-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرايات الكاذبة لمظاهرات “مخلقة بالاستنساخ”

الشروق أونلاين
  • 2743
  • 0
الرايات الكاذبة لمظاهرات “مخلقة بالاستنساخ”
ح.م

بعد أسبوع أو أكثر من التحريات في أدغال ما يسمى بشبكة التواصل الاجتماعي، لم أتوصل إلى التعرف على الجهة التي أطلقت الدعوة للتظاهر يوم 22 فبراير، ولا أظن أحدا خارج الأجهزة الأمنية يعلم من يقف خلف الدعوة، وقد تقيد ضد مجهول كما تقيد اليوم كثير من العمليات المنفذة تحت رايات كاذبة.

رائحة “الراية الكاذبة” تشتم من التوقيت للتظاهرة يوم جمعة، ساعة الخروج من المساجد بعد الصلاة، لتحقيق هدفين مرجوين عند الجهة المدبرة: الوثوق من توفر فرص التقاط صور ناجحة لحشود بشرية يمكن توظيفها في اليوم التالي بعد إخضاعها لبرنامج فوتوشوب، تذكرنا بفبركات الربيع العربي، وضمان حضور لواجهة إسلامية للمظاهرة، تحمل رغم أنفها تبعات الفوضى، وما قد يحصل من أعمال تخريب أو صدامات دامية مع قوى الأمن.

حتى الآن لم تعبر أي جهة سياسية محسوبة على الإسلاميين عن تأييدها للمظاهرة، وكانت أكثر الجهات المحرضة والداعمة من مجتمع الأقلية العلماني وبقايا فلول الاستئصال في المشهد السياسي والإعلامي، مع تأهب إعلامي فرنسي ومغربي لم يخف التعاطف والتأييد، تحت شعارات كاذبة تتستر خلف “معارضة العهدة الخامسة” كعنوان للتجنيد قد يستهوي طائفة من المواطنين.

فلا غرابة أن يكون حزب طلائع الحريات أول من أعرب عن التأييد ساعات بعد خروج السيد علي بن فليس من اجتماع للمعارضة، فشل في التوافق على مرشح إجماع للمعارضة، وكانت مواقف صادرة عن الإيرسيدي والأفافاس وحزب العمال قد أيدت البروفات التحضيرية للمظاهرة في خراطة وخنشلة وعنابة، التي حولها جانب من الأعلام الاستئصالي إلى مصاف “المظاهرات الحاشدة”.

الحضور الإسلامي من “موقع التربص” جاء على استحياء من رئيس “حمس” الذي استبق الركبان بدعوة الرئيس إلى التنحي الطوعي، ومن السيد جاب الله الذي وضع نفسه في موقع الانتظار تحسبا لما قد يفضي إليه هذا الحراك المدبر بأدوات ربيع الشعوب التقليدية، وربما يكون الطرف المدبر قد خدمهم من حيث لا يحتسب باختيار التوقيت، أو أنه كان مضطرا لافتقاره لأدوات التحشيد، وربما يعول على بقايا جبهة الإنقاذ لتسويد صفوف المتظاهرين.

أحد النشطاء المحسوبين على جبهة الإنقاذ، المدعو زيطوط، خرج على الناس بقائمة من التوصيات وتقنيات التظاهر المجربة، بدأها بتفضيل ارتداء سراويل الجينز على القميص الإسلامي لتسهيل الحركة، وأنهاها باقتراح شعارات جامعة باللغات “الرسمية” الثلاث: العربية والأمازيغية والفرنسية، كأن لا يرفع شعار “ASSASIN POUVOIR” بالفرنسية إرضاء لفافا الأم، مع الحرص على التسلح بالهواتف النقالة أسوة بالسلف الصالح من نشطاء الربيع، وباقات الأزهار توضع في فوهات بنادق رجال الأمن أسوة بالرعيل الأول من ثورات الياسمين البرتغالية.

ها نحن أمام مظاهرة تشترك في الخلق مع آدم “بلا أم ولا أب” وفي أحسن الأحوال مع عيسى بن مريم، برحم حاضن من فضاء شبكة التواصل الاجتماعي، وصنعت لها الشعارات ما وراء البحر، تريد أن تسوق ملايين الجزائريين مثل “خراف بانورج” بلا راعي إلى حافة الهاوية بعد أن “خذلها” الجزائريون سنوات الربيع، وتريد أن تنشر الفوضى الخلاقة بالشارع المشاغب بعد أن فشلت دعواتها لإسقاط النظام لنفسه بنفسه، أو ترحيل الجيش للقائد العام لقواته، ولم تتحقق نبوءات انهيار البلد والنظام على خلفية أزمة تراجع الموارد المالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!