-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحَجْر شرعا على مقتدى الصدر

الحَجْر شرعا على مقتدى الصدر
ح.م

تقف انتفاضة العراق الشعبية في مواجهة اندفاع مقتدى الصدر نحو احتواء العراق، واعتبار وجوده بديلا عن السلطات الحاكمة في المشهد الوطني المضطرب، رغبة في اختطاف مركز صنع القرار السياسي.

من يقف وراء هذا الاندفاع الذي أباح سفك دماء أبناء الانتفاضة الشعبية؟

تساؤل لم يجب عنه الحاكم الشرعي المسؤول عن أمن الأمة وسلامتها، ولا يخشى افتراضا في الحق لومة لائم .

“المرجع الإسلامي الشيعي الأعلى”، ندد بأعمال العنف والقتل الذي استهدف المنتفضين من قبل أتباع ما يعرف بـ “التيار الصدري”، لكن مقتدى الصدر لم يأخذ بهذا التنديد، مقررا الاستمرار في القمع الذي يسقط العمل بمبادئ حقوق الإنسان، جاعلا من ساحات الاعتصام حمامات دم.

هدد بإسقاط حكومة لم تتشكل بعد، وتصاعد تهديده بتطويق المنطقة الخضراء وجعل العراق جحيما !!

تهديد لا يقره شرع أو دستور، ألزم الرئاسات الثلاث في بغداد الصمت، وغابت بصمتهم أركان الدولة، وأضحت ميليشيات الصدر هي الدولة المتحكمة بسياساتها وأمنها في ظل وضع شاذ أثار الشارع العراقي، فتصاعد غضبه بوتيرة أقوى، موجها شعاراته الساخرة ضد مقتدي الصدر الذي نراه اليوم مدافعا عن مكانة افتقدها .

مراجع دينية في النجف وكربلاء تبرأت منه، واعتبرته شخصا لا يرتقي إلى مستوى علماء الفقه الديني حتى يكون له أتباع، ويطيعوا أمره في تنفيذ أسوأ أعمال العنف التي تستهدف شعبا يطالب بحقه المشروع في وطن يعلو بسيادته بعيدا عن أي هيمنة إقليمية .

 مؤهل معنوي وحيد يحضى به مقتدى الصدر، هو إرث أبيه وعمه باقر الصدر، مؤهل لا يعد شرطا واجبا في اعتلاء منصب حاكم ديني أو دنيوي.

ترعرع في عائلة دينية، ربطت عقلها وفكرها بمرجعيات إيرانية منذ البدء، وتسللت عبرها أذرع فارسية خلقت فتنة طائفية متوارثة، لم تتوان في إثارة صراع أهلي داخل المجتمع الواحد، كانت عونا مفضوحا للاحتلال الأمريكي البغيض في العراق، وعدوا خلفيا متحالفا مع العدوان الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991 الذي أعاد البلاد إلى القرون الوسطى.

علاقة عائلية يحركها مسار تبعي لإيران منذ عهد الشاهنشاه رضا بهلوي الذي دفع جهازه المخابراتي “السافاك” إلى تهيئة الأجواء لعمه محمد باقر الصدر من أجل تأسيس “حزب الدعوة” الطائفي عام 1957، والعمل على شق وحدة صف العراق وإلحاقه بالإمبراطورية الفارسية المزعومة.

توثقت تلك العلاقة بشكل أكبر مع وصول “الخميني”إلى السلطة بسقوط الشاهنشاه، وأعلن محمد باقر الصدر ولاءه المطلق لـ “نظام الجمهورية الإسلامية” فأقدم حزب الدعوة على تنفيذ جملة من العمليات الإرهابية في بغداد ومدن العراق الأخرى استهدفت المؤسسات الحكومية والتجمعات البشرية، ووصلت إلى حد تدمير السفارة العراقية في بيروت.

إرث تبعي جناه مقتدى الصدر، يختبئ بعباءة دينية، لم يمسك بذيلها سوى ثلة من المنتشين بسفك دماء الأبرياء دون وازع أخلاقي أو ديني.

أضحى مقتدي الصدر اليوم وهو القابع في “قم” آخر ورقة يلعبها “الولي الفقيه” قبل إن يحرقها إيذانا بانتهاء صلاحيتها، متسابقا مع دعوات مرجعيات دينية لإصدار حكم الحَجْر الشرعي عليه، وعزل ميليشياته قبل إنزال القصاص العادل بهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدو

    الاخ عبد الرحمن
    المشكله اكبر من مقتدى و دعني اوضح لك
    الانكليز عندما قدموا للعراق في 1914 ادركوا ان التوازن في العراق و بقاءه كدوله لابد ان يتم عبر تسليم رأس هرم السلطه للسنه و الذين بسبب سماحتهم سيقتسمونها مع بقيه المكونات و هكذا حصل فكان الشيعه دائما في مركز القرار بل حتى في عهد صدام حين عين الزبيدي رئيسا للوزارء وهو شيعي و ثلثي كروت المطلوبين للامريكان من قاده العراق في عهد صدام كانوا من الشيعه !
    ادرك الانكليز ان كيان الدوله العراقيه لا يستقر الا هكذا و تسليم رأس السلطه للشيعه يعني تحول العراق البى محافظه ايرانيه بسبب تقديم الشيعي للمذهب على الوطن و هذا ما حصل بعد 2003

  • elarabi ahmed

    ستبقى ايران هي من تعين من يحكم فى كثير من شرق المنطقة العربية لأسباب عديدة يعرفها المؤرخون العجم ويخفونها العرب .ايران دولة لها ماض وحاضر ومستقبل وداكرة جماعية وتاريخ عكس بلدان ساكس بيكو الدى توجد عقود ميلاديها فى باريس ولندن .ولها استراتجية وسياسة واحدة هي حبك المؤامرات والخيانة والغدر في ما بينها..
    ملاحظة أكره ايران الشيعية وأمقتها