-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائريون يختارون رئيسهم

الشباب: نطلب من الرئيس العمل وتخفيض مدة الخدمة الوطنية

نوارة باشوش
  • 6790
  • 6
الشباب: نطلب من الرئيس العمل وتخفيض مدة الخدمة الوطنية
ح.م

عاشت الجزائر الخميس، حدثا هاما في مشوارها السياسي، حيث كان الجزائريون على موعد مع اختيار القائد الذي سيدير شؤونهم لخمس سنوات كاملة، فبين منتخب ومتظاهر، وبين مؤيد ومعارض، مر 12 ديسمبر 2019، بردا وسلاما، على الجزائر، وسط إجراءات أمنية مشددة شاركت فيها جميع قوات الأمن المشتركة، ففي الوقت الذي اتجه فيه عدد كبير من المواطنين صوب مراكز الاقتراع، فضل آخرون التظاهر وسط العاصمة وبالأخص ساحة الشهداء وأعالي ديدوش مراد بطريقة سلمية، صانعين صورة حقيقة للديمقراطية شعارها “انتخب أو لا تنتخب فأنت حر”.

طغت على مخيلتنا، ونحن في حدود الساعة الثامنة صباحا، متجهين إلى مراكز ومكاتب الاقتراع المنتشرة عبر إقليم، بلديات الجزائر العاصمة على غرار عين البنيان، الحمامات، باب الوادي، ساحة الشهداء، بلكور، بلوزداد، الحراش، باب الزوار وغيرها صورة المكاتب الخالية على عروشها، خاصة وأن الطريق الرابط بين أحياء تلك المدن، كان يوحي بقلة حركة المواطنين، وخلود الكثيرين إلى الراحة، باستثناء بعض الباعة، الذين فضلوا فتح محلاتهم للاسترزاق، بدل التوجه إلى مكاتب الاقتراع في ساعات الصباح الأولى.
ومازاد من المشهد، اللوحات الإشهارية المخصصة للحملة الانتخابية على مستوى بلديات العاصمة، بدت خالية من صور المترشحين الخمسة باستثناء بعض الصور التي أقدم مواطنون على تمزيقها مباشرة بعد إلصاقها.

فرعون لم تنتخب وتبون يجلب الأنظار

أخذنا طريقنا في اتجاه بوشاوي، أين انتخب رئيس الدولة والوزير الأول وعدد من وزرائه وإطارات الدولة وشخصيات معروفة، إلى جانب المترشحين للرئاسيات، وسط إجراءات أمنية مشددة، إلا أن مركز أحمد عروة عرف إنزالا أمنيا استثنائيا لقوات الأمن الرئاسي ومختلف التشكيلات الأمنية.

وكان أول من أدى الواجب الانتخابي، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، في حدود الساعة التاسعة و15 دقيقة، الذي بدا منهكا، يمشي بخطوات متثاقلة نحو مكتب رقم 61 ليدلي بصوته، وسط حضور مكثف لوسائل الإعلام الوطنية والدولية، وبعد أقل من 5 دقائق خرج من المكتب وهو محاطا بحراسة أمنية مشددة، ولم ينطق بكلمة، وكان وزير الخارجية صبري بوقادم قد أدلى بصوته متأملا في تخطي الجزائر للأزمة، منددا بالاعتداءات التي تعرض لها عدد من أفراد الجالية المقيمة بالخارج. بالمقابل، فإن وزيرة البريد هدى فرعون بقيت تصول وتجول في المركز لمدة 10 دقائق، إلا أنها لم “تنتخب” بسبب عدم تسجيلها في قوائم مركز “أحمد عروة”.

فيما فضل الوزير الأول نور الدين بدوي، الذي وصل إلى مركز أحمد عروة ببوشاوي غرب العاصمة، لأداء واجبه الانتخابي، عدم الإدلاء بأي تصريح صحفي، وبدا متحفظا رغم الابتسامة التي لم تفارقه، أما المترشحون، الذين صوتوا بمركز بشاوي، فقد استقطب عبد المجيد تبون الأنظار، حيث كان أكثر مترشح مكث بالمركز لأزيد من 10 دقائق وهو محاط بوسائل الإعلام الوطنية والدولية، فيما دخل المترشح بن قرينة إلى مدرسة أحمد عروة وكله نشاط وحيوية باعتبار أن هذا اليوم على حد تعبيره “عيد الجمهورية الجزائرية الجديدة” وحث على مواصلة الحراك السلمي من أجل اجتثاث جذور العصابة، وبالنسبة لعز الدين ميهوبي فقد دخل المركز وهو واثق من نفسه، وأدلى بصوته الانتخابي قبل أن يقدم تصريحاته لوسائل الإعلام.

الديمقراطية بين “مؤيد ومعارض” للانتخابات

غادرنا بوشاوي، وواصلنا في اتجاه منطقة عين البنيان، التي عرفت مظاهرات عارمة ليلة الأربعاء، إلا أن الهدوء عاد إليها حركة عادية، محلات مفتوحة، شباب وشيوخ، نساء وأطفال يصولون ويجولون، وهي نفس الصورة وقفنا عليها في الحمامات، مرورا بميرامار وصولا إلى بولوغين، حيث عرفت مراكز الاقتراع في الصبيحة إقبالا محتشما.

إلا أن الأوضاع تغيرت بمجرد وصولنا إلى ساحة الشهداء، أين تعالت أصوات متظاهرين رافضين للانتخابات، قبل أن تتدخل مصالح مكافحة الشغب التي حاصرتهم ومنعتهم من الوصول إلى مراكز الاقتراع، حتى لا يعيقوا العملية الانتخابية، وتكرر نفس المشهد بشارع ديدوش مراد، أين خرج المواطنون للتظاهر ضد الانتخابات، ورغم الحصار الأمني المفروض عليهم إلا أنهم تمكنوا من التجمهر في الأخير استعدادا لمسيرة دعا إليها حراكيون.

وعلى مرمى حجر من ساحة الغاضبين، كان الناخبون يدلون بأصواتهم في مركز “باستور” القريب من الجامعة المركزية بن يوسف بن خدة بكل حرية، معتبرين أن “الواجب والحس الوطني هو من ناداهم إلى الصناديق” التي يرونها المخرج الوحيد للبلاد من أزمتها.

وشهد المركز الذي تميز محيطه بحراسة أمنية شديدة، تعكس مدى حرص مصالح الأمن على ضمان الأمن والسير الحسن للعملية الانتخابية التي تجري تحت أنظار أكثر من 500 ملاحظ أجنبي، وعشرات الدول الصديقة والشقيقة، إقبال شخصيات بارزة، على غرار رئيس البرلمان سليمان شنين المنتمي إلى حركة البناء الوطني التي ترشح باسمها عبد القادر بن قرينة.

بوتفليقة يصنع الحدث ويدلي بصوته

بعد أن تلقينا مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء، يخبرنا فيها عن مفاجأة غير متوقعة تتعلق بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، واصلنا طريقنا باتجاه الأبيار، ولأن الجزائر بلد الجميع، فضلنا أن نقيس مدى اهتمام سكان الأحياء الراقية بهذا الحدث، ولم ننتظر طويلا، حتى تجلت لنا الحقيقة كاملة، حيث وقفنا على عدد لا بأس به من المواطنين الذين توافدوا إلى مركز البشير الإبراهيمي، فلم يتخلف لا الوزير، ولا العامل البسيط ولا المتقاعد، ولا الطالب عن أداء واجبه الانتخابي، إلا أن شقيق الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة صنع الحدث، ففي خطوة مفاجئة للغاية، أدلى الرئيس السابق بصوته الانتخابي بمركز البشير الإبراهيمي بالأبيار، حيث ناب عنه شقيقه ناصر الذي استظهر بطاقة أخيه الحاملة للرقم “13133 ومعها الوكالة بمكتب التصويت رقم 34، وبابتسامة عريضة لم تفارق وجه ناصر أدى واجبه وواجب شقيقه الانتخابي، بوضع ورقته، ثم ورقة الرئيس المستقيل في الصندوق، دون أن ينطق بكلمة لوسائل الإعلام.

وبالمقابل صنع الوزير الأسبق للداخلية نور الدين يزيد زرهوني، الذي توارى عن الأنظار لمدة، والذي بدت عليه علامات التقدم في السن وهو يدلي بصوته وقال لوسائل الإعلام، “الواجب ينادينا.. فلا نبخل بصوتنا”.

نطلب من الرئيس تقليص الخدمة الوطنية إلى 6 أشهر

وفي في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال كانت وجهتنا باب الوادي، حيث صنع شباب هذا الحي الشعبي الحدث، عندما تقدم عدد من الناخبين أغلبهم من الشباب، للإدلاء بأصواتهم في أكبر مكتب انتخاب في البلدية وهو مركز الأمير عبد القادر، حيث طلب الشباب الذين التقيناهم من رئيس الجمهورية الجديد، تسوية وضعيتهم تجاه الخدمة الوطنية مع تخفيض مدتها إلى 6 أشهر.

إلى ذلك، المشاركة بدت ضعيفة في الساعات الأولى بعد فتح بقية المراكز كما في تكميلية باستور بوسط العاصمة أو مدرسة محمد زكال في حي بلكور أو ومدرسة محمد مادة بساحة أول هماي، وعلى أمتار من تكميلية باستور، منعت الشرطة تظاهرة لعشرات الأشخاص الرافضين للانتخابات.

وفي بلدية القبة فضل العديد من المواطنين التوجه إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيسهم وبالتالي المساهمة في بناء جمهورية جديدة، وتفويت الفرصة على المتربصين باستقرار وأمن الوطن، حيث عبر أحدهم قائلا “جئت لأدلي بصوتي من أجل بلادي أولا، وثانيا لأن الانتخاب حق وواجب”، وهي القناعة التي اتفق حولها العديد من الشباب الذين صوتوا في مراكز ومكاتب الاقتراع بالقبة، وحملت في مضمونها معاني عميقة ودلائل قوية أكدت مدى وعي الشباب الجزائري وغيرته على هذا الوطن.

https://www.facebook.com/Echorouk/videos/783737228755744/?v=783737228755744

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ali ahmedi

    انتخابات كلاسيكية على طريقة الانظمة التسلطية

  • قناص

    هدى فرعون لم تنتخب لأن اسمها لم يكن مسجل ؟
    غير روحي دبري خدمة ...زمن الحماية الحماية من طرف العصابة إنتهى بلا رجعة ??باي باي

  • غيور على الجزائر

    نتمنى تشجيع القروض لشباب الخدمة الوطنية لخدة المجتمع

  • elarabi ahmed

    لمادا يقال على جماعة الرئيس السابق (العصابة ) هم فى حقيقة الامر لايملكون السلطة وهم واجهة للسلطة الحقيقية وبما أن الرئيس السابق كان دكيا قرر ان يخدم مصلحته ومصلحة حاشيته أما الرئيس الحالى فلن يكون أحسن من من سبقوه

  • خدمة

    خدمة انت تحوص عليها وقت حارس الليل و سائق شاحنة انتهى ههه....كاينة فلاحة في صحراء وليدو

  • HOCINE HECHAICHI

    تعددت الوعود وتنوعت المطالب .
    ألا يذكركم هذا بالعهدة ألاولى "لفخامته" ؟