-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مناوشات بين الجيران وأفراد العائلة لأسباب تافهة

الحجر المنزلي يرفع القضايا الاستعجالية في المحاكم

وهيبة سليماني
  • 3241
  • 6
الحجر المنزلي يرفع القضايا الاستعجالية في المحاكم
أرشيف

“التباعد الاجتماعي”، هذه العبارة التي فرضها فيروس كورونا، لا يستحسنها الكثير من المختصين في علم الاجتماع، والحقوقيون، ويرونها غير لائقة لأنها تدل عن انقطاع التواصل والحوار، حيث يفضلون أن يقال بدلا منها “التباعد الجسماني”، هذا التباعد الذي ساهم في تراجع العنف في الشارع بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، والتحرش ضد المرأة، والشجارات جراء المناوشات التي كانت تتسبب فيها التجمعات والجماهير.. العنف “الصامت”، ظاهرة جديدة وإن كانت خفية نوعا ما، فإنها وجه آخر لحرب باردة بين الجيران وسكان التجمعات السكنية، وحتى بين أفراد العائلة الواحدة، ويأتي هذا في ظل الحجر المنزلي!

مشاحنات وتصرفات تسيء إلى الآخر، ومن دون أدلة مادية مقنعة، ومن دون شهود، في الكثير من الأحياء، حيث أكد الدكتور الحقوقي والمحامي، صادق جدي، أن العنف الصامت، جاء كبديل لغياب العنف المعهود في الملاعب، والأحياء الشعبية والمقاهي والأسواق، ووسط الجماعات، كما أن التباعد الاجتماعي هذا البند الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، ولا يفضل أن يطلق عليه هذه العبارة والتي يراها لا تؤدي المعنى الحقيقي والذي يقصد به التباعد الجسدي، ساهم خلال شهر رمضان الجاري في الحد من التحرشات والعنف اللفظي والمادي في الشارع، لغياب أيضا وسائل النقل الجماعي، والمقاهي والسهرات في ليالي الشهر الكريم.

ويرى الحقوقي، صادق جدي، محام لدى مجلس قضاء سطيف، أنزيادة وتيرة الجرائم الحقيقية الفعلية وإعطاءها أولويات وخاصة خلال الظرف الاستثنائي المتعلق بكورونا، جعلا الجهات الأمنية والقضائية، لا تنظر إلى أشكال العنف الصامت بأهمية، خاصة أن أغلب قضايا هذا العنف تفتقر إلى أدلة وشهود.

وتعليق المتابعات القضائية أمام القسم الجزائي، والخوف من كورونا، من الأسباب التي عززت العنف الصامت، حيث يضطر الضحية، إلى السكوت والتنازل عن حقه، حيث يؤكد المحامي صادق جدي، أن هذا العنف يكثر خاصة بين سكان العمارات، ويتمثل في تسرب الماء من قاطن الشقة العلوية إلى السفلى، ولعب الأطفال أمام باب الجيران بدل باب منزلهم، ورمي الأوساخ وسد بعض المنافذ في العمارات، وركن السيارات بطريقة غير قانونية أو باستعمال “الحقرة” وفرض النفوذ، وتصليحات وترميمات وقرقعة، وخبط بالأرجل في الشقة العلوية، وغيرها من أشكال العنف من دون شاهد ودليل.

ارتفاع عدد قضايا الاستعجالي في المحاكم خلال رمضان

وفي جولة استطلاعية لـ”الشروق”، إلى محكمتي الحراش وحسين داي، تبين أن قسم الاستعجالي الذي بقي يستقبل المتقاضين، يعج بقضايا الجيران، ذات الطابع المدني، وتتعلق بتسربات الماء، وركن السيارات، ورمي الأوساخ، وغلق منافذ الهواء في العمارات، وكسر عدادات الماء، وقال المحامي صادق جدي، إن قضايا الاستعجالي مؤقتة، ولكن القاضي يحوز حق الفصل في الموضوع، وإلزام المدعي عليه، باتخاذ الإجراءات الضرورية واستدراك ما تسبب فيه.

وأوضح، أن تأجيل الجلسات الخاصة، بالجنح، أدى إلى لجوء ضحايا العنف والاعتداءات، إلى الاستعجالي، خاصة في أمور تطلب حلا عاجلا، والتي تؤثر على الضحية وهذا حسب المادتين 299 و300 من قانون الإجراءات الجزائية والمدنية الجديد، حيث يدفع الاستعجال الخطر الذي يحدق بمصلحة شخص أو عدة أشخاص.

العنف الصامت قد يتسبب في أمراض نفسية وجسدية

وفي هذا السياق، قال خبير علم النفس، الدكتور مسعود بن حليمة، إن العنف الصامت والذي يكون فيه جانبا كبيرا من العنف اللفظي غير جسدي، يرتكز على الإذلال، و”الحقرة”، ويدفع الضحية إلى حالة غضب يصبح في الأخير هو المخطئ، أو تعرضه للاتهام بالنرفزة والعصبية وحتى الجنون، مشيرا أن خوف الجيران من إقحام أنفسهم في بعض المشاكل بين بعضهم، ورفضهم للشهادة أمام الجهات القضائية، عزز العنف الصامت.

وتكمل خطورة العنف الصامت بما فيه اللفظي، كونه لا يترك آثارا في غالب الأحيان ولا يتوفر حسب الدكتور بن حليمة، على أدلة دامغة، تجعل الضحية يواجه المعتدي عليه، أو المعنف له، أمام الجميع، وإرغامه على ترك السلوك الذي يمارسه ضده، وهذا ما يؤدي إلى إخضاع الضحية والإضرار به عن طريق وضعه تحت هذا النوع من العنف لمدة طويلة وتحت وطأة ضغط مستمر، قد ينتج عنفا جسديا أو انتقاما، وأمراضا نفسية وجسدية، خاصة ونحن في مرحلة استثنائية لفيروس كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • مواطنة جزائرية مغبونة

    سيدي وزير العدل زغماتي بلقاسم تفضل علينا بعودة المحاكم إلى العمل تعطلت مصالحنا وتعرضنا الحقرة والظلم والتعسف من يوم 26 مارس إلى يومنا هذا والطريق المؤدية إلى مسكننا مغلقة باعتداء عم زوجي بغير حق قل لي سيدي كيف يسكن الإنسان في بيت ليس له ممر نحن نستعمل سلم للصعود عبر جدار مقبرة قديمة بالجوار للوصول إلى الجانب الآخر من الطريق الرئيسية اصبحنا كالقطط أكرمكم الله الإنسان طاح قدرو في وسط بني عمو شوفونا حل رانا ما قدرناش نزيدو نصبرو عندنا اطفال يدرسون وصغار يلا مرض واحد في الليل كيفاه يطلع مع سلم ويفوت وسط مقبرة تخيلوا الوضع المزري والمخجل الذي نعيشه اخ يقطع الطريق على ولد خوه هاذي هي تعاليم الدين حس

  • Prince of Venezuela

    لا حول ولا قوة إلا بالله

  • كمال

    عندما تكون الشجارات لاسباب تافهة،فاعلم ان الاشخاص تافهين و جاهلين،يصومون كعادة و تقليد و ليس عبادة لانه اذا كان عبادة و حب في الدين فلانسان يتحكم في نفسه و يخشى الله على صيانة صيامه،لقد نحر الجهل هذا البلد

  • مصطفى

    بسم الله الرحمان الرحيم
    يمكن ان تعالج الفوضى في الأحياء السكنية عن طريق الشرطة وتكون هذه الأخيرة ذات حكمة ومدربة جيدا على فهم الناس و متابعتهم وكتابة التقرير اللازم عند كل استنجاد.
    استجابة الشرطة السريعة في حد ذاتها تبين جادتها وتوقف الفوضى والله المستعان. يعلمنا ربنا سبحانه وتعالى الحكمة في هذا الشأن في سورة لقمان والحجرات و سور أخرى كثيرة والحمد لله رب العالمين.

  • Ahmed

    نطلب من السيد وزير العدل فتح مكاتب المحكمات لان اشغال الشعب الملفات راهي راهي معطلة. يا سي زغماتي تروح تخرج ورقة كلش مغلوق. حسبنا الله ونعم الوكيل

  • جزائري

    بصراحة عالية نحن مجتمع عنف ولا طاءل من محاولة اخفاء هذا الامر لان ذلك سيطيل امد معالجته. الظاهرة ليست وليدة العشرية السوداء كما يحاول البعض ايهامنا. الظاهرة موجودة منذ السبعينات. كنت وقتها طالب ثانوي وكنت الاحظ عند ركوب الحافلة كيف تتحول ملاسنة بسيطة الى شجار ثم الى عنف . في الاحياء كانت تقوم حروب بالعصي وحتى الاسلحة البيضاء وكل ما كان متاحا وقتها لاسباب صبيانية تافهة فما بالك لو تعلق الامر بما هو اهم . داخل الاسرة الصورة ذاتها موجودة . العشرية السوداء زادت الامر سوءا لشيىء كان موجود. اما اليوم ولعد انتشار المخدرات والفواحش فحدث ولا حرج . كورونا لا تشعر بالغربة في هكذا مجتمعات .