-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية الدكتور إياد المجالي لـ"الشروق":

الرد الإيراني على مقتل سليماني  لم يتجاوز حدود هدف عسكري خسائره غير موجعة

الرد الإيراني على مقتل سليماني  لم يتجاوز حدود هدف عسكري خسائره غير موجعة
ح.م
إياد المجالي

يصف الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، الأستاذ بجامعة مؤتة الأردنية، الدكتور إياد المجالي، القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد الأمريكية بالعراق، ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، انه لم يتجاوز حدود هدف عسكري خسائره غير موجعة.

ويقول الدكتور المجالي في هذا الحوار مع “الشروق”، أن القصف الصاروخي يشكل مأزقا إيرانيا لم يحقق الاستفزاز أو الأثر المتوقع من قبل الولايات المتحدة، لذلك فإن فكرة التغير في خارطة الصراع غير قائمة في المرحلة الحالية، والرؤية تتجه لتخفيض التصعيد.

تهديد ووعيد إيراني، وفي الأخير إطلاق بعض صواريخ، على قاعدة عسكرية أمريكية بالعراق، هل هذا هو الرد المزلزل الذي وعدت به إيران انتقاما لمقتل قاسم سليماني؟

المتغير في خارطة الصراع وشكل المواجهة القائم بين الطرفين الأمريكي والإيراني فتح المسرح العالمي أمام إيران،  وما عليها سوى الاختيار من أي الأبواب تدخل في اختيار الرد والانتقام،  ورغم أن قراءاتي الأولية للمشهد كانت بعدم الرد الإيراني حاليا مع بقاء الرد الإيراني كخيار وبديل استراتيجي قائم في المشهد، إلا أن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف فجر الأربعاء، قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق، قد جاء في إطار تفاقم الأزمة بين الطرفين وعلى أساس أن الخيار العسكري الإيراني هو بديل استراتيجي شكل مع بدائل أخرى تم استبعادها حاليا.

وفي ضوء مسوغ استخدام إيران لإستراتيجية حافة الهاوية، في معالجة كافة محاولات التصعيد والتوتر الأمريكي تفضي على الدوام إلى سعي إيران على الحصول على مكاسب سياسية أكبر من خسائرها، لذلك يبدو أن فكرة الانتقام والرد على سياسات الولايات المتحدة في مضيها في تعزيز قواعد الاشتباك مع الجانب الإيراني، فهذا الهجوم الصاروخي الإيراني يمثل عملا عسكريا ذو دلالات إستراتيجية تم تحديد رمزية وقيمة الهدف استبعد صانع القرار الإيراني بدائل أخرى كانت أقرب لحفظ ماء الوجه.

هل تعتقد أن هذا الرد سيرضي الجبهة الداخلية الإيرانية؟

أظهرت الهجمات الصاروخية قراءة غير دقيقة للمشهد وعدم توازن بين الضربة الأمريكية الموجعة التي أسفرت عن اغتيال سليماني والهجوم الانتقامي الإيراني غير المقنع للمجتمع الإيراني وحلفائها الإقليميين، فهو لم يكن هدفا ذا قيمة رمزية كبير للإدارة الأمريكية ولم يسفر عنه  أي ضحايا ولم يتجاوز حدود هدف عسكري خسائره غير موجعة، لذلك فهو يشكل مأزقا إيرانيا لم يحقق الاستفزاز أو الأثر المتوقع من قبل الولايات المتحدة، لذلك فإن فكرة التغير في خارطة الصراع غير قائمة في المرحلة الحالية والرؤية تتجه لتخفيض التصعيد.

هل أيقنت إيران أنها أمام خصم قوي، لا يمكن مجابهته عسكريا، أم أنها ستعول على أذرعها في الخارج لاستهداف المصالح الأمريكية؟

التأكيد أن هذه  التطورات في النزاع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تشكل المتغير الأبرز على المسرح السياسي الإقليمي، وهي تشكل جولة جديدة من جولات الصراع الأمريكي الإيراني الذي يمتد إلى أربعة عقود متتالية، في ضوء هذه البيئة الصراعية تبدو المواجهة بين الطرفين هي الأعنف منذ عقود وهي ضمن إطار خطة أمنية أمريكية للتخلص من أذرع إيران في المنطقة، لذلك شكلت هذه الجولة من الصراع تغيرا كبيرا في قواعد اللعبة الإقليمية، خاصة وأن عملية الاغتيال جاءت بتنفيذ الإدارة الأمريكية لعملية عسكرية جوية أدت لاغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب قائد قوات الحشد الشعبي، وعدد من قادة الميليشيات المسلحة.

فهي عملية نوعية جاءت في سياق الرد الأمريكي على معلومات استخباراتية حول تحضيرات كان يقوم بها الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وعدد من قادة الميليشيات المسلحة التي تعمل ضمن نطاق إدارته المباشرة في العراق وسوريا لتوجيه الأذرع والميلشيات العسكرية باستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة، خاصة في أعقاب العمليات العسكرية التي نفذتها قوات أمريكية ضد معسكرات الحشد الشعبي في شمال العراق والحدود السورية خلال الأسبوع قبل الماضي.

المؤشرات الميدانية للمتغيرات القادمة هي وجود 34 ميليشيا عسكرية منظمة كان يديرها سليماني ومسلحة بكامل عتادها؛ وتمارس نشاطها على الأراضي العراقية من خلال أحزاب سياسية عراقية في البرلمان العراقي ومفاصل صنع القرار السياسي فيه، كما أن هناك أكثر من 33 ميليشيا عسكرية موجودة على الأرض السورية تأتمر بشكل مباشر من قوات الحرس الثوري.

كيف ترى مستقبل المواجهة بين الطرفين؟

استهداف ثاني أقوى رجل في إيران بعد المرشد الأعلى، مهندس الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، صاحب المهام الإقليمية الإيرانية، يدير بها أكبر شبكة من الميليشيات الموازية، والتي نجحت إيران في إنشائها خلال السنوات الـ15 الماضية، كما أسس سليماني مناطق نفوذ متقدمة لمجموعات شيعية مسلحة متعددة الجنسيات في سوريا التي يراد لها أن تكون منطلقا لهجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة على إسرائيل.

لذلك أعتقد أن هذه الضربة الموجعة لإيران تعكس مساراً جديداً للإستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، لتؤكد ضمن هذا المسار بأنها ماضية في تعزيز قواعد الاشتباك مع الجانب الإيراني، خاصة أن سليماني متهم بارتباطه بتنظيمات إرهابية، وهذا يعني “أن عملية الاغتيال جاءت أمراً متوقعاً وليس مفاجئاً”، لذلك كان استهداف رمز بهذه الأهمية ضربة موجعة للمشروع الإيراني التوسعي، والذي كان يشرف عليه سليماني ويسمى (الكيرادور الإيراني) الذي يمتد من العراق ثم لبنان ثم سوريا، ويطلق عليه من قبل رجال السياسة الإيرانيين رحلة العبور إلى المتوسط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • علي الجزائري

    سيناريوهات الحرب وخسائرها وارباحها تطبخ بغرف خاصة لهذه القوى
    الحرب حرب مصالح ونفوذ وسيطرة وتقسيم جديد للمنطقة
    لا ايران ولا امريكا اسرائيل و تركيا ولا روسيا هم الخاسرون
    فقط العربان مع شعوبهم الخاسر الاكبر
    يتفرجون عليهم وهم يعبثون باراضيهم يشعلون الحروب وينشرون القتل والدمار والخراب
    والقوى المتحاربة استخباراتيا وليس عسكريا
    تتقاسم الكعكة مناطق النفوذ وتنهب ثروات ضخمة لتأمين احتياجاتها الاقتصادية المستقبلية
    والمحللين لدينا لازالوا غارقين بسيناريوهات الرد ورد الفعل
    ايران لا يهمها مقتل سليماني بقدر ما يهمها ما ستقطفه من ثمار ستوظفها كورقة ضغط على امريكا لمزيد من المكاسب على الارض

  • منير

    لا ثقة في أرائكم وأراء محاوركم فيما يتعلق بهذا الموضوع

  • صنهاجي قويدر

    المضحك حقا هو : الرد على مقتل سليماني بضرب الكويت و الامارات ، لقد اصبحت ايران اضحوكة ومسخرة، -نسال الله العافية-

  • محمد☪Mohamed

    بوتين قال لاتنسو نحن بلد الوحيد الذي يمتلك des missiles hypersoniques أمريكة تسارع للكسب تكنولوجيا des missiles hypersoniques وممكن تذخل تجربتها على إيران في نهاية 2020 ,وهذا تعلمه إيران .
    des missiles hypersoniques خمسة أظعاف سرعة الصوت ,أخطر على كل الدول .

  • محمد☪Mohamed

    الباحث في العلاقات الدولية لازم يعرف أن إيران تعرف أن الماهة العسكرية مع أمريكة تدمر أول منطقة الخليج العربي و تخدم إسرائيل فقط لأن إسرائل تسعى لخلق هذه حرب دون ذخول فيها وهذي هما قالها حسب إعتقادهم للنهاية العالم.
    ومن أحسن يا باحث في علقات الدولية تنصح الجزائر من خطر تجسس والأقمار الصناعية الحالية لأمريكة وإسرائيل الثي ممكن تجعلها تضرب بطريقة Une frappe chirurgicale

  • جزائري

    الحسابات والتحليلات العربية ادت الى ضياع فلسطين والقدس واجزاء اخرى من العالم العربي واهمها ما تم احتلاله من طرف اسراءيل في اسبوع واحد في اكثر من دولة عربية سنة 1967 . اسراءيل وقتها قالت للعرب من المحيط الى الخليج هذي البداية وما زال ما زال. وفعلا حدثت نكسات اخرى للعرب وهم يستجدون اسراءيل للتطبيع اليوم. اذن تحليلات الاخ الاردني لا اعتقد انها تصلح حتى لبلده الاردن العالق في الوحل فضلا عن ان تكون مجدية لبلد مثل ايران وحساباتها المتناهية في الدقة منذ عقود. قد تكون الازمة الاقتصادية في ايران مؤلمة لكنها ليست اكثر ايلاما من الصمت عن جراءم امريكا اللتي لا اعتقد ان في الكون من يتحملها الا العرب.

  • lمحمد

    إذا كان الرد الايراني لم يعجب البعض، فلماذا تسعى بعض الدول العربية للعدو بشراء الغاز الفلسطيني المسروق؟