-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الردع واجب لوقف الانفلات

الردع واجب لوقف الانفلات
أرشيف

الإجراءات الجديدة التي أمر بها وزير العدل لتوفير الحماية للأطقم الطبية ومسؤولي المستشفيات تأتي في وقتها بعد الانفلات الخطير المسجل في المؤسسات الصّحية على المستوى الوطني التي أصبحت هدفا لبعض المغامرين الذين لا يكترثون للإجراءات الصّحية ولا للإجراءات الخاصة للتعامل مع المصابين بالوباء أو مع المتوفين به.

لا يمكن القبول بالاعتداءات والإهانات التي يتعرض لها الأطباء يوميا وفي الغالب تأتي من أشخاص لم يُلزموا أنفسهم باحترام قواعد السلامة ولم يقوموا بواجبهم في احترام إجراءات الحجر الصحي، بل كانوا هم السبب في نقل الفيروس إلى عائلاتهم، ثم يعطون لأنفسهم الحق في محاسبة الأطباء وشتمهم وإهانتهم، وأحيانا الاعتداء عليهم جسديا، مثلما حدث في مستشفى البويرة حين هاجم ذوو شخص متوفى بفيروس كورونا مدير المستشفى وكاد يدفع حياته ثمنا لهذا التهور.

وقبل أيام صدمت إحدى مغنيات الملاهي الجزائريين جميعا بفيديو تشتم فيه الأطباء بمستشفى وهران، وهو ما لم يتقبله الكثير لأن الأوضاع المأساوية داخل المستشفيات لا يتحملها الأطباء وحدهم وإنّما هي منظومة فاشلة صنعها المسؤولون على كل المستويات وساهم فيها المواطن بقلة الوعي والاستهتار.

صحيح أنّ الطّريقة التي يتكلم بها بعض ولاة الجمهورية تعبّر عن ضحالة في المستوى، خاصة والي سطيف الذي استخدم كلاما وُصف بالسّوقي للتصدي لمخترقي الحجر الصحي “اضربو يعرف مضربو”، لكن الحقيقة أنّ الرّدع بالقانون هو واجب يقع على عاتق السلطات لإجبار النّاس على الالتزام بالقواعد المحددة لمواجهة الوباء.

وما حدث قبل أيام في ولاية بجاية مثال على خطورة زوال هيبة الدولة على الأمن العام، حين أقدم سائق شاحنة نصف مقطورة على قطع الطريق بشاحنته لمدة يومين كاملين، وسبب الكثير من المآسي للمواطنين دون أن تتدخل السلطات وتمنعه عن هذا السلوك الذي يمكن وصفه بالإجرامي، لأن ما قام به سبب في تأخير وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى خاصة في هذه الظروف، كما منع المواطنين من الوصول إلى عيادة الولادة!

إنّ الصرامة والردع للمتورطين في الاعتداء على الأطقم الطبية لا يعني إغفال حقيقة المنظومة الصحية المريضة الذي يدفع ثمنا المواطن نسفه بسبب الخدمات الرديئة جدا والمعاملة غير الإنسانية الصادرة عن بعض المنتسبين إلى القطاع وهي سلوكات تؤدي في الكثير من الأحيان مناوشات تنتهي باتهام المواطن بالاعتداء على الطاقم الطبي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ابن الجبل

    نحن لسنا في حاجة الى الردع ، بقدر مانحن في حاجة الى دولة القانون ، قانون يعلو ولا يعلى عليه !. يطبق على القوي وعلى الضعيف ، كما يطبق على الغني والفقير ، وعلى المسؤول والمواطن ... أي أن الجميع يحتكم للقانون دون سواه... عندما يسود القانون العادل ، يتوقف الاعتداء على الأطباء ، ويتوقف غلق الطرقات ، وتتوقف الحقرة والتهميش ، ويتوقف البؤس والحرمان !.

  • محمد

    هل قرأ هذا التقرير من يحكمون البلد؟الدولة غائبة.ومرض المجتمع يشاهد في كل مكان حيث الأمن مفقود وكل يحمي نفسه بيده إن استطاع(إن كانت له القوة الخاصة لفرض إرادته وأفعاله)لا وجود لرجال الأمن(الشرطة والدرك) إلا للابتزاز وفرض العقوبات على الذين يشتغلون لكسب معيشتهم من التجار والسائقين,لا أحد يلتزم مقر عمله فالمقاهي والأسواق مكتظة بالمتجولين الذين يتقاضون أجورهم دون اشتغال.كل المسؤولين في الدولة من القاعدة إلى القمة على دراية بما يحدث والجميع يلفت النظر إلى ما لا يعنيه.إن كان الردع لازما فمن يردع من؟سنة والحراك المكون من الموظفين والطلبة وآخرين مسيطر على شوارع العاصمة وغيرها أطرتهم أجهزة الأمن والجيش

  • Yacine

    الردع يكون بسن قوانين رادعة و تغيير القوانين الحالية لأنها لا تحمي المجتمع و كل المؤسسات أصبحت ضحية تلك القوانين الغريبة بل موظفي الدولة كذلك هم ضحية و بالتالي النتيجة المجتمع كله ضحية اقلية صغيرة جدا تمثل ربما اقل من ١ ٪ من المجتمع اذن تغيير القوانين كلها ثم بعدها تعيين الاكفاء في المناصب اما العكس لن يأتي بنتيجة

  • نمام

    الردع ضرورة ولكن انتقاد سلوك المتمردين على الخطر الصحي لانعدام الوعي والجهل ومن الصعب فهم و تفكيك العوامل التي ادت الى ظهور هذا السلوك الانتحاري وبالمقابل نرى غيات الفاعلين السياسين و الاجتماعيين وحاجتهم الى برامج و افكار نحن اصلا نعيش حرية منقوصة ونحتاج لشفافية في التعاطي مع الوباء وظهور فيديوهات تظهر نقصنا وعبثنا في اتعامل مع الوباء لا يعني استهزاء او سخرية وانما تنبيه لواقع علينا معاينته ام ان تسلب بحجة الحد من الوباء اي الحريةوتظهر الشوارع ممتلئة بالامن ولا تجول و لاتجمعات ولا لقاءات ولا خصوصية الكترونية ولا احتجاج ولا انتقاد والمصيبة لا ننتبه الا بعد فوات يصبح الردع طبيعة صعب تفكيكه