-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام احمد بن محمد الجروان لـ"الشروق":

الرقي والاستقرار الأمني الذي شهدته البلاد فترة الحراك دليل على تحضر الجزائريين

الرقي والاستقرار الأمني الذي شهدته البلاد فترة الحراك دليل على تحضر الجزائريين
ح.م
أحمد بن محمد الجروان

يثني رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أحمد بن محمد الجروان، على الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر ولم ترق فيه قطرة دم واحدة، ويقول في هذا الحوار مع “الشروق”، إن ذلك دليل “على مدى تحضر الشعب الجزائري الكبير وإيمانه العميق بمبادئ التسامح والسلام وترجمته لها على أرض الواقع”، ويؤكد نجاعة النص القانوني بتجريم بث خطاب الكراهية.

مجلس عالمي للتسامح والسلام، لماذا هذا الفضاء؟

تزايدت في العقود الأخيرة الأزمات والصراعات حول العالم القائمة على أسس عقائدية خاطئة ومفاهيم عنصرية وأفكار إرهابية هدامة زرعها المروجون للحروب والنزاعات والمنتفعون منها، وأودت بحياة آلاف البشر حول العالم، وكان لا بد للعمل على مواجهة هذه الأفكار الهدامة بقوى ناعمة موازية من شأنها زرع المحبة والتسامح والسلام لمستقبل أكثر أمنا وسلاما لأجيال المستقبل، وللعمل على ذلك أنشأنا المجلس العالمي للتسامح والسلام.

الكثير من الهيئات والكيانات، في عالمنا العربي تحديدا، يُفترض أن تتولى عملية نشر التسامح والسلام، هل تطمحون ليكون المجلس بديلا لسابقيه؟

بالعكس تماما، إن من أهم آليات واستراتيجيات عمل المجلس هو التعاون مع مختلف المنظمات والهيئات والكيانات العاملة في مجالات التسامح والسلام بهدف توحيد كافة الجهود ليس فقط في المنطقة، بل العالم ككل من أجل نشر ورفع قيم التسامح والسلام حول العالم، وهو ما قام به المجلس بالفعل، حيث وقع ما يربو عن 50 اتفاقية تعاون وعمل مشترك مع مختلف الهيئات والمنظمات المعنية بالتسامح والسلام سواء كانت دولية كمنظمات الأمم المتحدة المعنية أو منظمات إقليمية أو وطنية في مختلف قارات ودول العالم.

ما هي المجالات التي تعيق حقا الوصول إلى تسامح وسلام حقيقيين؟

هناك دائما من الجهات ما تسعى لتحقيق مصالح ذاتية مبنية على التعصب والإقصاء وتهميش الآخر والإرهاب والعنف، ولكننا كذلك نرى أن الجهل والفقر هم كذلك من أهم العوامل التي تسهل الطريق لهؤلاء لزرع أفكارهم الهدامة، ولذلك فإن أحد أهم أهداف المجلس هو دعم خطط التنمية المستدامة في كافة المجالات لكافة الشعوب والمجتمعات حول العالم، ولقد خصص برلمان المجلس العالمي للتسامح والسلام إحدى لجانه الخمس لهذا الشأن وهي لجنة التنمية المستدامة.

كيف يمكن تجاوز الإكراهات الحاصلة بين البلدان العربية، مشاكل الحدود، الهوية والعقيدة، لتخطي الاختلافات الحاصلة بينها، للوصول إلى تسامح وسلام حقيقيين؟

الشعب العربي شعب واحد تربطه عوامل تاريخية كبيرة جدا، وإننا نرى أن هذه العوامل هي الكنز الحقيقي للأمة العربية، فالتوحد والعمل العربي المشترك بناء على الأهداف والمصير الواحد للأمة هما خير سبيل لتخطي كافة الصعوبات التي تواجه أمتنا العربية.

أبرمتم اتفاقات دولية مع الأمم المتحدة ومؤسسات عالمية لنشر ثقافة التسامح، ماذا تحقق لحد الساعة؟

هذا صحيح، ومن أهم ما نصت عليه هذه الاتفاقيات هو توحيد الجهود وتبادل الأفكار والخبرات لدعم نشر قيم التسامح والسلام، وهو الأمر الذي من شأنه تمهيد الطريق وتذليل العقوبات واتخاذ طرق وأساليب مبتكرة لتحقيق أهداف التسامح، كما شملت بعض هذه الاتفاقيات العمل على إقامة ندوات ومؤتمرات مشتركة تعنى بتوعية ونشر ثقافة التسامح والسلام حول العالم وقد عقد عدد منها بالفعل حول العالم، بالإضافة إلى إطلاق جوائز تحفيزية دولية للشخصيات الفاعلة في مجالات التسامح والسلام، كما نصت اتفاقيات المجلس مع عدد كبير من الجامعات المعنية حول العالم على وضع برامج ماجستير ودكتوراه في مجال التسامح، وقد بدأ العمل بالفعل على ذلك عقب المؤتمر الأول للجامعات الذي عقده المجلس في مالطا نهاية العام الماضي، ومن المتوقع تدريس هذه المناهج في أكبر الجامعات حول العالم.

يلاحظ أن هنالك ضغينة شديدة من الغرب تجاه المسلمين، بسبب ما يعتبر “تطرفا عند بعض المسلمين”، كيف يمكن تجاوز هذه الحالة، مع التنبيه أن الغرب يغض الطرف عن التطرف لدى مواطنيه؟

التطرف والعنصرية والعنف والإرهاب آفات لا تعاني منها مجتمعات معينة دون أخرى، وهو ما شهدناه بوضوح تاريخيا واتضح مؤخرا في عدة حوادث كان وراءها إرهابيون ومتطرفون من الغرب، ولذلك فإن المجلس العالمي يسعى لمحاربة كل أنواع التمييز والتطرف والعنف بغض النظر عن مصدره، كما نؤكد دوما أن الإرهاب والتطرف لا دين له أو عرق، ويجب محاربته في كل أنحاء العالم، كما أننا نعمل من خلال المجلس على إيصال الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين إلى العالم، ونفي الصورة الخاطئة التي يحاول بعض المخربين والمتطرفين وصمهم بها لتأجيج الصراعات والنزاعات بين الشعوب.

شرعتم في إنشاء برلمان دولي للتسامح والسلام، هل أخطرتم الجزائر، بهذا المسعى، وما كان ردها؟

البرلمان الدولي للتسامح والسلام هو الجسم التشريعي للمجلس وقد تم إطلاقه أواخر عام 2018 بمشاركة 24 برلمانيا مؤسسا من 24 دولة حول العالم، وأصبح الآن يضم ما يربو عن 65 دولة، تقدموا للانضمام للمجلس العالمي للتسامح والسلام، ونحن على يقين أن عضوية البرلمان الجزائري ستكون إضافة غنية للبرلمان الدولي للتسامح والسلام.

وماذا عن الجمعية العمومية، التي تضم منظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث، والشخصيات المستقلة، هل من تصور لأسماء جزائرية؟

تضم الجمعية العمومية مجموعة من المنظمات والجامعات والشخصيات العاملة في مجالات التسامح والسلام من حول العالم ، وبالتأكيد أن في الجزائر جهات ومؤسسات وشخصيات عريقة من شأنها إثراء عمل الجمعية العمومية، ونحن على استعداد تام للتعاون معها لما فيه مصلحة التسامح والسلام في الجزائر وحول العالم.

كيف يمكن تقييم واقع التسامح والسلام في الجزائر؟

الجزائر دولة عربية ذات تأثير إقليمي ودولي عظيم وتاريخ كبير في الدفاع عن القضايا العادلة ودعم السلام حول العالم، كما أن الشعب الجزائري شعب عربي مسلم أصيل، متشبع بطبعه بثقافة التسامح والسلام والمحبة لأمته والعالم ككل.

عاشت الجزائر، سنة من الحراك الشعبي، أهم ما ميزه عدم إراقة قطرة دم واحدة، رغم ملايين المتظاهرين الذين نزلوا للشارع، كيف تفاعلتم مع هذا التحرك غير المسبوق في العالم؟

لقد شهد العالم كله مدى الرقي والاستقرار الأمني والسلام الذي شهدته الجزائر خلال فترة الحراك، وهو إن دل على شيء فإنه يدل على مدى تحضر الشعب الجزائري الكبير وإيمانه العميق بمبادئ التسامح والسلام وترجمته لها على أرض الواقع.

أعدت الجزائر، نصا قانونيا يجرم نشر وبث الكراهية، كيف تقيمون هذه التحرك، وهل النص القانوني كفيل حقا لوحده بمحاربة الكراهية، ونشر التسامح، أم أن الأمر يعتمد على ميكانيزمات أكثر شمولا، تنطلق من الأسرة وتصل إلى التزامات وآليات تضعها الأنظمة؟

مثل هذه المبادرات هي من أهم ما يسعى المجلس العالمي للتسامح والسلام، وبرلمانه الدولي لتحقيقه، وبالتأكيد أنها مبادرة مهمة جدا ومن شأنها رفع قيم التسامح والسلام وتفعيلها، ومع أهمية القوانين، فإن تطبيقها وتفعيلها لا بد له من عوامل أخرى مساعدة، تبدأ بنشر ثقافة التسامح وزرعها لدى الأجيال وتصل إلى التزام كافة الجهات بتلك القوانين.

كيف ترصدون حملة الكراهية التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي؟

إن الإعلام أحد أهم الجهات التي يعمل المجلس على نشر ثقافة التسامح والسلام من خلالها، إدراكا منا لأهمية الإعلام وتأثيره الجوهري في المجتمعات، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، أحد أهم وسائل الإعلام المعاصرة التي بات المسؤول عنها مختلف أفراد المجتمعات وليس فقط المختصين من الإعلاميين، وبذلك اتسعت المسؤولية علينا لتوعية المجتمع بشكل عام، ووضع مواثيق إعلامية معاصرة تحرم الاستخدام على العنف والكراهية والعنصرية والإرهاب في هذه الوسائل، وهو ما يعمل عليه المجلس وبرلمانه الدولي من خلال لجنتي زرع السلام ولجنة الشؤون القانونية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يوغرطة

    يا اعراب الخليج كفاكم جبنا وخيانة وتحالفا مع من يحتل ارض الاسراء والمعراج ويتخذ من قدسنا العربي الشريف ثالث الحرمين واولي القبلتين عاصمة له .
    كفاكم استسلاما وركوعا للصهاينة والامريكان الصليبيين علي حساب اخوانكم العرب السنة المحاصرين بغزة العزة يا عرب الخليج
    كفاكم نفاقا واعتناقا يا عرب الخليج فلسطين تضيع بين ايديكم فهل من نصير
    يا احمد الجزائريون ليسوا بحاجة لنصائحكم التافهة السخيفة والصبيانية الافضل لكم ان تحرروا ارضكم المغتصبة فلسطين وشكرا