-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السَّالبُ والمسلوب

عمار يزلي
  • 465
  • 1
السَّالبُ والمسلوب
ح.م

السؤال الأكبر الذي بات اليوم عندنا كعرب ومسلمين إزاء التحول السياسي في الولايات المتحدة، هو مستقبل القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط ثم إيران واليمن، تليها قضايا أخرى كالوضع في سوريا والعراق ولبنان.. والحبل على الجرّار…

بالتأكيد لن تتمكن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض من إحداث اختراق كبير في القضية الفلسطينية والأقصى، وأقصى ما يمكن أن يذهب إليه بايدن خلال السنوات الأربع المقبلة، هي أن يعيد القضية إلى المربع الأول.. مع تغير على الأرض يكون الكيان الصهيوني قد أحدثه خلالها من ضم وتوسيع المستوطنات وتهويد. غير أن الصفقة بالشكل الذي أرادت الإدارة السابقة فرضه: صفقة بيع من لا يملك لمن لا يستحق، لن تكون محل نقاش. سنرى عودة إدارة بايدن إلى فكرة حل الدولتين بما يعني مغازلة إسرائيل من جديد بالمال والمساعدات والخضوع لها في الملف الإيراني والتطبيع.. مقابل أن تتعهد إسرائيل بحل يُرضي الطرف الفلسطيني إلى حد ما.. دون أن يكون في قرارة نفس إسرائيل النية في الوفاء بالعهود كالعادة، وستمضي في ربح الوقت واختلاق الأعذار وقد تدخل في حرب مع غزة ولبنان إذا اقتضى الأمر لتحسين الوضع التفاوضي مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.. تهربا من استحقاق القدس ووحدة الأراضي الفلسطينية لسنة 1967، كما اقترحتها المبادرة العربية للسلام.

هذا ما سنشهده طوال السنوات الأربع القادمة إن لم يكن أسوأ، إذ أنه من غير المتوقع أن يحدث انفراجٌ في القضية والمنطقة إلا بالمقدار الذي ترضى به إسرائيل والمتمثل في تقليم مخالب إيران في ملفها النووي على الأقل.. كونها ترى في إيران خطرا وجوديا.. لا خطرا حدوديا.. وتحاول أن تُقنع بقية دول الخليج المطبِّعة أو التي تنتظر قطار التسريع مع إدارة بايدن.. ربحا لودِّها الذي لطخته مع إدارة ترمب..

الوضع في الخليج العربي الفارسي، لن يكون سهلا ولا سريعا، ولا سلسا، خلافا لما قد يراه البعض؛ فإيران قد تفجِّر مفاجأة أخرى بالانتقام لشهداء قضيتها وقد يؤجج ذلك الوضع أكثر. الوصول إلى اتفاق بين الطرفين لن يكون بالسهولة التي يتوقها البعض، فما حدث منذ أفريل 2015، إلى اليوم، ليس هو نفسه عند توقيع الاتفاق النووي، فقد حدثت منذئذ تطوراتٌ لم تكن في الحسبان. خروج إدارة ترمب من الاتفاق وفرض عقوبات على إيران لم ينته إلى اليوم وسيستمرّ. كان الهدف منها هو إخضاع إيران ماليا إلى حد الإفلاس لإرغامها على توقيع اتفاق جديد بشروط أكثر إجحافا من ضمنها الحد من انتشار الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، وهذا ما لم تفعله إيران وفضلت المعاناة مع العقوبات وصمدت إلى أن رحلت إدارة ترمب. بالمقابل عملت إيران على التنصُّل التدريجي من التزامات لم تعد تكبِّلها خاصة في نسبة تخصيب اليورانيوم الذي رفعته من أقلِّ من 4 إلى 20%، مما أشعر الغربَ وأمريكا بالغضب وهي تقترب من 90%.. الذي يعني الجاهزية لصناعة قنبلة نووية.

لن يكون سهلا على إيران أو على الولايات المتحدة أن تتأكد من أن العودة للاتفاق القديم.. مع كل ما جدَّ من جديد. لهذا سنرى في الأيام القليلة المقبلة شد الحبال والأسنان بين الطرفين ورفع الأصوات عاليا تمهيدا للبدء في مفاوضات سرية قد تفضي إلى قبول الجلوس على طاولة المفاوضات. لكن هذا لن يكون إلا عبر مرور أمريكا من بوابة تل أبيب ومن باب الاتحاد الأوروبي وبعض دول الخليج. مسألة لا ترفضها إيران بالمطلق، لكن ليس من منطلق الخضوع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • دوناتوس

    علينا كعرب ان نتوحد سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا من اجل تحرير ارضنا العربية فلسطين من الصهاينة المغتصبين وال الابد وان نرفع الحصار عن اخواننا العرب السنة المحاصرين بغزة وفورا
    وتحرير جزيرة العرب كلها من الاحتلال الامريكي الصليبي -وجود قواعد عسكرية بالخليج العربي امريكية وبريطانية وفرنسية وهولاندية ....-
    ستكون قيادة كل العمليات لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز ال سعود وبمباركة علماء السلفية الوهابية المخلصون لدينهم وربهم السديس وال الشيخ والعريفي والقرني والفوزان والعرعور ......
    علي العرب ان لا يعولوا علي البربر الامازيغ ولا علي الاتراك ولا الفرس ولا الهنود لتحرير ارضهم