-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
البروفيسور رشيد بلحاج رئيس اللجنة العلمية يروي للشروق تفاصيل استعادة الجاماجم:

“السكانير” و”الحمض النووي” لتحديد هويات الشهداء

كريمة خلاص
  • 5354
  • 7
“السكانير” و”الحمض النووي” لتحديد هويات الشهداء
الشروق أونلاين

حاورت “الشروق” البروفيسور رشيد بلحاج رئيس اللجنة العلمية التي تولت المهمة، والذي كان أول من ألقى النظرة الأولى على شهداء المقاومة في رفوف متحف الطبيعة والإنسان بباربس، وأصر على مرافقتهم إلى غاية دفنهم في تراب الوطن، في مربع الشهداء بمقبرة العالية.

هذه تفاصيل تعيين اللجنة العلمية وبداية المهمة..

كشف البروفيسور رشيد بلحاج رئيس اللجنة العلمية المشرفة على ملف دراسة وتحديد هوية رفات الشهداء العائدين إلى الجزائر، بعد 170 عاما، عن كواليس خاصة لعمل الفريق، وحقائق تاريخية طيلة فترة العمل الذي انطلق في سبتمبر 2018.

وعبر البروفيسور بلحاج عن شرف تكليفه بهذه المهمة النبيلة والتاريخية، وترؤسه للجنة العلمية المكوّنة من عدة قطاعات، بصفته ممثلا لقطاع التعليم العالي، إلى جانب وزارة الدفاع والخارجية والعدل والمجاهدين، وكان أول اجتماع في شهر سبتمبر 2018 بمقر وزارة الخارجية، وعيّن البروفيسور بلحاج خلاله رئيسا للوفد الجزائري.
ويضيف البروفيسور بلحاج أنّ أول رحلة عمل كانت في أواخر سبتمبر، أين تنقل الفريق لباريس لمتحف الطبيعة والإنسان، واجتمع مع الطرف الفرنسي الذي يرأسه البروفيسور ” قيرو”، ليعلن بعد ذلك عن ميلاد اللجنة المزدوجة الجزائرية الفرنسية.

وانتقل فريق العمل الجزائري في جانفي 2019 إلى باريس لتحديد المهام، وخطة العمل المنتهجة، وانقسمت على إثر ذلك مراحل البحث من جانب الأرشيف الذي يمثله السيد محمد شرفو، ووزارة الدفاع الممثلة من قبل العقيد عوفي نبيل، بالإضافة إلى مؤرخين وباحثين من قبل وزارة المجاهدين، وكذا فريق عمل الطب الشرعي، وحددت كل وزارة جوانب عملها.

ويؤكد البروفيسور بلحاج أنّ مهمة المسندة إليهم تخص تحديد هوية 44 جمجمة ورفات ،وما إذا كانت تخص فعلا الثوار الجزائريين الأوائل، أم مواطنين عاديين، وتم ذلك وفق بروتوكول عمل بين الطرفين، في إطار أخلاقيات المهنة واحترام الاتفاق الجزائري الفرنسي.

ويستطرد البروفيسور بلحاج “كل الأمور تمت في سرية تامة لمعالجة هذا الملف الحساس، وتم التنقل لأجل ذلك – ولأجل بلوغ نتيجة عودة الشهداء إلى أرض الوطن – 7 مرات إلى فرنسا، منذ شهر سبتمبر 2018 إلى غاية إتمام المهمة في 3 جويلية 2020، أي على مدار 20 شهرا كاملة، كما أن الوفد الفرنسي أيضا انتقل إلى الجزائر عدة مرات، بالإضافة إلى عدة محاضرات ولقاءات مرئية لاستكمال العمل”.

وأثمرت كل تلك الجهود عن تحديد 24 جمجمة تعود لمقاومين وقادة جزائريين، واجهوا الاستعمار الفرنسي في بدايات غزوه للجزائر، وبخصوص بقية الجماجم، أفاد البروفيسور أن فريق بحث علمي ينتظرون القرارات الرسمية العليا قبل الإقدام على أي خطوة.

جماجم مجهولة بدون معطيات ولا أرشيف.. من أهم صعوبات العمل

وتحدّث المختص عن عدة صعوبات واجهت الفريق أثناء تأدية مهمته، حيث إن كثيرا من الرفات والجماجم لا توجد لها هوية ولا وثائق أرشيفية، نظرا لنفيها نحو جزر أخرى، وأحيانا تصادفنا صعوبات علمية في تحديد هوية الجمجمة، لكننا لم نستسلم، وبذلنا قصارى جهدنا، واعتمدنا احدث التقنيات لأجل ذلك، ونجحنا والحمد لله.
والصعوبة الكبيرة التي كانت تقوض آمالنا، يقول البروفيسور بلحاج، هي أن الجماجم بموجب القانون الفرنسي، كانت تابعة للإرث الفرنسي، ولابد أن يصدر قانون يسمح للطرف الفرنسي بتسليمها، وهنا يقول البروفيسور بلحاج “أنوّه بالدور الذي قام به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والدبلوماسية الجزائرية التي استطاعت أن تصل بالتشاورات والمفاوضات إلى النتيجة المعجزة.

أشعة السكانير والحمض النووي لتحديد هوية الشهداء

ومن بين التقنيات المعتمدة للكشف عن هويات أبطال الجزائر وتحديدهم، تحدث المختص عن دراسات علمية دقيقة، واستعمال أشعة سكانير، ومادة الحمض النووي، ومعطيات وبحوث أخرى أرشيفية، ودراسات علمية.
ويعرب المختص أن الفريق كان يعمل بحماس كبير، بلا كلل ولا ملل، ويستمر لساعات طويلة تدوم أحيانا 10 ساعات يوميا، على مدار أسبوع كامل، دون أن يشعر بالإرهاق أمام نبل المهمة وشرفها، ببساطة يقول بلحاج “لقد كنا أمام واجب وطني، ولم ينل التعب منا بقدر تضحيات الأبطال عنا”.
وأثنى المتحدث على التجاوب الكبير، والدعم الذي قدمه فريق البحث العلمي الفرنسي، الذي وضع تحت تصرفهم كافة الإمكانات والخبرات والتقنيات التي احتاجوا إليها.

قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء أوّل ما قام به الباحثون

لحظات اشتثنائية وشعور لا يمكن وصفه، حين تجد نفسك أمام أبطال الوطن، وتوكل إليك مهمة تحديد هويتهم واستنطاق رفاتهم الطاهرة.. هكذا بدأ البروفيسور بلحاج حديثه عن بداية العمل الميداني الذي جعل مشاعره تختلج بين المهنية والإنسانية، يقف الفريق وقفة انحناء لأرواح الشهداء الطاهرة اعترافا وتقديرا لتضحياتهم الخالدة.

ويروي البروفيسور تلك المواقف الأولى التي عادت بنا إلى 170 عام خلت، حيث يقول “كانت الرفات في الطابق السفلي لمتحف الطبيعة والإنسان بباريس، ولما فتحت الخزانة أمامنا انتابتنا قشعريرة وإحساس خاص لا يوصف، أحسسنا وكأننا أمام أشخاص أحياء وليس رفات لفظت روحها منذ 170 عاما.. وأول ما قمنا به هو قراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة التي استفاضت لبارئها دفاعا عن سيادة وحرمة الوطن وأبنائه.. أحسسنا وكأننا أبناء جيل الاستقلال، جئنا لنحررهم من ذلك المكان والخزانات التي ضمّتهم لسنوات”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • Kirak

    تصفونها كـ "مهمة مستحيلة" و فتح مبين من اجل وضعها كميدالية بطولة على صدر السلطة!! و الحال انه كان يتوجب ارجاع الجماجم ضمن كامل الارشيف و الكنوز المسلوبة منذ زمن بعيد. النظام الان صار يبحث عن اي "مساحيق تجميلية" لتبييض صورته فلجأ للعب على وتر العاطفة كعادته بتواطؤ من فرنسا التي اكيد حصلت على تنازلات عديدة فقط من ال الجماجم.. و السؤال الكبير يبقى: اين الارشيف الكامل خصوصا فترة الثورة و الذي سنجد فيه من اسرار حكام الجزائر ما يجعل الولدان تشيب

  • بوكوحرام

    ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ....
    وعليه فهم لا يحتاجون لاي كان في الدنيا مهما كان شانه

  • سمير

    تتمسخرو بالناس قالو مهمة مستحيلة ومشاورات ولقاءات .خليكم السلطات الفرنسية موقفها واضح اذا ارادت السلطات الجزاىرية استعادة رفاتها فلها ذلك الحومات السابقة هي من كانت لاتعير اهتمام للموضوع

  • حميد

    لا حول و لا قوة الا بالله،ارهاب دولة بأتم معنى الكلمة،فهل يقبل ماكرون ان أضع جمجمته في خزانتي!!!؟

  • Mowatine

    لا يهمنا استرجاع العظام قدر ما يهمنا استرجاع شرف موتهم من اجل الدين والوطن وهذا لا يتم إلا باسترجاع السيادة الكاملة وذالك بعدم السماح لأي جزائري بالتداوي في الخارج ومعناه تطوير النظام الصحي وعدم استيراد القمح والفواكه والسيارات القديمة رحتي الجديدة وذالك بتطوير الصناعة والزراعة والمنظومة التربوية واسترجاع الطاقات البشرية المتكونة في الخارج و مكافحة الخونة في الداخل والخارج و مكافحة النهب والسرقة لأموال الشعب و قيام استقلالية القضاء و محاربة الأمية والفقر ووووو
    القائمة طويلة ولكن غير صعبة في إطار مؤسسات الدولة الحقيقية هل من إذن صاغية

  • البشير بوكثير / رأس الوادي

    الله يرحم شهداء الجزائر

  • laid

    je pose la question comment saviez que cette squelete appartient a ce nomme par exemple el chahid cherif boubaghla rahmatou llah aallayhi sauf il ya une personne proche de sa famille pour prendre un echantillon edentique puis que vous dites au x depart ils sont inquonus je veux une reponse svp.