الدراسة بدوامين تدفع أطفال التحضيري للنوم والبكاء في الأقسام
-
-
2900
-
4
يقابل تصميم الأولياء على إلحاق فلذات أكبادهم بالتحضيري صعوبات جمة في تعويدهم على الاستيقاظ كل صباح، والالتزام بمواعيد الدوام المحددة بست ساعات يوميا، وإن كانت تشق عليهم الدراسة حاليا والدخول مازال في بدايته والجو معتدل، فحتما سيزداد الأمر صعوبة مع حلول فصل الشتاء.
بكاء، صراخ ورغبة في العودة للمنزل، سيناريو يتكرر كل صباح ومساء عند عتبات المؤسسات التربوية، أطفال صغار في الطور التحضيري يرفضون الدخول للمدرسة ونفسهم تواقة للعب ولحياتهم اليومية، خصوصا وأن ساعات الدراسة طويلة ومتعبة وتحمل الكثير من المشقة لأطفال في عمر الخامسة. وأولياء أمور محتارون هل يرضخون لطلب فلذات أكبادهم فيرجعونهم للبيوت لينعموا باللعب والراحة؟ أم يعودونهم على المدارس واحترام المواقيت الرسمية؟.
تحكي لنا إحدى الأمهات من حسين داي، سجلت ابنتها في التحضيري هذا العام، عن معاناتها اليومية، فطفلتها ترفض الاستيقاظ كل يوم على السابعة صباحا والتوجه للمدرسة، بل تفضل مواصلة النوم حتى التاسعة مثلما تعودت عليه دوما، ولذا لا تتوقف على البكاء طوال فترة تجهيزها وفي طريق الذهاب للمدرسة، والأمر ذاته يتكرر كل مساء فهي تبكي باستمرار لتعودها على القيلولة المسائية، فالتوقيت تراه محدثتنا متعب ومبالغ فيه بالنسبة لأطفال صغار، فالدخول على الساعة الثامنة صباحا والخروج على الحادية عشر صباحا، أمر صعب لأطفال في عمر الخامسة أما بالنسبة للفترة المسائية فحدث ولا حرج فموعد الدخول هو الواحدة والخروج على الثالثة وهو التوقيت المفضل للنوم عند الأطفال.
أما إحدى الأمهات فلم تجد جدوى من إلحاق أطفال التحضيري بالمدارس على الساعة الثامنة صباحا، فهم لا يدرسون وفق برنامج ومناهج معينة بل يتلقون دروسا في الرسم والتربية الأخلاقية فقط، لذا كان من الأفضل حسبها لو كان دخولهم على الساعة التاسعة صباحا حتى يستفيقوا جيدا ويكونوا أكثر جاهزية للدراسة. فابنتها تظل نائمة طوال الوقت في القسم أو تبكي وأصبحت مصدر إزعاج للمعلمة وزملائها في القسم، فبكائها يوترهم ويدفعهم للخوف والبكاء أيضا.
وتوقع أحد أولياء الأمور أن يزداد الأمر صعوبة بالنسبة لهؤلاء الأطفال بحلول فصل الشتاء، وهو الجو المناسب والمفضل للنوم والراحة لدى الصغار، ما سيجعل مهمتهم في إيقاظ فلذات أكبادهم وجلبهم للمؤسسات التربوية مهمة صعبة وشبه مستحيلة.
واقترحت إحدى الأمهات أن يكون الدوام واحدا يبدأ على الساعة التاسعة صباحا وينتهي على الثانية بعد الزوال، مع توفير وجبة الغذاء في مطاعم المدرسة فهذا النوع من الدوام هو المناسب جدا للأطفال الصغار وأولياء أمورهم، بل ويتماشى مع الطور الأول ويخفف من مشقة ساعات الدراسة عليهم.
في حين، تعتقد إحدى المعلمات أن الأقسام التحضيرية تتطلب مجهودا من الأولياء والمعلمين كي يتعودوا على الالتحاق بها يوميا ويلتزمون بذلك، وهي فرصة لتجهيزهم للدراسة في العام المقبل واصفة كل ما يقوله الأولياء بشأن التوقيت مجرد تهويل، فالأطفال في دور الحضانة يستيقظون في ذات الوقت ويغادرونها على الرابعة والنصف وأحيانا السادسة مساء، ويحظى الأطفال في الأقسام التحضيرية خلال الفترة المسائية بساعة قيلولة ليريحوا أجسادهم.
أحمد خالد: الأولياء يبالغون في شكاواهم وكل واحد يرغب في توقيت يناسبه
من جهته، أوضح رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن التعليم في الأقسام التحضيري ليس إجباريا فعلى الأولياء مراعاة رغبة أبنائهم، فلو كانوا يودون الالتحاق بها فليكن لهم ذلك أما إذا كانوا يفضلون اللعب والنوم فليتركوهم.
وأوضح المتحدث بأن الأقسام التحضيرية هي مجرد تجربة أطلقتها الوزارة حتى تعرف مدى مساهمتها في تجهيز التلاميذ للتعلم وزيادة فرص نجاحهم في شهادة البكالوريا، غير أنه ولحد الساعة لا توجد أي دراسة أو تحليل أو استشراف على هذه الأقسام، ولم تعلن الوزارة أي نتائج بخصوصها سواء كانت إيجابية أو سلبية.
واعترف رئيس جمعية أولياء التلاميذ بتخبط القطاع سنة 2018 في مشاكل عديدة منها الاكتظاظ وغياب الأوعية العقارية لتوسيع المؤسسات التربوية، ناهيك عن وضعها تحت إشراف البلديات مع أن هذه الأخيرة عاجزة عن تسيير شؤونها الداخلية فما بالك بالمؤسسات التربوية، ليزيد أولياء التلاميذ الراغبين في تسجيل أبنائهم في التحضيري الطين بلة بمطالباتهم في كل مرة بتوقيت خاص يتماشى مع رغباتهم وهو أمر مستحيل
