-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شهادات صادمة عن الثورة أوردها وثائقي "إحلال السلام في الجزائر" لأندري غازو

الرائد عز الدين: إنسانية “دولابولديار” كانت تؤلمنا وهو أخطر من بيجار!

حسان مرابط
  • 2045
  • 3
الرائد عز الدين: إنسانية “دولابولديار” كانت تؤلمنا وهو أخطر من بيجار!
ح.م
أندري غازو خلال المهرجان

أثار مقتطف من وثائقي للمخرج الفرنسي أندري غازو “إحلال السلام في الجزائر سياسة الكذب” جدلا، عقب عرضه الأربعاء ـ على هامش ندوة نشطها غازو بقاعة “فرانس فانون” في إطار فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم) للحديث عن فيلمه وعلاقته بالجزائر ومساندتها لها.
الوثائقي “إحلال السلام في الجزائر”، (أنتج سنة 2002) عرض مقتطف من جزئه الثاني (سياسة الكذب) وسط حضور لمهتمين في التاريخ وإعلاميين، لكن رافقه جدل ومعارضة لما ورد في بعض العمل الذي يعود للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية ومارس حربا نفسية وإعلامية على الجزائريين.
العمل الذي يندد فيه المخرج أندري غازو بالتعذيب الذي مارسه الجيش الاستعماري الفرنسي على الجزائريين، يستعرض أيضا كيف استعملت فرنسا القضاء والأجهزة العسكرية للضغط على كل من يساند القضية الجزائرية في حرب نفسية رفضها الجنرال جاك باري دو بولاديار، والذي قدم استقالته من الجيش الفرنسي أنذاك.
الجدل الذي بدأ عقب النقاش تعلق بتصريحات أوردها الوثائقي لشخصيات جزائرية وفرنسية عايشت الثورة منها شهادات لياسف سعدي والرائد عزالدين، والتي شكلت صدمة للحضور الذي عبر عن رفضه لها.
وخلافا للشهادات التي قيلت حول الثورة وصور ومشاهد التعذيب التي قام بها الاستعمار الفرنسي، كانت تصريحات ياسف سعدي والرائد عز الدين صادمة حسب بعض الحضور.
وفي شهادته قال الرائد عز الدين حول الجنرال دولابولاديار الذي عارض سياسة العنف إبان الثورة التحريرية: “نظرنا في ذلك الوقت، على أنّه أخطر من الجنرالات بيجار، ماسوي، ليزارغو، لي غودار وغيرهم، لأنّ الآخرين عزّزوا قدراتنا، بالقمع وعززوا قدرات جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني”.
وأضاف الكومندو عز الدين: “الجنرال لابولاديار عن طريق ذكائه وإنسانيته وقيمه التي اكتسبها من الجيش الفرنسي حول رفض التعذيب، كان يؤلمنا وبالتالي كان خطرا كبيرا علينا”.
وفي الوثائقي تيللون مسؤولة المهمات بالجيش الفرنسي إبّان الثورة: “بكل إحساس قال لي ياسف سعدي نحن لسنا مجرمين”. وأضافت: “بكل ألم وحسرة وبقساوة قلت له: لا، أنتم مجرمون وهنا صُدم”. فردّ ياسف سعدي: “وهنا، كيف أجبتها.. نحن مجرمون، على الرغم من أنفسنا، نحن قتلة وعندما نضع قنبلة، وعندما يكون هناك من يده مبتوره، نحن مصنفون أو متأهلون آليا لقتلة، ورغبتنا في الاستقلال والحرية تدفعنا لاستعمال أي شيء وذلك لنقول للفرنسيين كفانا دعونا وشأننا نعيش في سلام.. نقاوم من أجل استقلالنا”.
وتقول جيرمان تيللون عن تفجير المقهى وتفجير القصبة التي أمر بها (ياسف سعدي) بنفسه، قال سعدي: “بكيت في كازينو الكورنيش (العاصمة)، أعطيكم كلمة شرف، الدموع انهمرت عندما نظرت إلى ياسف، قلت لياسف انظر ماذا فعلت، هل أقبل أن تكون ابنتي مبتورة، أبدا لا، قمنا بها ضد الأخر، بكيت، وقلت لن أضع القنابل مرة أخرى، كرهت نفسي”.
وخلال جلسة النقاش لقيت هذه الشهادات معارضة ورفضا حادا من طرف الحضور، منهم من كان شاهدا على الثورة، وبخصوص شهادة الرائد عز الدين حول دولابولديار، قال بعض المتدخلين أن هذه الشخصية دعمت الثورة من منطلق كونها شخصية مثقفة وإنسانية ولم تكن خطيرة كما ذكر الرائد عز الدين. أمّا بخصوص ما قاله ياسف سعدي فاعتبر البعض أنّ فرنسا هي من مارست القتل ضد المدنيين والعزل والأبرياء.
ويشار أنّه في بقية الوثائقي وهو متوفر على الانترنت ولم يتم بثه خلال ندوة أوندري غازو، يروي الرائد عز الدين في شهادته قائلا: “كانت هناك قرى (مداشر) تقع على حواف طرق معبدة، وأمام ثكنة فرنسية، سكانها كانوا يقولون في الصباح صباح الخير للفرنسيين، وأحيانا عندما يمرون يقولون لنا مساء الخير، أي كانت علاقتها جيدة معنا نحن الاثنين..”.
وأضاف المتحدث: “من أجل جلب الوصال مرة أخرى، كنا نبحث أين نقوم بعملية عسكري حتى يأتي قمع على هذه “الدشرة”؟”.
واستطرد قائلا: “أحيانا قمنا بعمليات بمحاذاة القرى (الدشرة)، كنّا نقضي الليل هناك، وفي الغد، بعد أن نقوم بالعملية، نعود لتلك الدشرة، ونطلب منهم أن يسقونا ماء، وكل هذا يتم عن بعد مئات الأمتار عن الثكنة، وبعد نهاية العملية يتم قمع هذه الدشرة، وحتى أنّ هناك من الناس من لا يعلم بأنّ الجيش الفرنسي قادم إليهم وماذا سينتظرهم”.
وتابع قوله: “وذلك بمعنى أنّنا ندفع العدو بالقيام بالقمع كما نريد نحن أو المكان الذي نريده؟”، لأنّ هؤلاء الساكنة ليسوا مندمجين بصورة كاملة، وأين نرى الساكنة مندمجين كليا (معنا) كنّا نحميهم ونعلمهم بتحركات الجيش الفرنسي؟.
وفي ردّه على سؤال خاص بهذه النقطة حول أن الرهان هو كسب الشعب، ردّ الرائد عزالدين: “نعم، من يملك الشعب سينتصر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ali

    مع كل الاحترام لسنين الجهاد لعز الدين و ياسف سعدي ، أعتقد أن هذان الشخصين قد نسيا العهد الذي عاهدوا بيه الشهداء.

  • جزائري حر

    كي فرنسا كي العبر والعرب كلكم مجرمون دلك لان واحد في دارو مع عائلته (ولادو ومرتو) وأنتم تجيو بكل برودة دم تخرجوه من دارو وتقتلو ولادو. ما تناقشونه اليوم فاقد للمصداقية بل يعريكم كلكم واما البكاء على الاطلال فهو من صفات العجوز الشمطاء حتى نبعد عنها العين الحسود.

  • حليم حيران

    مازلتوا عايشين في الماضي ؟ بركانا من الكلام الذي لا فاءدة منه،طوروا اقثصادكم ،ارفعوا دخل الفرد الجزاءري و مستوى المعيشة