-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحبّ في زمن كورونا!

الحبّ في زمن كورونا!
ح.م

 بعد أن صار لفيروس كورونا ضحايا في الجزائر، وارتفعت أرقامه وسكن الرعب قلوب الناس، وشُلّت غالبية القطاعات، وجدت الجزائر نفسها مجبرة على اتخاذ ذات الخطوات التي قامت بها الكثير من الدول والشعوب بحثا عن برّ الأمان لتفادي، أو على الأقل تحجيم مخاطر هذا الوباء الذي أجبر الناس على أن يتوقفوا عن الحركة، وضرب الاقتصاد بسلاح أفتك من القنابل النووية.

 وبعد أن ارتبطت غالبية الحالات المسجَّلة في الجزائر إن لم نقل جميعها بالجالية الجزائرية المتواجدة في فرنسا أو بالمواطنين الذين سافروا إلى هذا البلد الشمالي، مازلنا ننتظر تعليق الرحلات إلى فرنسا بالكامل، وليس بشكل جزئي كما حدث أمس.

إلى غاية يوم الجمعة زاد عددُ المصابين بفيروس كورونا في فرنسا عن 600 حالة مؤكدة، وبلغ عدد الوفيات خمس عشرة حالة، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فيروس كورونا هو “أخطر أزمة صحية تعرفها فرنسا منذ أكثر من قرن من الزمان”، وخطب خصيصا للشعب الفرنسي، وأوقف الدراسة والتجمُّعات الرياضية والثقافية، وبدت شوارع كبريات المدن الفرنسية خاوية على عروشها، وأعلنت فنادق باريس ونيس وموناكو ما يشبه الإفلاس، وبيّنت الفيديوهات المصوَّرة في مراكز التسلية واللهو والمساحات التجارية الكبرى حالة الكساد التي ضربت فرنسا، ومع ذلك بقيت حركة الطيران والإبحار وطوابير التأشيرة من وهران وقسنطينة والجزائر العاصمة، هي نفسها، في قصة حب – من طرف واحد – من دون أن يزلزلها فيروسُ كورونا أو على الأقل يحجّم من قوتها ولو تحت عنوان “المؤقت”.

من حق فرنسا أن تنصح وأحيانا تمنع مواطنيها، عن زيارة الجزائر، كلما سمعت عن تردي الحالة الأمنية كما كان يحدث باستمرار في العشرية السوداء، ومن حقها أن ترفض منح التأشيرة للآلاف من الجزائريين خوفا من الهجرة السرية أو الإرهاب أو حتى من “نقل” بعض الآفات الاجتماعية لبلادها، وكان على الجزائر أن تأخذ من اعترافات الفرنسيين بقرب دخول بلادهم ضمن درجة الخطر الثالثة، التي تمنع الحياة عن الفرنسيين وتجبرهم على أن يقرّوا في بيوتهم خوفا من غول الفيروس القاتل، وتستغل الفرصة لتنصح الجزائريين بالابتعاد عن فرنسا، لأن التوجه إلى هذا البلد الأوروبي، هو إلقاء بالنفس إلى التهلكة.

سيكون من غير اللائق أن تقوم فرنسا بتعليق رحلاتها الجوية إلى الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، خوفا من أن ينقل الجزائريون بمن فيهم المهاجرون الذين عادوا إلى بلادهم، فيروس كورونا، فمن غير المعقول أن يخاف الموبوء من السليم، فكل الإحصاءات تؤكد بأن كل مناطق فرنسا ومن دون استثناء أصيبت بالوباء هناك. وكل الإحصاءات تشير إلى أن ما أصاب الجزائريين من ضرر هنا كان مصدره فرنسا على وجه الخصوص. ومع ذلك تبقى فرنسا مقصدا وأمنية حتى في أزمتها الاقتصادية والسياحية والصحية التي أرعبت الفرنسيين وما أرعبت بعض الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    هذا واقع الشعوب المنافقة التي تعلن عداوة للمتقدمين اقتصاديا وثقافيا وتكن في صميمها ابتغاء رضوانها أو على الأقل رحمتها واستضافتها.الضعيف الخامل الجاهل الفقير إلى الرفاهية يغير على القوي المتمكن من الخيرات التي عمل طول حياته على اكتسابها بشق الأنفس.حتى الادعاء بالعداوة والكره ما هو إلا كذب على من يستمع إلينا لأننا نود قضاء ولو ليلة واحدة في شوارع باريس البهية بالأنوار التي أوجدتها عقول انكبت على دراسة إقامتها ليال طوال وأنشأت لتوفيرها مصانع وفرت لها سواعد عمال سال على أجسامها جداول مما تفرزه طاقات مجندة لإقامة السدود والمصانع العظام.نحن نكتفي بسرقة الخزانة العامة قصد تبذيرها في ملهات الفسق هناك