-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكثير لم يصدق ما تراه الأعين

الرسام المعجزة.. فنان كفيف يبهر بلوحاته زوار “كاب كربون” ببجاية

الشروق أونلاين
  • 3020
  • 0
الرسام المعجزة.. فنان كفيف يبهر بلوحاته زوار “كاب كربون” ببجاية
ح.م

الحديث ليس عن الرسام ليوناردو دافنشي أو مايكل أنجلو أو بابلو بيكاسو أو مونيه أو تيتيان أو حتى عن الرسام سلفادور دالي، إنما الحديث يدور عن العم عبد الكريم ابن مدينة بجاية المعروف بالفنان الأعمى، أحد معجزات القرن، كيف لا وهو الذي ينحت ويرسم لوحات فنية في غاية الدقة والروعة وهو كفيف، إلى درجة أن العديد من زوار كاب كاربون بأعالي مدينة بجاية، لم يصدقوا أن عبد الكريم فاقد البصر لكنه في الحقيقة يبصر بقلبه فكما يقال فإن “المؤمن يرى بنور الخالق حتى وإن كان أعمى.. وأن النور لا يعم الأبصار إنما يعم القلوب التي في الصدور”.

كان يوما مميزا ذلك اليوم الذي قصدت فيه “الشروق” قمة يما ڤورايا وزيڤواط وقمة القردة بالحظيرة الوطنية لڤوراية في بجاية من أجل إعداد روبورتاجا عن جمال المنطقة تزامنا مع حلول موسم الاصطياف، لكن البرنامج تغير بمجرد الوصول إلى كاب كاربون، إحدى أجمل المناطق الطبيعية الخلابة بالمنطقة، أين يبقى الزائر لها مذهولا أمام ما أبدعت يد الخالق في صنعه وميزها عن غيرها لتكون واحدة من أشهر الرسمات الطبيعية الساحرة، التي فتنت بجمالها وعلوها وطبيعتها آلاف السياح الذين يزورنها طوال أيام السنة، ليقفوا مذهولين أمام منظر تحدق أعينهم في كل شيء قبل أن يذهب الذهول بهم أبعد من ذلك حين يقفون أمام الرسام عبد الكريم الذي يسترزق بالمكان، من خلال عرضه للوحاته الفنية.

لكن المفاجأة كانت كبيرة حينما علمنا أن عبد الكريم البالغ من العمر 46 سنة، يعد كفيفا بعدما فقد بصره قبل 18 عاما وهو الذي بدأ الرسم وهو في سن ثماني سنوات، لكنه اضطر إلى التوقف عن الرسم سنة 2000 بعدما فقد فجأة بصره، قبل أن يقرر عبد الكريم العودة إلى فنه الذي عشقه منذ الصغر والذي يسري في عروقه، وذلك خلال شهر رمضان الفارط بعدما أبعدته الظروف عن هوايته المفضلة وهي الرسم، ورغم الإعاقة إلا أن عبد الكريم يرسم لوحات في غاية الجمال والدقة تجعل من كل زوار “كاب كاربون” يقفون مندهشين أمام رسام خارق للعادة تحدى إعاقته البصرية واستطاع بأنامله أن يصنع لوحات فنية غاية في الجمال جلها تعكس ما تبقى في ذاكرته من صور تتحدث عن جمال بجاية.

لا أستطيع تحديد سعر لوحاتي

والأغرب من ذلك أن الرسام عبد الكريم ليس من يحدد ثمن لوحاته الفنية، كونه كما يقول “أنا أرسم وأعرض اللوحات على الناس.. لكنني ليس باستطاعتي تحديد سعرها كوني لا أدري إن كان فيها عيوب وأخطاء.. فالزبون هو الحكم فهو الذي يشتري وهو الذي يقيم أعماله وهو الذي يحدد سعرها”، مع الإشارة إلى أن عبد الكريم أعزب ويسترزق بأعماله التي يعرضها بأسعار رمزية، فيما تبدو اللوحات الفنية وكأنها قد رسمت من قبل شخص يملك حواسه الخمسة أهمها البصر، في حين يواجه الرسام عبد الكريم صعوبة كبيرة من أجل نقل أعماله إلى كاب كاربون صباحا وإعادتها الى البيت مساء، في ظل افتقاره إلى مكان بالمنطقة يسمح له بتجميع أدواته وألواحه كل مساء ما يحتم عليه كراء طاكسي ذهابا وإيابا وهو ما يكلف عبد الكريم كثيرا، حيث أضحى من الضروري على السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية ومديرية الثقافة وحتى رئيس بلدية بجاية التحرك من أجل التكفل بالرسام المعجزة، فأمثال عبد الكريم قليلون كيف لا وهو الذي صنع المستحيل – يقول أحد المواطنين – الذي أضاف “عبد الكريم إنسان متواضع خفيف الروح وفنان في القمة، عرفته وهو مبصر وقد رسم في ذراعي باخرة لم أصدق عيناي من جمالها وامتنعت عن السباحة في ذالك اليوم الحار”.. ومهما قلنا وكتبنا فإن وصف الرسام المعجزة يبقى مستحيلا كون الصورة لا تعكس روعتها أي كلمات مهما اختيرت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!