لم يظهروا بعد، لكنهم يتأهبون في ما تبقى من وقت، لإعطاء روح تنافسية جديدة للعملية الانتخابية، لما يمتلكونه من صفات القيادة والفكر والنظافة والهمة العالية.. ويفهمون الفرق بين الواقعية وبين الأحلام والأوهام والكوابيس الليلية.

بقي أن نحذر أن لا نترك الحالمين يلعبون بواقعنا..

وأن لا نترك الواهمين يستحوذون على وعينا وفكرنا..

بحيث لا يستيقظ الشعب بعد الـ12 ديسمبر على فاجعة هي أشد من الكابوس.. لأنه لا قدر الله إذا حدث ذلك، فإن النظام السابق والعصابة هي من ستقول لهذا الشعب.. صح النوم.

وحينها لن ينفع أن نفرك عيوننا غير مصدقين، ولا أن نحاول النهوض وقد أمضينا كل الوقت نائمين.

ولذلك وحتى نكون على بينة من أمرنا..

إن الشعوب اليقظة وحدها، من تمنع الحالمين والواهمين من ركوبها.

فاستيقظوا رحمكم الله..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الجزائري ع القادر

    هل المترشحون كلهم في نظرك بين حالم وطامع وواهم وانتهازي ومن بقايا السلطة أو الفاسدين؟،ألا يوجد من هو أو هم متجردون من الطمع في المال ومنهم من ليس لهم رغبة في الجاه والسلطان، إنما ألزمتم الضرورة للتقدم للانتخابات ليس حبا في الشهرة أو غرورا بدنيا الناس،بل من أجل التغيير العميق الهادف ، والاصلاح المتكامل في إطار مبادئ وقيم ومشروع الامة الحضاري.ولاخراجها من هذا الفساد المتنوع الذي نخر أغلب القطاعات وما زال العبث متواصلا بمقومات الامة ،فأين المؤيدون والمدعمون والمناصرون لهؤلاء؟

  • ابن الجبل

    أعجبني من مقالك هذا عبارة أو فقرة واحدة وهي : " أن ثلة قليلة جدا ، هي التي ستعطي لهذه الانتخابات معنى ... وهؤلاء معظمهم لم يظهروا بعد .." بمعنى أن 117 مترشحا لا يصلحون ، لأن منهم من كان مع العصابة السابقة ، ومنهم كذلك المتوهمون والطماعون والمغامرون ... المهم ، العريس مازال لم يظهر بعد . فهل يظهر ؟ أم نحضر عرسا بلا عريس ؟!!

  • محمد مراح

    للأسف هذا أحد إفرازات إطالة أمد الانتخابات الرئاسية . فلو سُمع للعاقلين المتبصرين ،وضُغط في أوج الحراك على السلطة ، فأنشأوا لجنة مستقلة للانتخابات ، و بكروا في انتخابات رئاسية في أقرب الآجال لما شهدنا ما حللتموه في مقالكم .
    بارك الله فيكم .

  • جزائري حر

    لا لا يا سي زهار الرئاسة لبوتفليقة فقط