-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الحراك" يعيد ترتيب المعادلة السياسة ويعزل "الأقلية"

الحوار يفرز حركية في المواقع واصطفاف إيديولوجي!

محمد مسلم
  • 4701
  • 16
الحوار يفرز حركية في المواقع واصطفاف إيديولوجي!
ح.م

كشفت الكيفية التي تعاطت بها مكونات الطبقة السياسية مع الدعوة إلى الحوار التي وجهها رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، عن فريقين، الأول لا يمانع في الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، باعتبارها آلية من الآليات التي يمكن أن تقود إلى اختزال عمر الأزمة، في حين يرفض الفريق الثاني الانخراط في المسعى الانتخابي، بمبررات تبدو غير مقنعة حتى لدى أصحابها.

الفريق الأول يمثل الغالبية المطلقة من الأحزاب والجمعيات، وهي التي اجتمعت بالأمس بالمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان، غرب العاصمة، فيما عرف بـ”منتدى الحوار الوطني”، ممثلة في كل من حركة مجتمع السلم، حركة النهضة، حزب طلائع الحريات الذي يرأسه المترشح السابق للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، حزب الفجر الجديد، حركة البناء الوطني..

أما الفريق الثاني، فيتمثل في الأحزاب المحسوبة على ما يعرف بـ “التيار الديمقراطي”، في صورة كل من حزب جبهة القوى الاشتراكية، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حزب العمال، الذي تقوده لويزة حنون، المسجونة بتهمة التآمر على سلطة الجيش، رفقة كل من السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق ومستشاره الخاص، ومدير دائرة الاستعلامات والأمن السابق، الفريق محمد مدين المدعو توفيق، ومنسق مديرية المصالح الأمنية السابق، اللواء عثمان طرطاق، المدعو بشير.

قاسم مشترك واحد فقط يجمع بين هذين الفريقين، وهو أن الجميع يتبنى مطالب “الحراك الشعبي” المندلع قبل أزيد من أربعة أشهر، بل يحاولون الظهور في ثوب الوسيط بين السلطة والشارع، ما دام أن “الحراك الشعبي”، لم يفوض أحدا لتمثيله.

منتدى حوار المعارضة بمن شارك فيه بالأمس، رسم معالم الخارطة السياسية في المرحلة المقبلة، والتي يمكن أن توضحها بجلاء الانتخابات الرئاسية المؤجلة، مرحلة يرجح أن تشهد حركية وتغييرا في المواقع، واصطفافا على أساس إيديولوجي لبعض الأحزاب التي كانت تتموقع حسب المصلحة واقتسام المنافع، وذلك بعد أن تراجعت فرص التموقع حسب اعتبارات المصلحة..
هذا التطور فرضته التغيرات العميقة التي يشهدها النظام، والتي لم تبدأ، وفق مراقبين، في أعقاب اندلاع “الحراك الشعبي” في الثاني والعشرين من فبراير المنصرم، بل تعود إلى عام 2015، وهي السنة التي تقرر فيها تقليم أظافر الدولة العميقة، التي أفسدت الممارسة السياسية، من خلال خلقها فضاء افتراضي قائم على نظام “الكوطة”، جعل من أحزاب أقزام تتصدر المشهد في الأرقام فقط.

تطورات المشهد الراهن، تدفع إلى ترجيح فرضية عودة عشرية تسعينيات القرن الماضي إلى الواجهة، لكن بمنطق معكوس، فالسلطة الحالية قد تتحالف مع الطبقة السياسية الأكثر تمثيلا، ممثلة في الأحزاب والجمعيات والشخصيات التي تؤمن بالانتخابات كآلية للتغيير، وهي تلك استجابت لدعوة الحوار، لإخراج البلاد من الأزمة بعيدا عن خلق الأزمات وتوظيف العنف لتسوية المشاكل السياسية، على النقيض تماما من السلطة التي حكمت البلاد في تسعينيات القرن الماضي، بقوة الحديد والنار، بعد تحالفها مع أحزاب منبوذة شعبيا، وجمعيات افتراضية لا أثر لها في الواقع إلا في أدراج وزارة الداخلية والجماعات المحلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • Riad

    لا عسل ولا ساصي ولا طبال ولا قايد لا يمين ولا يسار لا ديمقراطي ولا شيوعي الصندوق هو الحل ولي عطالو الشعب مبروك عليه

  • مواطن

    للمعلق 14 : الذين يسمون انفسهم التيار الديمقراطي دمروا الجزائر برفضهم الصندوق 1992 ..
    1- هؤلاء أنقذوا الجزائر من أعداء الحياة وعشاق الموت ومفجروا القنابل ومفخخوا السيارات..والذين أعلنوا الحرب على العقول النيرة من صحافيين ومثقفين وأساتذة ومغنيين ومسرحيين ..
    2- من تدافع عنهم والذين تقول لنا ان الصندوق هو من أفرزهم كانوا ينظمون مسيرات صاخبة بالعاصمة وغيرهامن المدن بشعارات : الديموقراطية كفر - عليها نحيا وعليها نموت - أستعدوا لتغيير لباسكم وعاداتكم... فكيف تمنح لمن يهدد الشعب الجزائري ليل نهار مقاليد الحكم
    3-- لعلمك أن هيتلر أيضا وصل للحكم عن طريق الصندوق لكنه تسبب في جرائم لا يمكن حصرها

  • حراك

    هؤلاء يريدون انقاذ النظام أو ما تبقى منه على الأقل

  • brahim

    إن كنتم تبحثون عن رئيس فهناك رئيس يليق بنا، فقد طور بلاده وجعلها من أقوى البلدان في شتى الميادين
    هو الرئيس أردوغان، لما لا يكون رئيسا لنا
    ففي الرياضة نأتي بمدرب من بلد أخر
    فلما لا نأتي برئيس من دولة أخرى
    فهذا رأيي ولكم التفكير، فلربما أكون خاطئ أويمكن أحدكم أن يطوره أو.....

  • TADAZ TABRAZ

    ومن يتابع المشهد هذه الأيام يتذكر الأسابيع الأولى للاستقلال حيث همش كل النزهاء الذين ساهموا في تحرير البلاد ليحل مكانهم الجبناء الانتهازيين الذين كانوا يراقبون المشهد من بعيد ليقطفوا ثمار سنوات من النضال والمعانات التي لم يكونوا فيها أطرافا بل كانوا متفرجين من بعيد

  • Mohamed

    9A Y EST VOUS AVEZ VENDU EL HIRAK ? DE TOUTE FA9ON TOUT EST CLAIRE SUR VOTRE POSITIONSVOUS AVEZ UNE VISION DICTEE PAR UN AGENDA EXTERIEUR QUI VISE à proteger le systeme actuel; vous

  • قبائلي قح

    البديل الديموقراطي مجموعة احزاب يسارية شيوعية ، جهوية ، اما الفريق الأول(منتدى الحوار الوطني”)
    فهو مجموعة من التشكيلات الإنتهازية التي لا تمثل الا أقلية .

  • MOI

    vous présenter pas le hirak

  • ياسين

    و السؤال المطروح لمصلحة من إطالة عمر الأزمة؟ هل من مصلحة الشعب و الوطن؟ أم لمصلحة أطراف تلعب في الخفاء لتحقيق مآرب أخرى على ظهر الشعب باسم "التحراك عن بعد"؟؟؟ و لعل المحاولات البائسة لتشويه القيادة الحالية للجيش من طرف "أبواق الاستعمار" باتت مكشوفة؟ لأن الجيش لم يقف صفها لقمع الشعب كما حدث سنة 1992 لما اغتيلت الديمقراطية و تم السطو على خيار الشعب؟؟؟

  • المحلل السياسي

    اتفقوا على رجل توافق واعطوه عهدة كاملة

  • جلال

    الفساد لا يتقاعد ويجب إيجاد الآليات والمكانيزمات والحلول للحد من انتشاره وأزمتنا اقتصادية أخلاقية بالأساس والشفافية إذا كانت تكون في الأموال التي هى سبب البلاء كله كيف تصرف وعلى من تصرف ولمن تصرف وفيما تصرف أما الأخلاق فهى محاربة الغش والسرقة والتزوير وأكل أموال الناس بالباطل الى آخره وهذا لا يتأتى الا عن طريق برامج التعليم والتوعية والتثقيف ابتداءا من الصغر وكل هذا يأتي عن طريق المؤسسات المنتخب اعضاؤها ديموقراطيا والمستقلة إداريا وسياسيا عن بعضها البعض تكون لها سلطة فعلية مقوننه ومدستره لا تخضع لأهواء الأشخاص أو الجماعات

  • بوليفه

    لايمكن نجاح المنتدي بمقاطعته من القوي الديموقراطيه الفعاله وكدلك الشخصيات الوطنيه الديموقراطيه امثال بن بيتور زروال كريم ظابوا عسول بوشاشي حمروش حزب الافافاس والارسيدي وحزب العمال وممثلوا الجاليه في الخارج وكل الديموقراطيين الاحرار.عندما يقول مقري ا هده القاعه الكبيره جمعت كل اطياف الجزائريين فهو يقصي بصراحه الدين دكرتهم هده الساسه الخبيثه قد ثار من اجلها الجزائريين لاحق لاحد ان يقصي الاحر الجزائر ملك للجزائريين بدون مزايدات لابد ان يحدث التغيير في العقليات لان جزائر الغد لايحددها البادسيون او الوطنيون ولكن جزائر الديموقراطيه جزائر المناصب بالكفاءات والقانون فوق الجميع استقلال العداله

  • عيساوي

    المشكلة أن التيار الذي يسمى "التيار الديمقراطي" هو لا يؤمن بها أصلا و يريد كأقلية فرض مشروعه على الأغلبية. في الجزائر و منذ الإستقلال هنات تيارين متضادين الأهداف. تيار وطني ذو طابع إسلامي و يمثل الأغلبية و تيار علماني ذو طابع فرنكوفوني يمثل الأقلية.

  • mourad net

    نحن لا نطالب بحوار وطني .ما نطلبه هو إتفاق على تسيير محكم و مراقبة الإنتخابات بطريقة نزيهة ثم الصندوق يتكلم و بعدها الرئيس المنتخب يتحمل مسؤوليته. الشعب يعلم أن هناك لوبيات من مختلف التيارات يعمل كل واحد منه على إنجاح مشروعه. التيار الثاني الذي يدعي نفسه" التيار الديمقراطي" هو أصلا تيار علماني إستأصالي و هو من خرج في 92 ضد الديمقراطية و إختيار الشعب.

  • haddag hamza

    Ce n'est pas un article d'information. C'est une analyse, d’un pseudo spécialiste, pleine d'une idéologie qui va permettre à un régime presque KO de se régénérer

  • mhdfu

    مقال يعبر عن الواقع سواء اجببته ام لا