-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدّولة التي نريد: الرّئيسُ القادم والمشروع النّوفبري المأمول

أبو جرة سلطاني
  • 2488
  • 25
الدّولة التي نريد: الرّئيسُ القادم والمشروع النّوفبري المأمول
ح.م

مضى نصف قرن وسبعُ سنين على شعب انتصر على المحتل بكلفة ثقيلة، وعانى القهر والاستبداد 132 عاما، وقدم من خيرة شبابه ملايين الشّهداء.. وكان بارعا في صناعة التّاريخ وقهر الأعادي، ولكنّه أخفق في إقامة “الدّولة الحُلم” التي أصدر الأحرار شهادةَ ميلادها ليلة الفاتح من نوفمبر 54 بتوقيع ثوريّ أشهد العالم على أنه عقد العزم على أن تحيا الجزائر، وحدّد ملامح الدّولة في الهدف الثّاني من بيان أوّل نوفمبر، بعد الاستقلال: “إقامة دولة جزائريّة ديمقراطيّة ذات سيّادة في إطار المبادئ الإسلاميّة”.

لم تعد مسألة الهويّة في الجزائر مطروحة للنّقاش، إنّما الصّراع ناشبٌ حول “مشروع مجتمع”، مع أنّ الشّعب قد حسم خيّاره، وثبّت أركانه، ووضع معالمه على طريق التّنفيذ، وذكّر به في أكثر من محطّة تاريخيّة، ولكنّ “الأقليّات النّافذة” نجحت في تأجيل المشروع الباديسيّ النّوفمبري منذ مؤتمر الصّومام إلى اليوم، واستطاعت  تمرير أقساط مهمّة من مشاريع هجينة لم تحظَ برضا الشّعب، ولم تحقّق قطيعة مع الماضي، ولم تكسب معركة الشّارع على مدار سبع وخمسين سنة، هي كلّ عمر دولة الاستقلال؛ ومازالت تقاوم وتخطّط وتنتظر فرصتها للانقضاض على ما تبقى من مشروع الدّولة. وإذا أردنا تقييم مسار الدّولة الوطنيّة الفتيّة في كلمات موجزة، هي رؤوس أقلام مسيرة طويلة من التجارب المتعثّرة، اختزلناها في أربع جمل مفيدة.

ـ  الثّورة العظيمة بتضحيّاتها ولدت دولة صغيرة بأنانيّات بعض الذين أبدعوا في التّحرير وأخفقوا في التّعمير.

ـ الوفاء للشّهداء لم يكن كاملا، والتردّد في حسم “مشروع مجتمع” أهدر كثيرا من الفرص.

ـ تباطؤُ جيل الثّورة في تسليم المشعل أطفأ جذوته في صدور جيل الاستقلال، بعد مرور نصف قرن من الانتظار والترقّب.

ـ أذُن النّظام صماء عن سماع صرخات الشّعب، لذلك أخفق صنّاع القرار في قراءة الرّسائل التي كان يبعث بها إليهم، منذ انتفاضة أكتوبر 88.

ما يمكن استخلاصه من هذا المسار النّضالي الطويل، هو أنّ معركة الهويّة قد تمّ حسمها بإرادة شعبيّة واسعة، وقطعت الأغلبيّة الرّافضة أحلام الأقليّة النّافذة في العودة إلى قرْع طبول العدوّ الخارجي، كلما نادى الشّعب بحقّه في تجسيد حلم الباديسيّة النّوفبرية التي كان لها الفضل في خضْد شوكة استعمار استيطاني أعماه غروره فألْحَق دولة بحجم قارّة بأطماع سمّاها “الجزائر الفرنسيّة”، ولما قاد ابن باديس (رحمه الله) الوفدَ الجزائري للتفاوض مع المستدمر سنة 1936، في مسمّى المؤتمر الإسلامي عاد خالي الوفاض، ولكنّه ازداد قناعة بأنّ المعركة ضدّ المحتلّ تكتسي طابعا ثقافيّا ذا بعد لغوي حضاري، فرسّم ثلاثيّته الذّهبيّة.

ـ الإسلام ديننا.

ـ العربيّة لغتنا.

ـ الجزائر وطننا.

وحتّى لا يرتاب دعيّ في أصالة هذا الشّعب، وعمقه الأمازيغي العربي الإسلامي، نظّم رائد النّهضة الوطنيّة نشيده الشّهير: “شعب الجزائر مسلم..”، ليضع حدود الهويّة بين الجزائريين والمستعمرين الذين كانوا يفخرون بأجدادهم “الغال”. ولم يكن نشيده يخاطب يعْربَ ولا مازيغ، لأنّ المعركة كانت يومذاك ضدّ غاصب محتل، ولم يكن لها أيّ بُعد وطني؛ فقد كان الشّعب كلّه يتطلّع إلى الحريّة والكرامة. فلما تعاقدت خناصر أبناء الجزائر على تحريرها دفعوا الثّمن المستحقّ واسترجعوا السّيادة والكرامة والوطن والرّاية.

بيْد أنهم وجدوا أنفسهم غرباء في وطنهم، واكتشفوا أنّ خروج فرنسا من أرضهم كان استبدالاً لوجه “فرانسوا” بوجه عبد الله، واستخلاف مكتب موريس بمكتب أحمد، وتعويض اسم “ماري” باسم مريم.. بينما الاستقلال فكر، ولغة، وانتماء، وحريّة، وسيادة، وإدارة، وتعبير عن “أشواق وطنيّة” خالصة لا صلة لها بمستعمر الأمس، ولا بلغته، ولا بنمط حياته، ولا بالوصاية التي جعلت الجراد يغادر حقولنا ويفقص بيضُه في عقولنا. فلا يكون الاستقلال تامّا إلاّ إذا أحسّ الشّعب أنه سيّد قراره على أرضه وممتلكاته وسياسته واقتصاده وثقافته ومنظومته التّربويّة..

سيقول بعض المستعجلين للحلّ: لا أحدَ بقيّ اليوم جاهلا بالتاريخ ولا عاجزًا عن تشخيص الواقع. فليس يغيب عن ذهن أيّ متابع لما جرى في وطننا منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، بأنّ المشروع النّوفيري الباديسيّ قد سُرق منّا في أكثر من منعطف، ولكنْ: أين الخلل؟ وما هو الحل؟ أو كيف نسقط تجارب الماضي على حركة الحاضر؟ وما هي الاحتياطات الواجب اتّخاذها حتّى لا يتكرّر الخطأ للمرّة السّبعين، ونكتشف أنّ الثّورة التي فجّرها الأحرار قطف ثمرَتها السّفلة؟

إذا قرأنا أسباب إخفاقات الماضي ورددنا فروعها إلى أصولها وجدناها ثلاثة أسباب جوهريّة.

ـ قدْرة التّيار الوطني الإسلامي على تقْويض الموجود، وعجزه عن إيجاد المفقود.

ـ قدرة هذا التّيار العجيبة على تحديد خصومه في الدّاخل ومعرفة أعدائه في الخارج، وجهْله المريب بأصدقائه في الدّاخل والخارج.

ـ هو تيار واسع ومتجذّر ومنتشر.. لكنْ ليس له رأس، ولذلك يزحف بكتلة قوامها بضعة ملايين، فيزيل كلّ المشاريع  المطروحة، ولكنّه لا يقدّم بديلا يرابط معه على تجسيد مشروعه الباديسي النّوفمبري.

والسّؤال التّاريخي الذي يجب أن يُطرح بشجاعة، ويُجاب عنه بجرأة هو: إذا كان الحراك قد وفّر فرصة تاريخيّة لبناء جزائر جديدة؛ فما هي مواصفات الرّئيس الذي سيتولّى تنظيم هذا التّيار وتعبئته وتوجيهه لكسب رهان المستقبل بقاعدة وطنيّة واسعة تعينه على تجسيد المشروع الذي تأخّر نصف قرن؟

الجواب بجرأة: لقد ضيّع هذا التيّار على نفسه فرصة ترشيح شخصيّة تجسّد حلْمه في بناء جزائر جديدة، وترك قدَره للظّروف تفرز من بين الرّاغبين في الترشّح فارسًا بحجم الجزائر، وبتطلّعات شبابها، وتحديّات حاضرها، وانتظارات مستقبل أجيالها.. وبعد الفرز سيجد هذا التيار نفسه مخيّرًا بين أمريْن: إما أن يختار من بين الوجوه “وجها” أقرب إلى أشواقه. أو يُختار له إذا قرّر الغياب عن المشهد. فإدارة الظّهر للواقع لا يغيّر حاله، فالطّبيعة لا تقبل الفراغ. ومادام  واجب الوقت أئلاً إلى الخيار الأوّل، فلابدّ أن تتوفّر في رجل المرحلة الحسّاسة ثلاث شروط لا تسامح فيها ولا تنازل ولا تساهل.

ـ قوّة شخصّيّة لا تلتوي ولا تتلوّن ولا ترمي المنشفة في منتصف الطّريق.

ـ خبْرة بمفاصل الدّولة العميقة وبأساليب عملها؛ فقد تبدّل الأفعى جلدها لتتماهَى مع ألوان البيئة الجديدة.

ـ الجمع بين المهارة السيّاسيّة، والخطاب الواثق، والقدرة الاقتصاديّة، فمعركة الجبهة الاجتماعيّة على الأبواب، والمديونيّة ليست حلاّ.

باختصار مفيد: المرشّح الذي لم يستوعب جيّدا دروس الماضي، ولم يقرأ المشهد الوطني قراءة صحيحة، لا يصلح أن يكون رئيس بلديّة، ناهيك عن تطلّعه للجلوس على عرش أسقط الحراك كثيرًا ممّن كانت أحلامهم قابَ قوسيْن أو أدنى من التربّع عليه. وإنّ غدًا لناظره قريب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
25
  • Ali Belaid sidi ghiled

    أنت مع الرابح و لم يهمك لا الوطن و الشعب. عشرون سنة و أنت تطبل لفاسد بوتفليقة و اليوم. أنت مع التغير و مع الحراك؟ إن لم تستحي يا سلطاني فصنع ما شئت.

  • نورالدين

    اعتقد ان كلامك غير منسجم مع الخيار الذي رسمته لنفسك...لقد بعت نفسك للنظام وافسدك كما افسدت حركة كانت بديلا ...احرقت كل شيء ...ستحاسب في الدنيا قبل الاخرة...

  • عبد الوهاب بوزحزح

    قرأت المقال بتمعن واستنسخته واحتفظت به في ملفاتي ثم اطلعت على التعليقات وتعليقي هو لو أن المعلقين هم النموذج الغالب في الشعب فإني أقول لا يليق بهم إلاّ هتلر .. أيها الأنقياء، إذ حكمتم على الرجال بالاختلاط .. أيها الأتقياء، إذ حكمتم على الرجال بالفجور، أيها الأطهار، إذاحكمتم على الرجال نجس .. قولوا خيرا أو اصمتوا ..

  • mehdi

    ما كان هذا النظام أن يعمر طويلا لو لم يجد من يسيرون في فلكه من أمثالك يا أبا جرة.
    نوفمبر صنعوه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
    لم يلهيهم لا مال و لا بنين.
    و لن يصلح حالنا إلا الإخلاص للشعب و الوطن كما فعلوا الشهداء الأبرار.

  • Vhgc

    يا ابا جرة ارحل احتفي اذهب جاءك الحراك بما فيه كل من له صلة ببوتفليقة يجب ان يزول

  • تعليق 16

    الشخص ان لم تكن له اخلاق يحترمها فإن افكاره مردودة عليه والعلم النافع هو ماتبعه العمل
    وصاحبك خان مبادئه التي طالما صرخ بها قبل الاستوزار .واصبح طرفا مع العصابة ضد الشعب
    وبالتالي فهو ليس عدلا فشهادته وكذا افكاره مردودة وغير مقبولة
    وينطبق عليه الحديث الشريف (ان لم تستح فاصنع ماشئت)
    واقرأ ماذا قال الرسول عليه السلام عن ذي الوجهين واللسانين

  • غريب مضطر

    "بيْد أنهم وجدوا أنفسهم غرباء في وطنهم، واكتشفوا أنّ خروج فرنسا من أرضهم كان استبدالاً لوجه “فرانسوا” بوجه بوقرة، واستخلاف مكتب موريس بمكتب بوقرة سلطاني، واكتشفت أيضا أن العمل مع نظام عميل وفاسد والسرقة معه والتملق والتزلف له من الأمور الجائزة، أذهب إلى الجحيم أيها اللعين فلسنا في حاجة إلى كتاباتك

  • مامون

    جزائري قال كلمته هذا رأي ونحترمه ونقدره ونتعامل معه بعقلانية لا ذاتية .

  • حليم حيران

    لو كان النفاق رجلا لقتلته

  • محمد

    لمن تقرأ زابورك يا داوود . والدليل التعليقات التي ركزت على الشخص وتركت الفكرة .
    لك الله يا جزائر .

  • moha

    انت اصلا لا تؤمن ان هذا الشعب قادر على التغيير ولذلك دائما تريد التفلسف حول الفتات الذي تلقيه السلطة! الشعب صمم انه بركات ولا رجوع ولا يقبل البريكولاج والحلول الترقيعية والمخادعة تاع السلطة. الشعب يريد ان يصنع طريقه للتحرر ولا يمشي في خطة الخداع تاع السلطة. انصحك ان تكتب هذا الرد في ورقة وتخلطها مع الماء واشربها بلاك تبرى باذن الله.

  • كمال

    مازال وجهك صحيح، الدولة الاسلاموية المنافقة المتاجرة بالدين وبالثوابت

  • HOCINE HECHAICHI

    سي علي بن فليس
    سياسي وطني مخلص ورجل دولة من الطراز الأول وشخص نزيه ،محترم من أغلبية الشعب ولديه برنامج متكامل كفيل بأن يخرجنا من التخلف الاقتصادي المزمن.
    عارض بوتفليقة عندما كان هذا في أوج عظمته و عندما كان الجميع يصفقون له بل كادوا أن يؤلهونه . فلو سرنا معه في "حر اكه" في 2003 لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
    أراه ,مع خبير تكنوقراطي كرئيس للحكومة، بوتين ومدفيدف الجزائر.

  • كريم

    ان لم تستحي فاصنع ما شئت

  • ___/

    لم أقرأ ولو حرف واحد مما تكتب عليك أن تذهب بدون رجعة

  • عبد الله...

    اترك الشعب يا ابا قرة يقرر مايراه مناسبا مدخالاتك بائسة لاتفيد في شيء الشعب لايريد منك نصحا ولا رايا ....انت من الفاسدين سياسيا واقتصاديا واخلاقيا ...ابناء الشعب يستطعون الوصول بالجزائر الى بر الامان....كفى كفى كفى من اطلالاتك البائسة .

  • ابن الجزائر العميقة

    هناك أشخاص لهم قدرة عجيبة على التلون ...لأنهم ببساطة لا لون لهم !

  • HOCINE HECHAICHI

    يا للنفاق والتزلف والتملق بل يا للوقاحة و ... . لو أستمع لك في حمس لما انسحبت من التحالف الرئاسي المؤيد لبوتفليقة و لما أصبح هذا الحزب في صفوف المعارضة.
    أبمثل هذا "السياسي" ستنشأ الجمهورية الجزائرية الجديدة ؟ عد إلى الكتابة عن الجن أحسن لك

  • أي جرأة؟

    ورقتكم كشفت والحق بان!
    دعوا "الشروق" مشرقا والتزموا الصمت فهوأفضل لكم و له.

  • عامر

    أنت و أمثالك تدعون معرفة السماء والأرض و تنظرون في الماضي والحاضر والمستقبل مع أن الزمن أكل عليكم و بال والجنة التي ستدخلها أنت لم يعد يرغب في دخولها أحد..فلكم دينكم و للجزائريون الأحرار دينهم.

  • عبدالله المهاجر.

    لا ادري بعد سلال من تريد أن تؤيد الآن؟
    لماذا هذا الهجوم على التيار الوطني الاسلامي و انت تشارك في تحطيمه؟
    اعلم انك كلما تخرج على الإعلام أو تكتب تكون سببا في مشاكل لحسم من جديد.
    كثر شاكوك و قل شاكروك...بارك الله فيك اسكت سنة.

  • نصيحة غالية

    انصحك بزيارة طبيب نفساني لعلاج حالتك فأنت تتكلم بلسانين او بالاحرى قل ان ماتقوله شئ وماتفعله شئ اخر...وصدقني يابوجرة لو كتبت الف رسالة فلن تجد من يصدقك او يتقبلك لأنك خنت مبادءك التي قدمت بها نفسك للشعب اول مرة ..ووقفت مع العصابة وزيرا ومستشارا ووزير دولة ولم يتوقف احتكاكك بها واستفادتك منها والآن تريد ان تعلم الشعب كيف يختار دولته واقسم غير حانث بأنك لو امرت الناس بان يقولوا لااله الا الله فلن يقولوها ليس رفضا لها ولكن رفضا لك ونكاية بك ..واذا لم تعمل بنصيحتي الاولى فاني انصحك بثانية وهي ان تعترف امام الملأ بخطئك وتعلن توبتك مع تحمل تبعات ذلك ..لعل وعسى

  • صالح بوقدير

    اخفاقات الماضي كانت نتيجة التمويه فهناك من لبس لباس الوطنية وهو عدوها وهناك من لبس لباس الاسلام والاسلام بريء منه وهناك من تقمص الامازيغية تارة اوالحداثة تارةأخرى وهولاينتمي إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء واليوم سقط القناع عن القناع فلا مفر من إعادة الامانة إلى صاحبها ولن يخدع الشعب مرة أخرى

  • alilao

    باختصار أنت من مؤييدي تبون. قلها بصراحة ودعنا من اللف والدوران.

  • ابوعمر

    أنتم أخذتم كل ما أردتموه ..لقد أخذتم العقار والطين والمال وكل أرزاق الشعب....لقد أخذتم الغالي والنفيس وحتى اللي مايسواش...فهلا رحلتم عن الشعب وتركتموه في أرضه ورزقه يقرر مستقبله ومستقبل أبناءه....لقد دمرتم البلد أكثر ممادمرته فرنسا ...مالم تقدر عليه فرنسا ..دمرتموه أنتم في ظرف قياسي ....ارحلوا عن صدر الشعب وابتعدوا عنه وأتركوه يقف من جديد في نوفمبر جديد ودماء شعبية جزائرية جديدة وثورة جديدة لا غلو فيها ولا نفاق ولا مخلفات الاستعمار ولا أبواقه ولا المشبوهين الذين فاقوا الرعاع رعونتهم