“الحراك خير من النوم” لحث الجزائريين على المشاركة في المسيرات

منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة توافد المواطنون من مختلف الولايات على ساحة البريد المركزي بالعاصمة، أين بدأت المناوشات مع مصالح الأمن التي طوقت مبنى البريد المركزي الذي يعتبره الكثيرون رمزا ومحجا للحراك في الجزائر كلها وليس في العاصمة فقط، بسبب التوافد عليه من مختلف المدن والولايات، وبدأت الاعتقالات تطال بعض المواطنين الذين تحدوا الجوع والعطش وبعد المسافات للمحافظة على قوة الحراك واستمراره.

ومع تناقص عدد المتظاهرين في شهر رمضان مقارنة مع الجمعات الأولى من الحراك أين دخل الجزائريون كتاب غينس في أضخم مسيرات سلمية شهدها العالم خلال 20 سنة الماضية، رفع المتظاهرون الجمعة شعارات “كلنا معنيون” لحث المواطنين من مختلف الشرائح والأعمار على النزول من بيوتهم والمشاركة في الحراك الشعبي الذي دخل شهره الرابع، ومن المتظاهرين من ردد شعار “الحراك خير من النوم”  بهدف دفع العائلات والشباب على وجه الخصوص على ترك “قيلولة الجمعة” ومشاركة الجزائريين في المسيرات المليونية التي تصنع تاريخ الجزائر ومستقبلها.

زدوت شعارات “كلنا معنيون” مختلف الشوارع والأزقة الضيقة بالعاصمة والتي تطل عليها الكثير من العمارات وكأن المتظاهرون يحثون قاطنيها على النزول إلى  الشارع، وهو ما استجابت له الكثير من العائلات التي فضلت النزول إلى الشارع  ومشاركة الجزائريين في مسيراتهم التي لا زلت تذهل العالم بسلميتها وتحضرها وعفويتها، فلا زال الكثير من المحللين السياسيين والاجتماعيين عاجزين عن فهم وتفسير الحراك السلمي في الجزائر الذي انطلق بعفوية وينظم نفسه بنفسه وهو يصنع أروع صور التضامن والتكافل بين المتظاهرين ومصالح الأمن بالرغم من بعض الممارسات المعزولة.

زمن الشعرات التي حملها المتظاهرون الجمعة شعار “ماراناش حابسين” والذي قرن بصورة الطالبة الجامعية التي رددته بعفوية وهي في حالة انفعال وحرقة أذهلت العالم، حيث دخلت هذه الطالبة التاريخ الواسع وبات الملايين من الجزائريين يحملون صورتها في المسيرات ويرددون شعارها الخالد “ماراناش حابسبن” حيث تعرضت هذه الطالبة رفقة زميلاتها إلى التعنيف من طرف مصالح الأمن في مسيرات الثلاثاء الماضية التي صنع فيها الطلبة ملحمة بطولية وبعثوا الأمل والعزيمة في نفوس الجزائريين لمواصلة الحراك رغم مشقة الحر والصيام..