-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النجم محمد خير جراح– أبو بدر بباب الحارة– لمجلة الشروق العربي:  

الحراك في الجزائر فخر للعرب

طارق معوش
  • 2651
  • 4
الحراك في الجزائر فخر للعرب
ح.م

كعادته، يحترم ضيوفه ويحترم أي إعلامي أحب أن يقتحم عالمه، سواء على الصعيد الفني، أم حتى عالمه الخاص الذي يعيشه بعيدا عن الأضواء.. إنه فنان ترفع له القبعة من خلال عشرات الأعمال التي خلدته في ذاكرة المشاهدين عبر الفضائيات، سواء في السينما أم المسرح أم الدراما.. إنه محمد خير الجراح، الشهير بـ«أبي بدر»، الذي ترك بصمة، بحيث لا يستطيع أي مشاهد أن ينسى أبا بدر، البسيط المضطهد من قبل زوجته.. وكي لا نطيل، ترى ماذا قال لنا الفنان الجراح عن ذكريات جميلة ومواقف حرجة تركت أثرا معه..

لدي رغبة في تطوير شخصية أبي بدر وتسليط الضوء على عوالمها

لنبدأ حديثنا من شخصية أبي بدر في مسلسل «باب الحارة»، فقد صرحتَ مؤخرا بأنك تفكر جديا في استثمار نجاح هذه الشخصية في عمل جديد، وقلتَ إنك تريد نقل الشخصية إلى عوالم أخرى، فبم تحدثنا عن مشروعك تجاه هذه الشخصية التي حققت نجاحا كبيرا؟

نعم، هناك رغبة لديّ في تطوير هذه الشخصية التي كانت في الأجزاء السابقة من مسلسل «باب الحارة» محطة استراحة في العمل، باعتبارها تمثل الخط الكوميدي الوحيد فيه، وقد ظلّت في هذه الأجزاء بلا هوية، فلا أحد يعرف شيئا عن حياتها وما هو عملها، وأعتقد أن هدف المشروع هو تسليط الضوء على الشخصية لسبر أعماقها والتعرف إلى تفاصيل حياتها، لنعرف لماذا أصبحت بالشكل الذي ظهرت فيه في المسلسل.. ومشروعي قائم على مبررات وجود مثل هذه الشخصية بالصفات التي رأيناها وتسليط الضوء على عوالمها وكيفية تصرفها في أماكن أخرى غير الأماكن التي اعتدنا مشاهدتها فيها كالبيت والحارة، وبالتالي ستكون شخصية أبي بدر هي المحور وليست الحارة، والمشروع شبه جاهز وستنتجه شركة عاج على الأغلب.

هل تعتقد أن نجاح هذه الشخصية في مسلسل «باب الحارة» مبرر كافٍ لتطويرها في عمل مستقل؟

ما المانع في ذلك؟ وما المانع في أن نستثمر نجاحها ككركتر؟ إن أغلب الأعمال التي تقدَّم تتحدث عن حياة أبطالها الإيجابيين، فلماذا لا نسير باتجاه شخصية كشخصية أبي بدر ضعيف الشخصية لندور في عوالمها.. وأشير هنا إلى أن لدي أكثر من مشروع بهذه الصيغة، بعضها يخص شخصية أبي بدر، وبعضها يخص شخصيات أخرى هامشية في الحياة كالشخصية التي تناولها عدنان زراعي في نص يُفتَرَض أن يرى النور قريبا، وفيه يسلط الضوء على شخصية واقعية ومعاصرة ومن الشارع، وعندما سيشاهدها الجمهور لن يتخيل وجودها في حياتنا بمستوى تفكيرها وتصرفاتها، وكأن تطورات العصر والحضارة والتكنولوجيا لم تلقِ التحية عليها.

في رأيك، هل يمكن للجمهور أن يتفاعل اليوم مع الكوميديا وسط الدمار والخراب والموت الذي تعيشه سوريا في بعض محافظاتها حاليا؟

لدي رأي خاص في هذا الموضوع حول الكوميديا والجمهور، فنحن في حاجة دائمة إلى الضحك والفرح، كما نحتاج إلى التفلت من الأعباء التي نعانيها، وأرى أن التلفزيون وُجد بالدرجة الأولى للتسلية ولنضيف إليه من ثم كل المفاصل الأخرى. فالإنسان الذي يعمل طوال النهار، يشغّل جهاز التلفزيون في المساء ليرتاح من التعب… لذا، نراهم يقدمون في العالم أعمالا هي عبارة عن سلاسل كوميدية خفيفة كي يستعيد الناس نشاطهم للخروج إلى أعمالهم في اليوم الثاني، وبالتالي، حاجتنا إلى الكوميديا لم تنتهِ بعد، لا بل حاجتنا إليها اليوم أكبر، أضف إلى هذا، أن سوريا حاليا لا تعيش الخراب والموت كما تقول بل هي في عز عطائها وأمنها.

الدراما اللبنانية سيكون لها الحصة الأكبر على الفضائيات وهذا الوضع خطير بالنسبة إلينا

كيف تتعامل مع الشخصية التي تُعرَض عليك؟

ما إن تُعرَض عليّ شخصية في عمل فني حتى أبدأ التفكير برسم تاريخ لهذه الشخصية ليساعدني في رسم عوالمها النفسية والحياتية ثم أعمل على رسم كيفية تحركها وطبيعة لباسها بغية بناء هيكلها الخارجي بما يتناسب مع مواقفها وسلوكها لخلق هوية وبصمة خاصة بها، لأن البشر لا يشبهون بعضهم، وبالتالي، فإن الشخصيات التي أؤديها يجب أن تكون كذلك غير متشابهة.

ولكن، في ظل تعدد الأعمال التي يشارك فيها الفنان، هل يملك الوقت الكافي فعلا للبحث في تفاصيل الشخصية وتأملها؟

بالنسبة إلي، فأنا من الأشخاص الذين لا يضيعون وقتهم، واهتماماتي محصورة في القراءة ومشاهدة التلفزيون وممارسة الرياضة أو قضاء أوقات الفراغ مع أسرتي، وفي الوقت نفسه لا أدّعي أنني أستفيض في التأمل والبحث، وإنما هذا الأمر يأتي بشكل تلقائي، حيث أفكر في الشخصية وأعيد قراءتها وأتحاور بشأنها مع الكاتب والمخرج حتى ولو كانت شخصية صغيرة المساحة مثل شخصية أبي بدر في “باب الحارة”، التي كانت مساهمتها في الجزء الأول من العمل ضئيلة جدا.

قدمتَ العديد من الأعمال والشخصيات الكوميدية، ومع ذلك تقول: «أنا لم أُسْتَثْمَر كوميديا» فما هو السبب برأيك؟

السبب بالدرجة الأولى، يعود إلى عدم وجود نصوص كوميدية تقدَّم لشركات الإنتاج رغم أن هذه النوعية من الأعمال غير مكلفة باستثناء عمل مثل «بقعة ضوء»، وهي أعمال تبقى مرهونة بوجود نص جيد وممثلين جيدين.

كيف ترى مستقبل الدراما السورية في ظل تنامي إنتاج الأعمال اللبنانية والمصرية التي تحمل أسماء سورية، التي تستقطبها العديد من المحطات؟

للأسف، نحن لا ننتج لسوقنا المحلي، بل ننتج أعمالا لتُعرَض على الشاشات العربية، أبو ظبي، دبي، MBC، على سبيل المثال، في حين إن بلدانا عربية أخرى كمصر تنتج أولا لمحطاتها ليصبح السوق الخارجي بعد ذلك تحصيل حاصل، وبالتالي، فإن هذا الوضع يصبح خطيرا في حال تطور الدراما اللبنانية أيضا التي سيكون لها الحصة الأكبر على مساحات المحطات الفضائية التي تملكها أساسا، وهذا سيكون على حساب حصة الدراما السورية، وهذا ما نراه يحدث تدريجيا اليوم، لذلك، فإن المطلوب من لجنة صناعة السينما والتلفزيون ووزارة الإعلام ونقابة الفنانين البحث عن حلول.. لأن الدراما التلفزيونية السورية أصبحت صناعة وطنية وفي حاجة إلى حماية ورعاية.

الدراما الشامية مسلسلات تكرر نفسها والسورية أكثر التصاقا بهموم الناس

رأيناك مؤخرا في معظم المسلسلات لماذا؟ ألأنك تمتلك قدرة تمثيلية مميزة أم ماذا؟

أنا لا أعلم، ربما لأنني أجيد أدواري، لاسيما الكوميدية منها، أو ربما لحب المخرجين لشخصيتي التمثيلية.

لماذا لم نرك في أدوار بطولية؟

لعبت أدوارا بطولية محدودة، وأنا من الناس الذين لا يسعون وراء البطولة بل وراء دور أستطيع أن أقدمه بشكل كامل ومحبوب وجيد، ونحن مجموعة من الممثلين الذين لهم هذا الهدف، وهذا لا يعني أنه إذا أسندت إلينا بطولة نرفضها بل العكس، والمهم في الحقيقة أن تظل منضويا في أي دور أسند إليك، وآخر سنتين لعبت دور البطولة في «الخرزة زرقة» والآن في لبنان ألعب بطولة «ضيعة ولقيناها» وهناك مشاريع أخرى.

ما رأيك في المسلسلات السورية حاليا، ألا تكرر نفسها ولماذا؟

باب الحارة والزعيم وغيرها من دراما شامية هي مسلسلات تكرر نفسها، والهدف تجاري، وهي مستمرة ومطلوبة، فمشكلة الإنتاج التلفزيوني تختلف عن الإنتاج الفني الهابط، والتلفزيون مرهون بقرار المحطات، وبالتالي، فإن معظم المنتجين يذهبون إلى إرضاء المحطات، وهنا تكرر المواضيع، فمثلا «فرصة أخيرة» و«عن الهوى والجوق» وغيرهما، هناك اجترار للنجاح، وهنا يلزمنا مخرجون أذكياء وأصحاب قرار، كمخرج مسلسل «وردة شامية»، الذي رفض إخراج جزء ثان، فلذلك نرى أن عملية الاجترار توقع العمل وتفشله.

وهل أنت راض عن الفن السوري والعربي بشكل عام؟

أنا أرى أن الدراما السورية هي أكثر المسلسلات التصاقا بهموم الناس وهذا الأهم، أما المسلسلات المصرية التي وضعت للزركشة، والخليجية المضغوط عليها بمراقبة شديدة، هناك كم كبير من الإنتاج ولكن الثمين منه قليل جدا.

زوجتي هي الداعم الأساسي في حياتي ومسألة الغناء بدأت أفكر فيها

كيف كان دور زوجتك خلال مسيرتك الفنية؟

لقد تعرفت على زوجتي رفيدة في الجامعة، كنت في آخر سنة تخرج، وهي في السنة الأولى، شقيقتها رانيا كانت رفيقتي في الصف، وعشنا قصة حب لطيفة لمدة 5 سنوات، توجناها بالزواج، وأعتبر رفيدة الداعم الأساسي في حياتي من ناحية صبرها والمشاكل التي عانيناها معا، فعندما جئت من حلب إلى الشام واجهتني مصاعب حياتية، حيث بدأت من الصفر، وهربي من حلب كان سببه المنافسة غير الشريفة، وعشت في دمشق في منطقة بعيدة بنحو 20 كلم عن العمل، وكان منزلي صغيرا جدا ومطبخه غير مسقوف، وتحملت وناضلت رفيدة معي حتى استطعنا أن نجتاز المراحل الصعبة.

يقال إن الجراح بدأ يخطو باتجاه الغناء، ما صحة ذلك؟

أنا فنان وابن حلب الشهباء، وأحب الطرب الأصيل والفن بكل أنواعه، وأنا لا أنكر أنني هاو للطرب والغناء، سواء كان ذلك من خلال المسلسلات التلفزيونية، أم على المسرح، أم حتى في البيت مع زوجتي وأولادي، ولذلك فكرت في التحول كذلك إلى الغناء، وأن يكون لي كليبات غنائية إضافة إلى تصوير دويتو غنائي مع فنانة، وبالتالي، يكون الألبوم الغنائي تحصيل حاصل، ومسألة الغناء فعلا بدأت أفكر فيها بشكل جدي، وما يؤرقني ما نعيشه، لذلك أريد أن أجسد ما يدور بداخلي بالغناء ومحاكاة الناس عن مشاكلهم اليومية.

المحبة أقوى رسالة إلى المواطن السوري والجزائر مثال للعروبة والأخوة

شاركت في أعمال عدة، تناولت موضوع الأزمة السورية، فإلى أي مدى شعرت بأن هذه الأعمال لامست الهموم الحقيقية للناس؟

أرى أن مناقشة الأزمة الحالية في العمق في حاجة إلى تروّ وأن يُنظر إليها بكثير من الدقة، فالأعمال التي ناقشت الأزمة سابقا كانت فيها حالة انفعالية وعاطفية أكثر منها حالة تشريح لإشكاليات الأزمة، سواء عبر أساسياتها أم نتائجها، فدائما كنا بعيدين عنها.

وهل سوريا مؤهلة اليوم للحديث عن الأزمة رغم أنها لا تزال تعيشها بما تحمل من تداعيات وانعكاسات على كل الصعد؟

بالطبع لا… فغالبا ما تأتي الأعمال التي تتناول الجانب التشريحي ما بعد الحدث. وعلى سبيل المثال، لم يُنجز فيلم عن الحرب العالمية الثانية أثناء حدوثها، ولم توثّق روائيا ومسرحيا وأدبيا إلا بعد انتهائها.

وبالتالي، أرى أنه عندما يمر وقت على الحدث، تصبح لدينا رؤية أوضح حوله، ونستطيع التقييم بشكل أفضل. وأعتقد أنه بعد خروجنا من الأزمة سنقدم أعمالا أدبية وفكرية أهم بكثير مما قُدم أثناء الأزمة.

ما رأيك في الحراك العربي؟

أنا أريد أن أسأل إخواننا العرب: «إذا كان تنين اخوة متخانقين مع بعضهن من قوم منسلمهم سكاكين يقتلو بعضن»، هل هذا هو المطلوب؟ وكي لا أكون ثرثارا، أستغل الفرصة لأقول إنه من أجمل ما رأيت في الجزائر، ذلك الحراك الأخوي، ومحبتكم وخوفكم على بلدكم الجزائر.. دمتم فخرا للعرب، ومثالا للعروبة والأخوة..

ما رسالتك إلى المواطن السوري عبر مجلة الشروق العربي؟

هناك تغيّرات طرأت على البلد… تملّك الخوف قلوبنا… وخوفنا من الآخر… فما يمكن أن نوجهه كرسالة… المحبة أقوى رسالة إلى المواطن السوري… يجب أن نحبّ بعضنا.. ونحترم حقوقنا… عند هذه المرحلة نبدأ بالتوجّه إلى الرقيّ بالمجتمع… رغم أنه بلد دولته قوية… كما نتوجّه برسالة إلى من ترك بلده في حال أراد تبرئة نفسه… “فليعد وليعد كل ما أخذه “

سيرة وأعمال الفنان محمد خير الجراح

ولد الفنان محمد خير الجراح في حلب، وهو ابن الممثل والمخرج والإذاعي عبد الوهاب الجراح.

درس في الجامعة وحاز إجازة في الاقتصاد فرع إدارة أعمال.. انتسب إلى نقابة الفنانين عام 1986، وشارك في نحو مئة عمل إذاعي ومسرحي وتلفزيوني وسينمائي، ونال عام 2000 جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان بترا السياحي.

محمد الجراح متزوج من السيدة رفيدة ولديه شابان، ومن أعماله:

في الإذاعة:

حكم العدالة- مجلة التراث- قصة في تمثيلية- ع الماشي وغيرها من الأعمال.

في المسرح:

بواب وشبابيك وأسرار – حلم ليلة صيف- سمح في سورية- الهلافيت- تصعد إلى القمر- وردة الكركوز- الغزاة_ «حلاق بغداد»- الملوك يدخلون القرية- العين والمخرز- مزاد علني بياع الفرجة- حكاية الشتاء- التحقيق-  الحدث السعيد، وغيرها من المسرحيات.

في السينما:

ثلاثة أفلام هي: الآباء الصغار – وراء الوجوه- الكرسي.

المسلسلات التلفزيونية:

تلك الأيام- عودة غوار – دنيا – الفصول الأربعة- الفارس المغوار- سيرة آل الجلالي- الزير سالم- أكشن- اللحية السوداء- حمام القيشاني (4-5)- صلاح الدين الأيوبي- الو جميل اهلين هنو- صقر قريش- ليالي الصالحية- مرايا- مشاريع صغيرة- الانتظار- بنت النور- الحصرم الشامي (2)- ليس سرابا- اولاد القيمرية- حكايات الغروب- عن الخوف والعزلة- إذاعة فيتامين- تحت المداس- زمن العار- باب الحارة – صبايا (1-2-3-4-5)- أهل الراية- طاحون الشر(1و2)- أوراق بنفسجية- الأرواح العارية- المفتاح- الأميمي- رومانتيكا- بيت عامر- فرقة ناجي عطا الله- سوبر فاميلي- صرخة روح. وغيرها من عشرات الأعمال التي رسخت اسم محمد خير جراح في قائمة ألمع نجوم الدراما السورية الكوميدية..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • بقدور يوسف

    دمتا لنا فارس الفن في كل الوطن العربي

  • امينة

    السوريين عايشين لاباس عليهم في الجزاءر يلقون كل الرعاية والاهتمام

  • عبدالنور FreeThink

    تمنيت لو يكون هناك مسلسل ، ينقل واقع معيشة اللاجئين السوريين في الجزائر ، بحيث يكون هذا المسلسل عبارة عن حلقة وصل بين الثقافتين، وتقريب بين الشعبين.

  • شخص

    و من شر حاسد إذا حسد