-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرحيل أو التبهديل !

جمال لعلامي
  • 739
  • 0
الرحيل أو التبهديل !
ح.م

ما حدث لمعاذ بوشارب في صلاة العيد، هو دافع محفز للمعني من أجل رمي المنشفة والانسحاب بشرف من منصبه، لكن الظاهر أن رئيس المجلس الشعبي الوطني، الذي أزاح سابقه بـ “السلاسل والكادنة”، لا يُريد المغادرة إلاّ إذا تفاجأ ذات صبيحة بنفس “الكادنة” تشمّع مدخل برّ-لمان، فيعود من حيث أتى يجرّ ذيل الخيبة والهزيمة، حيث لا ينفعه حينها لا منصب ولا هم يحزنون !

أحد الباءات المرفوضة شعبيا والمغضوب عليها حتى من قيادة حزبها، ومن كتلتها البرلمانية والنواب التابعين حزبيا لها، تمسك بأيديها وأسنانها وترفض الرحيل، مفضلة “التبهديل” ونشر الغسيل، وإلاّ هل يُعقل أن يُطرد “الرجل الرابع في الدولة” من البقاء إلى جانب رئيس الدولة ورئيس مجلس الأمة بالنيابة، بعد أداء صلاة عيد الفطر بالجامع الكبير، دون أن يستفيق و”يفيق” !

قصة بوشارب ليست الوحيدة في عالم العجائب السياسية، فالأمين العام للأرندي، والأمين العام للمركزية النقابية، مثلا، يتشابهان مع الأول في التشبّث بـ “طابوري” المسؤولية، رغم مطاردتهم من طرف الحراك الشعبي، ورغم انتفاضة قياداتهم ومناضليهم عليهم، ورغم استقالة الرئيس الذي كانوا يسبحون بحمده ويستفيدون من رعايته، إلاّ أنهم لا يرحلون !

عندما “يقاوم” أمثال بوشارب وأويحيى وسيدي السعيد، ويسبحون ضدّ التيار، أو “يعومو بحوايجهم”، أو في أسوإ الأحوال يتعايشون مع المتغيّرات، على طريقة جمال ولد عباس، الذي قال إنه مع الحراك ومع رحيل بن صالح وبوشارب، عندما “خنقه” مواطنون في الطريق العام.. عندما يحدث مثل هذا العجب، فمن الطبيعي أن يكتشف المواطن البسيط أسباب ما حدث طوال 20 سنة كاملة من انحراف وتجاوز وفساد !

لو كان هؤلاء “يعرفو صلاحهم” فعلا، لسارعوا إلى الاستقالة والانسحاب والمغادرة، وبعدها الاختفاء من الواجهة، علّ الرأي العام ينساهم أو يتناسهم مضطرا، أما أن يتمسكوا بمناصبهم وغنائمهم ويحاولوا تغيير جلدهم وركوب موجة الحراك والتورط في “التحراك”، والمسارعة إلى تبديل “البالطو” ورفع يافطة “مع الواقف” وشعار “مات الملك.. عاش الملك”، فهذا ما يفضح تفاصيل التفاصيل، فإذا عُرف السبب بطل العجب !

الرئيس المستقيل بعدما حاول وحاول الاستمرار بكلّ الوسائل والأساليب والوعود، غادر تحت ضغط الشارع، وجاء في اليوم الموالي يقول للجزائريين “اسمحولي”، وهي الكلمة التي قالها طبعا بعدما أصبح في عداد السابقين، ومثله سيقول الحاليون الذين يرفضون الانصياع لإرادة “فخامة الشعب”، سيقولونها يوما “اسمحونا”، فلا يجدون من يسمعهم ولا يشفع لهم، فقد ضيّعوا الوقت على أنفسهم وعلى البلد وكبّدوه خسائر لا تعدّ ولا تحصى !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!