-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحلول معلومة.. الإرادة معلولة!

الحلول معلومة.. الإرادة معلولة!
ح.م

غير صحيح أن مسؤولينا لا يعرفون الحلول الصحيحة، وإن بدا بعضُهم أحيانا ضاحكا على الأذقان لابسا ثوب “المعتوه” أو “النّية” الذي لا يدري ما يحيط به. تأكدت من هذه الإجابة من خلال أكثر من وسيلة كانت آخرها أن سألتُ أحد السابقين “منهم”، وقد بدت لي بعض الخيارات الاقتصادية غريبة: وهل لا يعرف زملاؤك السابقون هذه الحلول؟ هل لا يتوفرون حقا، على الخبراء بالقدر الكافي لكي يُميِّزوا بين القرارات الصائبة والخاطئة؟ قال: بلى، بل إنهم يعرفون الحقيقة أفضل مني ومنك، ويعرفون ما هو صوابٌ وما هو الخطأ في سياساتهم وما ينبغي أن يتخذوه من قرارات، ولكنهم لا يفعلون.. لماذا؟ السؤال الكبير الذي يُطرَح.. لماذا هذا الإصرار على الإبقاء على الوضع القائم وهذا الخوف من التحسين والتطوير؟
وتأتي الإجابة صادمة، لأن المسألة تتعلق بخيارات وممارسات تم اعتمادها منذ عقود من الزمن، وتبين أنها استنفدت قوتها، ومع ذلك مازلنا لم نصل إلى المرحلة التي يأتي فيها من يستطيع الاعتراف بذلك بصدق ويُصدِّقه الناس، قبل أن يعلن عن خيارات جديدة للألفية الجديدة، تفتح الأمل للجميع وتكون في مستوى ما حصل من تبدلات على جميع المستويات، وكل ما بَرز من مشكلات وأزمات جديدة على مختلف الأصعدة، وبالأخص في مستوى تطلعات الغالبية الساحقة من الشباب.
ولذلك، كنتيجة أولى، يستمرُّ العمل بنفس الآليات، وبنفس القواعد الشعبية، وبنفس الشعارات، وبنفس الرموز، التي تتراوح بين زغرودة امرأة تم تزويد بيتها بالغاز الطبيعي بعد طول انتظار، ودعاء رجل بالنصر المبين للجميع بعد تسلمه لمفتاح شقة في الطابق الرابع على زمن خذ المفتاح يا فلاح.
ولذلك، كنتيجة ثانية، نستمر في حالة من الخوف من المستقبل، ومن ضرورة تكيُّفنا مع المحيط الجديد وبناء الجزائر الجديدة حقا.
ولهذه الأسباب جميعا، لم يبق أمامنا سوى باب أمل واحد، أن نتحلى بالإرادة السياسية اللازمة وبالرؤية الواضحة بعيدة المدى لنباشر العمل بالحلول الصحيحة، التي نعلمها جميعا، وفي جميع المجالات.. يكفي أن نحرِّر قرارات الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج في كل المستويات وفي جميع التخصصات مما هو مفروضٌ عليها من قيود، لنتمكن، في ظرف وجيز، من تصحيح مسار بلادنا وتوجيهه الوجهة الصحيحة.
ونحن نمتلك اليوم ورقة رابحة لا يمتلكها غيرُنا للقيام بذلك.. إنه مازال بإمكاننا أن نُحدِث التحسين اللازم في ظل أمن مستتبّ واستقرار أكيد وبالوسائل الديمقراطية، ذلك أن جميع مكوِّنات المجتمع اليوم هي على استعدادٍ لاحتضان حلول وطنية جديدة تكون كافية لإحداث صدمة في اليأس الذي كاد يعمُّ الجميع، حلول لا تتنكر أبدا لخيارات العقود الماضية أو تسعى للانتقام منها، إنما تُثَمِّن مكاسبها ضمن إدراك واضح جديد أن الزمن أصبح لا يقبل سوى بالتكيف والتحسين المستمرين، ليس كل سنة أو كل خمس سنوات، إنما كل دقيقة وكل خمس ثوان، إن لم يكن أقل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!