-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرحيل و”التبهديل”!

جمال لعلامي
  • 1145
  • 2
الرحيل و”التبهديل”!
ح.م

قال لي أحد النواب -وقد يكون محقا- تعليقا على عمود “خلايع في برّ-لمان”، إن الرعب لا يسكن الهيئة التشريعية فقط، وإنما يسكن كذلك الوزراء داخل الحكومة، والحال أن النائب، يستمدّ تشخيصه الواقعي من معلومات واستنتاجات، فأما الأولى فهي نابعة من تنامي الحديث عن تعديل وزاري وشيك، ينهي سلسلة التغييرات التي عصفت بعديد المسؤولين في عدّة قطاعات حساسة، وأمّا الثانية، فهي مبرّرة بحالة الجمود الذي يضرب علاقة الحكومة بالبرلمان بسبب ما يعرف بقضية السعيد بوحجة!

الأفلان تكون قد حفرت حفرة لغيرها، لكنها قد تسقط فيها، ما لم يتمّ إنقاذها في المنعرج الأخير من “المعركة” التي أشعلت نيرانها مع أحد قيادييها ورئيس المجلس الشعبي الوطني، وحتى إن “اتفقت” الأفلان مع الأرندي، وبقية الأحزاب التي وقع نوابها على “سحب الثقة” من بوحجة، فإن تعطيل هذا الأخير للاتفاق، بوسعه أن يصعّب من عملية اقتسام الغنائم!

من الصعب الآن، بعدما ربح كلّ طرف “العيب” للطرف الآخر، أن يعودوا إلى ما كانوا عليه، فالسيناريو المفيد للأطراف المتخاصمة داخل البرلمان، هو مغادرة أحد المتنازعين، أي بمعنى، لا مفرّ من رحيل بوحجة من رئاسة المجلس، أو رحيل ولد عباس من قيادة الأفلان، أو رحيل النواب الموقعين، بحلّ البرلمان وتنظيم تشريعيات مسبقة منفذ نجدة لتجاوز الانسداد!

حلّ البرلمان هو الذي ينقل الرعب بكلّ اللغات إلى النواب، وهو “الخيار” الذي يُرعب ويعذب كذلك الوزراء، خاصة المتحزبين منهم، والمنتمين بالأساس إلى التشكيلات التي اختلقت الصراع، أو التي أقحمت نوابها فيه، عن قصد أو غير قصد، وبحسابات أو بغير حسابات مدروسة!

المهمّ، أن ما يحدث بين الحكومة والبرلمان، بسبب الأزمة الحقيقية حسب البعض، أو “المفتعلة” حسب البعض الآخر، وجرّ الهيئة التشريعية إلى الانسداد الكلي، بعدما شاع التصعيد والتعفين، وبلغ الأمر حدّ تجميع كلّ نشاطات الهياكل وتعطيل عمل مكتب المجلس، وتأجيل استقبال السفراء الأجانب، واستمرار المتخاصمين في التصريحات والاتهامات، والتصريحات والاتهامات المضادة بغرض ليّ الذراع وتوجيه الضربة القاضية!

كان بالإمكان حلّ المشكلة “ودّيا”، لكن الظاهر، إلى أن يثبت العكس، أن هناك هدفا ما، وراء هذه “الشكشوكة”، خاصة في ظلّ القبضة الحديدية بين المتخالفين داخل الحزب الواحد سابقا، وليس خروج بوحجة عن “واجب التحفّظ” وتكثيفه لخرجاته الإعلامية، في قضية الرحيل و”التبهديل”، سوى مؤشر آخر، على أن القضية معقدة وغامضة وقد تكون حقّا يُراد به باطل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • صالح الاوراسي

    يا استاذي الكريم الامر كله يتعلق بالتموقع الجيد تحسبا لانتخابات 2019.

  • الطيب

    خلاص يا سي جمال مابقاش لمان ....و البر بقى غير العساس يدور فيه ..!