الدوري الجزائري غارق في الاستيراد وعاجز عن تصدير النجوم إلى أوروبا
أجمع الكثير من المتتبعين للشأن الكروي الجزائري، على عجز البطولة الوطنية عن تصدير العناصر المحلية إلى أوروبا، سواء من حيث الكم أو النوع، بدليل اقتصار قائمة المحترفين إلى ما وراء البحار على كل من هداف اتحاد الجزائر أسامة درفلو الذي اختار الدوري الهولندي، وهداف اتحاد البليدة سامي فريوي الذي حول الوجهة نحو الدولي اليوناني، في الوقت الذي تعاقد المدافع نعماني مع نادي الفتح السعودي.
لا يزال الدوري الجزائري غارقا في سوق التحويلات التي تعرف استهلاك أموال كبيرة على حساب المردود الفني، وعلاوة على التنقلات الموسمية للاعبين المحليين بين مختلف الأندية، فإن عملية استيراد اللاعبين المغتربين وحتى الأفارقة لا تزال متواصلة، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول معايير الانتدابات القائمة، خاصة أن أغلب الأندية تعاني من مشكل المديونية، فضلا عن تسخير الأموال العمومية في الاستقدامات، في وقت كان يفترض على الأندية المحترفة أن تضمن مصادر تمويل مستقلة وفق ميزانية مضبوطة واستراتيجية محددة.
ومن الجوانب التي تعكس فقر البطولة الوطنية، هو العدد القليل للاعبين الذين اختاروا اللعب خارج الوطن مع انتهاء الموسم المنقضي، لاعبون لا يتعدى عددهم أصبع اليد الواحدة، ويتعلق الأمر بلاعب اتحاد الجزائر أسامة درفلو الذي مكنه تألقه مع أبناء سوسطارة من إبرام عقد احترافي يدوم 4 سنوات مع نادي فيتيس أرنهيم الهولندي، والكلام ينطبق على هداف اتحاد البليدة سامي فريوي الذي التحق بنادي لاريسيا الناشط في الدرجة الأولى من الدوري اليوناني إضافة إلى عبد اللاوي من اتحاد العاصمة الذي اختار سويسرا وجهة له، وعلى صعيد الاحتراف، نسجل التحاق مدافع شباب بلوزداد نعماني بصفوف نادي الفتح السعودي، ليكون بذلك إلى جانب مواطنه شنيحي.
المونديال لم يخدم المحليين وأغلب الصفقات ناجمة عن جهود شخصية
وتعكس المعطيات الأخيرة لواقع البطولة الوطنية المحترفة العدد القليل من اللاعبين الذين افتكوا عقودا احترافية في أوروبا على الخصوص، حدث ذلك رغم حضور الكرة الجزائرية في مونديالين متتاليين، وذلك في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا وفي مونديال البرازيل 2014، والأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات هو المستوى الحقيقي للاعب المحلي، ومدى قدرته في فرض نفسه خارج الوطن، خاصة في ظل اللجوء إلى سياسة انتداب لاعبين مغتربين لتسيير دواليب تشكيلة “الخضر”.
وفي هذا الجانب، عرفت السنوات الأخيرة تألق بعض الأسماء التي تصنف في خانة الشجرة التي تغطي الغابة، في صورة المهاجم إسلام سليماني الذي يتواجد في أوروبا منذ عدة سنوات، ما جعله يفرض نفسه، آخرها الموسم المنصرم حين لعب إلى جانب محرز في نادي ليستر سيتي الإنجليزي، والكلام ينطبق على اللاعب السابق لجمعية الشلف سوداني الذي عمر طويلا في الدوري الكرواتي، في الوقت الذي ترك المدافع حليش بصمته هو الآخر في البرتغال وبطولات أخرى، كما كان مونديال 2014 فأل خير على المدافع بلكلام، بدليل احترافه في الدوري التركي، وقبل ذلك عرف الإخوة زرابي كيف يلتحقون بركب الدوريات الأوروبية، وغيرها من الأسماء التي عرفت كيف تبرز في هذا الجانب، يحدث هذا بفضل جهود أغلبها شخصية وعلى سبيل الوساطة، وهو ما يؤكد بأن صيت اللاعب الجزائري لا يزال بعيدا عن الساحة الكروية الأوروبية، وهذا بصرف النظر عن البروز اللافت لعناصر ممتازة صنعت الحدث منذ الثمانينيات.
ماجر نجم النجوم.. صايب وصايفي وسليماني أبرز المتألقين في أوروبا
وفي الوقت الذي يؤكد الكثير على مرض الكرة الجزائرية الذي حرم مواهب كثيرة كانت قادرة على التألق في أكبر وأعلى البطولات الأوربية والعالمية، إلا أن ذلك لا يمنع بروز عديد الأسماء التي تركت أثرا طيبا في الدوري الفرنسي على الخصوص وبطولات أخرى، من ذلك اللاعب صايب الذي تنقل نحو أوكسير مطلع التسعينيات من بوابة شبيبة القبائل، ليلتحق به لاعب مولودية وهران سابقا عبد الحفيظ تاسفاوت الذي اختار نفس النادي، كما صنع اللاعب رفيق صايفي الحدث هو الآخر مع نهاية التسعينيات بألوان نادي تروا، وهذا موازاة مع مساهمته في تتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة عام 1998، كما تحتفظ البطولات الأوروبية والفرنسية بأسماء للاعبين جزائريين نشطوا فيها لعدة مواسم، في صورة عجالي وغازي وزرابي وحليش وبزاز، وصولا إلى سوداني وسليماني وحليش وبلكلام وزين الدين فرحات وغيرهم، وهذا دون نسيان جيل الثمانينيات الذي فرض نفسه هو الآخر، في صورة دحلب وعصاد وماجر ومدان وغيرها من الأسماء التي تعد من ثمار البطولة الوطنية.