-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عاملات تحت طائلة التهديد

الراتب أو ترك العمل الراتب أو الطلاق

نسيبة علال
  • 4103
  • 4
الراتب أو ترك العمل الراتب أو الطلاق
بريشة: فاتح بارة

تتوجه غالبية النساء إلى سوق العمل من أجل إثبات ذواتهن، أو لحاجة مادية تقتضيه، فيحققن نجاحات مشهودة، سواء على مستوى الإنتاج الفكري أم المادي، ومكانة اجتماعية وربما ثروة، فيما هناك فئة من السيدات العاملات، يجدن الكثير من العراقيل والعقبات في طريق تحقيق كل هذا، أهمها وأبشعها، ضغوط الأسرة والمحيط، والطمع في مرتبها الشهري، ما يضعها أمام خيارات صعبة…..

والدي قتل طموحاتي

من المفترض أن الأولياء هم أكثر الأشخاص الذين ينشغلون بمستقبل بناتهم، وهذا ما يفسر الاهتمام الكبير بإعطائهن تربية سليمة والحرص الشديد على إمدادهن بالتعليم وتشجيعهن على الاجتهاد ونيل الشهادات، غير أن بعض الأولياء هدفهم من كل هذا هو الاستثمار في جهود أبنائهم وبناتهم، وأن يجنوا ثمارا ملموسة من تعبهم طوال سنوات.. وهو ما حدث مع مروة، طبيبة أسنان، تخرجت سنة 2014 من كلية الطب بجامعة البليدة، تقول: “كل هم أبي أن نكون الأوائل في الدفعة، وبالفعل، درست أنا وأخواتي البنات وتخرجنا بمعدلات ممتازة مكنتنا من افتكاك مناصب عمل مرموقة سريعا..”، مشكلة مروة، أنها في كل مرة تسحب راتبها يجب أن تقدمه كاملا لوالدها، ثم تطلب مصاريفها اليومية منه، رغم أنه يمتلك راتبين ووضعيته المالية ممتازة، تضيف: “.. تقدم لخطبتي شاب ذو دخل محدود، وكان علي شراء الكثير من مستلزمات العروس، خاصة أنني سأقيم مع زوجي بمفردنا، فناقشت والدي في موضوع أن أحتفظ براتبي من أجل مقتنياتي.. رفض بشدة، وهاهو يهددني بفصلي عن العمل في حين استمررت في منعه من الاستيلاء على راتبي، علما أنه بخيل جدا معنا، ولا يمكنني أن أطلب منه مقابل شراء بعض المستلزمات النسوية الخاصة”.

الراتب مقابل استمرار الزواج

لعل من أكثر أسباب الطلاق في المجتمع الجزائري، الظروف المادية. فالكثير من الشباب في السنوات الأخيرة باتوا يختارون شريكات حياتهم على أساس مناصبهن في العمل، وأجرتهن الشهرية، فيبحثون عن معلمات وما شابهها من مهن، بمنصب ثابت، ودوام مضبوط، وراتب معلوم، ويطلبونهن للزواج بغض النظر عن مواصفات أخرى، ثم يشترطون أن تقدم الزوجة راتبها أو جزءا معتبرا منه، بحجة محدودية دخل الزوج، أو بحجة سماحه لها بممارسة نشاط خارج المنزل، وتغاضيه عن تقصيرها في بعض المسؤوليات الطفيفة.. وردة، سيدة ثلاثينية، ضحية طلاق ظالم من قبل زوج مادي، تقول: “اتفقنا قبل الارتباط على أن أتحمل أنا أعباء إيجار المنزل، فيما يتولى زوجي نفقات المنزل، واستمر الأمر بضعة أشهر، إلى أن بدأ يطالبني بمساعدته في تسديد الفواتير، ودفع مصاريف التسوق..”. تقلص باقي راتب وردة إلى ما دون سد نفقاتها الشخصية، فناقشت زوجها، وهو ما كان ينتظره ليطلب منها تسليمه ما تبقى من راتبها. تقول وردة: “وضعني أمام خيارين، إما العمل طوال اليوم والسنة وتقديم راتبي بكامله له، أو الانفصال، لأنني في حال رفضت، فأنا زوجة أنانية، غير صالحة ولا أملك نية طيبة لبناء أسرة.. فاخترت الانفصال على أن أمضي بقية حياتي مع زوج انتهازي”.

إن حجم القضايا التي تتداولها العدالة اليوم، المتعلقة بالطلاق التعسفي الذي من ورائه أسباب مادية، أهمها عدم تفريط الزوجة في مقابل تعبها، تزيد يوما بعد يوم، ويرجع أخصائيون هذه الظاهرة إلى أن الأزواج خاصة ما دون سن الثلاثين، لا يشعرون بالمسؤولية الكاملة، وقد اعتاد أغلبهم على الاتكالية، كما أن دوافع نفسية كثيرة تقف وراء مطالبتهم بجزء أو بكل راتب زوجاتهم، أبرزها شعورهم بانتقاص حقوقهم في عدم وجود الزوجة طوال اليوم داخل المنزل وعدم توفرها لخدمته وخدمة أبنائه، بالرغم من أن هذا الشعور خاطئ في الأغلب، ذلك أن الزوجات العاملات يشعرن بمسؤولية أكبر، ويخضعن لنظام دقيق داخل المنزل ما يجعلهن يؤدين واجباتهن بشكل مثالي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • امينة

    شكل من أشكال الظلم الذي تعانيه المرأة سواءكانت عازبة ولا متزوجة ديما تقاسي من ظلم المعاقين ذهنيا

  • محمد

    لي تثبت ذاتها تربينا جيل صالح وتهتم ببيتها وزوجها وأولادها....مشي تخرج تخدم من 8 الى 16 ...يخي ثقافة

  • dzair

    ياخي رجلة ياخي!

  • حسين

    تستحقون هذا