-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 الرّاي التالف!                   

جمال لعلامي
  • 648
  • 2
 الرّاي التالف!                   
ح.م

الأحزاب والمنظمات والجمعيات التي كانت تسارع إلى “التطبيل” والتهويل والمبايعة وتشكيل تحالفات ولجان مساندة، كلما عادت الانتخابات، تفضل ضرب النح ومسك العصا من الوسط بعدم دعم أيّ مرشح لرئاسيات 12 ديسمبر -على الأقلّ إلى غاية الآن- وهو معطى جديد لم تتعوّد عليه الطبقة السياسية وحتى المواطنون خلال الانتخابات الرئاسية السابقة!

بهذا المنطق، فإن “الرئيس القادم” سيأتي خارج أيّ دعم ومساندة، فلا هو مرشح “التوافق” ولا مرشح “الإجماع” ولا مرشح فلان أو علان، باستثناء طبعا قلة من الأحزاب التي قدّمت أمينها العام للمنافسة الانتخابية، وهو ما كان يحصل سابقا، مع فارق غياب بعض الأسماء التي كانت تترشح باسم أحزابها أيضا!

دون شك، فإن الدخول إلى الانتخابات “فرادا” وليس “جماعات” و”طوائف”، سيكشف وزن وقيمة كلّ مترشح، وقد يكون برأي محللين “قوّة” يستفيد منها المترشح الفائز، بعد الانتخابات، فيكون “سيّدا” في قراراته و”حرا” في ما يراه ملائما من تغييرات دون أن يأخذ في الحسبان لعبة التوازنات والولاءات و”القوى” التي ساندته فيستحي منها فيستشيرها!

دون شكّ، فإن الحاشية وبطانة السوء، فعلت فعلتها خلال السنوات الماضية، وسلبياتها أكبر بكثير من إيجابياتها، وفي الغالب كان “رايها تالف”، لكن هل بإمكان أيّ مترشح مهما كان وازنا ومعروفا وقائدا لحزب معيّن، أن ينجح بسهولة ويفتك الإرادة الشعبية، إن لم يتوفر على حدّ أدنى من التوافق؟

مهمة كلّ المترشحين للرئاسيات القادمة، ستكون صعبة ومعقدة للغاية، فطلب أصوات الأغلبية ليس بالأمر الهيّن هذه المرة، فهناك متغيرات فرضها الحراك السلمي، والمطالب السياسية المرتفعة السقف، فضلا عن عوامل اليأس والإحباط والقنوط و”القنطة” واللاثقة، التي تسبب فيها نظام الرئيس المستقيل، طوال 20 سنة كاملة!

ليس من المستحيلات، لكن من الصعب أن يفلح أيّا كان من المترشحين، في استدراج هؤلاء وأولئك وإقناع الناس بالجملة والتجزئة، وهذا لا يعني أن هذه المعادلة لن تتحقق، لكن ينبغي على أيّ مترشح أن يوفر جملة من الظروف والشروط لينجح في تقريب وجهات النظر، ومازال جمع واسع من العقلاء والحكماء، يعتقد أن الوضع يتطلب مرشحا “يبكي” الجماهير ويخاطب قلوبهم وأحاسيسهم المرهفة قبل عقولهم وواقعهم المرّ!

الأيام القادمة، ستنير الطريق السياسي أكثر، بمعطيات جديدة ومؤشرات مستحدثة، بما يعزّز المسار الانتخابي ويؤمّنه من محاولات “الخلاطين” والعابثين والماكرين، ويعيد الأمل لغالبية الجزائريين الذين يريدون الخروج من النفق في أقرب وقت، طبعا عبر قاطرة الانتخابات!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • azhari

    يا سي جمال كلامك جميل و رائع لو كانت الانتخابات حرة و نزيهة .......... يا سي جمال التزوير بدأ من الان .... فلا داعي أن تكذب على نفسك و على القراء

  • أمين أمين

    النظام الفاسد هو الذي في نفق