-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الحرَّاقة” و”راي” السلطة!

قادة بن عمار
  • 1624
  • 8
“الحرَّاقة” و”راي” السلطة!
أرشيف

إذا صحّت الأرقام التي قدّمها وزير الداخلية نور الدين بدوي بخصوص أعداد “الحراقة”، سواء أولئك الذين ماتوا غرقا أو مازالوا في عداد المفقودين، أو ممّن يحاولون يوميا المجازفة بحياتهم للفرار من البلاد، فإن تلك الأرقام تستدعي حالة طوارئ حقيقية وليس مجرد “منتدى وطني” تتم دعوة الناس إليه بـ”المعريفة” والمحسوبية!
الوزير بدوي قال إن عدد “الحراقة” الذين ماتوا في البحر خلال السنة الماضية فقط، بلغ 119 شخص في حين تم إنقاذ 4000 آخرين وما يزال 96 في عداد المفقودين، وهذه الأرقام لا تنافسها في درجة الخطورة و”الصدمة” سوى أعداد الضحايا المسجّلين في حوادث المرور، والذين بلغ عدد القتلى منهم 3300 شخص في حين تجاوز الجرحى سقف الـ23 ألفا خلال العام الماضي فقط!
وأمام فداحة هذه الأرقام، توقعنا من الداخلية أن تستدعي مختصين مستقلين وشبابا عاشوا التجربة، فضلا عن جهات فاعلة في المجتمع المدني من أجل اقتراح حلول، وأن تتم محاسبة السلطة على أفعالها القبيحة وسياساتها العرجاء التي دفعت بالكثير من الشباب إلى المجازفة بحياتهم في رحلات غير شرعية، إضافة إلى فرار آلاف الإطارات والمهندسين والأطباء في رحلات منظمة (بلغ عدد الأطباء مثلا 4 آلاف مهاجر العام الماضي) إلا أن السيد بدوي قرر اتهام الجميع وإدانة الجميع وتوريط الجميع، مقابل تبرئة السلطة التي ينتمي إليها، ووصل به الأمر إلى حدّ اتهام مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين والسياسيين وحتى الفنانين ومغني “الراي” بالتحريض على الحرقة!
بهذا المنطق كان على وزير الداخلية أن يدعو إلى منتداه الشابة خيرة والشاب فيصل المينيون والشاب خالد… من أجل مناقشة ظاهرة الحرقة طالما اتهمهم بالوقوف وراءها، وأن لا يكلف نفسه عناء دعوة إعلاميين أو حتى جامعيين لم يقدِّموا شيئا في المنتدى ما عدا وصف الظاهرة، ولعلهم اكتفوا بذلك لعلمهم جيدا أن الداء يكمن في السلطة التي دعتهم، وهي سلطة لا تريد الاعتراف بالفشل بل وتتباهى بالخطأ وتجاهر بالمعصية، مثلما فعل وزير الداخلية في خطابه المُنفّر أساسا للبقاء في الوطن!
مثل هذه المنتديات والجلسات والحوارات، لا تنفع إذا كانت منقوصة من المصداقية، وتأبى كشف الحقيقة، بل ستصبح بمرور الوقت مجرد نشاطات رسمية تغلب عليها لغة الخشب وثقافة “الزردات” و”الوعدات” ليكون مصيرها التحول إلى مبرر إضافي لزيادة الإحباط لدى المواطنين عموما وليس الشباب فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    اوروبا تسرق في اولادنا عيني عينك و انتوما علقوا و جغبلوا راهي تخلاص الهدرة
    نهار تفيقو تلقاو الحال روطار ....... ما ينفع ندم
    من ترك الحبيبة من اجل الحياة في اوروبا مع عجوز اقول له
    الطريق السد اللي تدي ما ترد ........... اذا كنتو رجالة متولوش
    لا مكان لكم في وطن تركتموه بعد ان اعطاكم كل شيء تقريبا

  • ahmed

    ''سكوت الجامعيين عن اضافة الجديد لانهم يعلمون ان السلطة هي السبب" تكهن لا دليل عليه. الاقرب الى الصواب انهم لا يعلمون شيئا عن الظاهرة مختلفا عما يعلمه الجميع. وهنا كان عليهم طلب الوقت على الاقل ثلاث اشهر كمجموعة بحث تبحث الظاهرة في المختبرالطبيعي, اي النزول الميدان والاحتكاك بالحراقة مباشرة وتطبيق اساليب البحث الصارمة للوصول الى اجابة. غير هذا عبارة عن شعوذة سياسية واعلامية.

  • بلاد العجائز

    والله المسؤلين الصهاينة لا يهمهم ان هاجرو أو ماتو كل الجزائريين بل هذاه هي خطتهم لكي يموتون فوق الكرسي و يخلفونهم أولادهم و بناتهم خطة ماسونية جمة ماذا تنتظر من مسؤل عمره يفوق السبعين و ثمانين
    لكي الله يابلادي

  • تحياتي لي قادة بن عمار

    والله تستاهلو اكثر من هكذا انتم متاواطؤن مع المسؤليين المجريمين الفاسيدين اذا رضيتم بذل فاالذل يرضي بكم لا محال انتم شعب خواف و جبان و مذلول
    الحقيقة تألمهم إحمي نفس ياأخي قادة من الأوباش
    دولة كاالجزائر قارة و شعبها يموت في البحر و الطرقات لا صحة لا تعليم لا ثقافة لا شغل لا لا لا لا ووووو كامثال السودا و الصومال لهم اكثر من اذاعة اش دي و الجزائر الا حد الأن ليس لا إلا إذاعتين من وقت فرنسة بجودة الخمسينيات
    الخطوط الجوية معظم الدول لها أكثر من اربعة و خمسة خطوط الطيران إلا الجزائر لها واحدة و الأغلا في العالم فيقو ياالجزايرين انتم تعيشون في وقت فات عليه الزمن

  • علي لطرش

    تعلعل التسمم الغذائي ذاخل الأفنية الجزائرية
    إن من مجمل المقاربات التي يجب وصفها هي العلة و إن تفشت بين الناس، حتى أصبحت مقاربة حتمية و جدلية في آن واحد، لأن المهاجر هو المهاجر لدينه، من جهاد في سبيل الله خاضه، وليس الهروب من الواقع، فما بالك بسلطة الزنادقة و الدجالين و عبدة النساء و المظهر و عائدة أي يسري مديحة في جلوس جنبا إلى جنب داخل مدرجات ملعب كرة قدم، أو بالأحرى ملعب 20 أوت 1955 م بسكيكدة ، فمن مستوطن سكيكدة الآن حقيقتا، بما أن الشاذلي و قبله بومدين أثرياء معا في تسيير الحكم الراشد ل. ج . ج. د .ش بتأسيس مصنع المحروقات فيها بدل ڨرباز.

  • ahmed

    انا شاب 27 سنة متحصل على البكالوريا بمعدل 17، مهندس محروقات تخصص تنقيب، لحد الآن في بطالة وفقر بسبب سياسة وقوانين التوظيف خاصة المحسوبية في الشركات البترولية، أقنعني بالبقاء في الجزائر يا بدوي

  • ابن الجبل

    اذا كان من تجريم هؤلاء الحراقة الذين غامروا بحياتهم في عر ض البحر ، والذين ذاقت بهم السبل ، فالأولى والأجدر تجريم المسؤولين الذين فشلوا في توفير مناصب شغل لهؤلاء العاطلين ، طيلة عقود من الزمن الذين ملوا من الوعود الكاذبة. ومحاسبة المسؤولين، أين صرفت تلك الأموال الضخمة ، وكيف صرفت ؟ وتفعيل العبارة : من أين لك هذا ، لاسترداد الأموال المنهوبة بغير وجه حق .

  • عبد الله

    دعه يعمل دعه يمر...مقولة لادم سميث ...اتركو الشباب يرحل باتجاه اوروبا من اجل حياة افضل .هذا ما فعله الاروبيون بعد اكتشاف امريكا ونفس الشيء فعله الفاتحون العرب التوجه شمالا من اجل حياة افضل...ربما ينجح فيهم 100/1 او في اجيالهم كلاعبين او رجال اعمال اوفنانين........فينفعوا بلدهم برابطة الدم..