السقا.. مروّض العقارب الذي جمع بين العلاج والفرجة في البيّض!

يشهد سوق بلدية الكاف لحمر في البيّض، إقبالا منقطع النظير للمصابين بلدغات العقرب على حلقة الرقية والعلاج والتحصن من الإصابة باللدغ العقربي بالرقية عند الميلود السقا الملقب بمروض العقارب.
في ظاهرة غريبة جمعت بين الخيال والحقيقة، إذ يمسك ميلود بالعقرب ويداعبها بحركات مليئة بالدهشة والاستغراب بمجرد الانتهاء من الرقية التي يقدمها الميلود السقا في سكينة وتركيز كبيرين، ليتحول الأمر مع مرور الوقت إلى فرجة جلبت جمهورا غفيرا من مختلف الأعمار لمشاهدة سيرك ترويض العقارب بدلا من الخوف منها.
الفضول دفعنا إلى مرافقة أحد المصابين بلسع عقربي وهو من البدو الرحل إلى سوق الكاف لحمر، حيث المدعو ميلود السقا.. وبعد وصولنا إلى ساحة السوق الأسبوعي، وجدنا جمعا من المواطنين جاؤوا من مختلف بلديات الولاية ومنهم الفضوليون، تجمعوا مشكلين حلقة أصبح يطلق عليها سوق الكاف لحمر، حلقة السقي. استقبلنا الميلود السقا وشرح لنا أن الرقية التي يمارسها ورثها عن جده من أمه منذ سنة 1999؛ وهي لا تعدو أن تكون عددا من آيات القرآن الكريم والأدعية، جربها مع مئات من المواطنين من مختلف الأعمار ولم يشتك إلى يومنا هذا حسب أقواله أي شخص من آثار جانبية أو مخلفات سلبية لمفعول السقا، بل بالعكس تماما تقاطعت أغلب الشهادات التي جمعناها من الجمهور الحاضر وممن جربوا طريقة السقي على التماثل للشفاء بمجرد الانتهاء من عملية السقي والرقية، أو حتى أولئك الذين يحصلون على ما يسمى “التسباب” وهو عبارة عن كمية من الملح أو السكر مرقية، يرشها في البيت أو المكان المقصود لمنع دخول العقارب في منطقة الكاف لحمر المشهورة بأن سم عقاربها قاتل في حالة التأخر ولو النسبي في أخذ حقنة مصل العلاج.
وحسب شهادة بعض من جربوا طريقة السقي ويعتقدون بمفعولها، فإن من شروط السقي عدم قتل العقرب والاكتفاء بكشفها ومحاصرتها ليقوم شخص آخر بقتلها، أما المسقي فبإمكانه حملها واللعب بها دون أي خطر. من جهة أخرى، كشف لنا طبيب مختص “ب. محمد” بمستشفى محمد بوضياف بالبيض، أن الاعتقاد التام في عملية السقي يعتبر مخاطرة لكونه لا بديل عن تلقي الحقنة والمصل المضاد للتسمم العقربي المستخلص أصلا من السم الذي يجمع ويقدم إلى معهد باستور؛ وهو ما يجعل بعض المصابين يكتفون بمثل هذه العلاجات وهو مخاطرة غير محمودة العواقب.