-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قطع الطريق بالنفايات والأطفال.. واعتصامات بخياطة الأفواه والزغاريد

“الشروق” ترصد أغرب احتجاجات الجزائريين

زهيرة مجراب
  • 1530
  • 0
“الشروق” ترصد أغرب احتجاجات الجزائريين
ح.م

يميل بعض المواطنين إلى اتخاذ لغة الاحتجاجات وقطع الطرق كسبيل وحيد للفت انتباه السلطات إليهم وتحقيق مطالبهم سريعا، غير أن كثرة الاحتجاجات وتعدد المطالب في كل مرة، واختلافها دفعت بالمحتجين إلى التفنن وابتكار أساليب مرة تكون أكثر قوة وأحيانا تحمل من الطرافة والضحك جزءا كبيرا، وهو ما دفعنا إلى تسليط الضوء على أغرب الاحتجاجات التي شهدتها مختلف البلديات والمدن.

عندما تذكر الاحتجاجات تتبادر إلى الذهن رائحة الدخان والمتاريس والهتافات، لكن هذا الزمن ولى، وحلت محله طرق أخرى وأساليب تجمع بين الغرابة والقوة لإيصال رسالتهم سريعا وتنفيذ مطالبهم عاجلا، ليكون خروج النساء إلى الشارع في إحدى القرى المحافظة وغلق الفلاحين الطريق بالجرارات وحمل دلاء الماء احتجاجا على أزمة المياه أكثر الطرق انتشارا وتداولا، خصوصا في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي يستعين بها المحتجون في كل مرة لإبلاغ مطالبهم.

مواطنون يقطعون الطريق بالنفايات احتجاجا على غياب النظافة

غالبا ما تكون النفايات مصدر إزعاج للسكان ودافعهم الأول إلى الخروج وإسماع صوتهم إلى السلطات في حال تخاذلها في رفعها وتنظيف المحيط، وهو واحد من حقوق المواطنين.. لذا، يعملون في كل مرة على إيجاد طريقة تمكنهم من الحصول على تجاوب المسؤول بطريقة سريعة، كحال سكان قرية خليل ببجاية، الذين صنعوا الحدث الأسبوع الماضي، خلال احتجاجهم بعدما أقدم السكان على غلق الطريق بالنفايات وهذا اعتراضا على أكوام النفايات التي باتت تغرق فيها قرى وأحياء بلدية برباشة في بجاية، منذ قرابة شهر ونصف، حيث تحولت شوارع وأزقة هذه البلدية إلى أشبه بمفرغة عشوائية مترامية الأطراف.

القمامة على باب منزل “المير” لدفعه إلى تنظيف الحي

وليس هذا الاحتجاج الوحيد، فقد انتهج سكان مدينة فوكة بتيبازة، نفس الأسلوب للتعبير عن اعتراضهم لتماطل مصالح البلدية في رفع القمامة لمدة طويلة فلم يكن من حل أمامهم سوى وضع أكياس النفايات كعريضة لغلق الطريق ومنع حركة المرور. والأمر ذاته قام به سكان الأربعاء، الذين غلقوا الطريق بالنفايات رافضين تبعيتهم إلى ولاية البليدة، مطالبين بجعلهم تابعين إلى ولاية الجزائر العاصمة.

وهذا الأسلوب اتبعه مواطن من بلدية خميس الخشنة، انزعج لكثرة النفايات في الحي الذي يقيم فيه وبالرغم من سعيه الحثيث لإيجاد حل لها لكنه لم يلق أي تفاعل من الجهات المسؤولة بالبلدية، فلم يكن من حل أمامه سوى حمل أكياس النفايات ليقوم بنقلها ووضعها أمام منزل رئيس البلدية حتى يشعر بجزء من معاناة السكان.

يقطعون الطريق بأطفالهم للمطالبة بالترحيل

تتعدد طرق الاحتجاجات باختلاف المطالب ليظل احتجاج سكان حوش بيقة ببلدية براقي، هو الأكثر غرابة على الإطلاق بعدما اتخذ السكان أطفالهم الذين لم يتجاوزوا سن 5 سنوات، وسيلة لقطع الطريق ولفت انتباه الجهات المسؤولة إلى ضرورة ترحيلهم من سكناتهم إلى أخرى لائقة، حيث عمد الأهالي إلى وضع أبنائهم على امتداد الطريق في وضعية النوم، ورفضوا مغادرة أماكنهم إلى حين حضور الجهات الرسمية ومنحهم وعودا بتحقيق مطالبهم. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فالعديد من المواطنين والسكان خلال احتجاجات الترحيل أو المطالبة بالحصول على سكن كانوا يعتمدون على فلذات أكبادهم لتحقيق مبتغاهم.

زغاريد لتسوية وضعية مساكنهم

أما في أحد الأحياء المنكوبة ببلدية الرويبة، التي لا يمتلك سكانها وثائق ملكية لمنازلهم وفي كل مرة يعدهم المتعاقبون على رئاسة البلدية بتسوية وضعيتهم ثم يعودون ويتراجعون عنها، لم تجد السيدات من وسيلة سوى إطلاق الزغاريد لعلها تحرك شيئا وتغير من واقعهم.

يخيط فمه للمطالبة بسكن لائق

ولأن السكن هو حلم كل مواطن ويبذل في سبيل الحصول عليه الغالي والنفيس اهتدى أحد المواطنين من حي الشراقة بالعاصمة، إلى خياطة فمه اعتراضا على عدم منحه سكنا، فالرجل الذي كان يقيم في مسكن فوضوي رفقة زوجته وأولاده وجد نفسه في الشارع، بعدما هدم منزله لتكون الخيمة حلا مؤقتا لعل السلطات تتدخل وتتكفل به، لكن لا أحد أعانه، فلم يجد حلا سوى خياطة فمه بالإبرة والخيط داخل الخيمة التي يسكنها.

هدد بالانتحار فتحولت المزحة إلى حقيقة

في حين لم يحسب أحد المواطنين من حجوط في ولاية تيبازة، حسابا بأن تتحول تهديداته إلى حقيقة.. فقد كان يعاني من أزمة سكن خانقة بعدما طرده أهله من المنزل العائلي الذي كان يقيم فيه ليجد الشارع في انتظاره، وبعدما ضاقت به السبل حاول الانتحار، فصعد أعلى مقر البلدية وسكب قارورة بنزين وراح يهدد بإضرام النار في جسده باستعمال ولاعة “بريكي” فارغة، ولم يتوقع خروج شرارة نارية منها لتنطلق النيران في كامل جسده وملبسه ويحترق بالكامل مع أن رغبته لم تكن الانتحار بل التهديد فقط.

كما لم يتورع أحد البطالين من العاصمة، كان يهدد بالانتحار بعد فشله في العثور على عمل باستعمال خدمة البث المباشر على “الفايسبوك” لنقل الحدث. وهي الوسيلة التي تفطن إليها غالبية المواطنين لفعاليتها وسرعتها في نقل الأحداث وتداول الصور، حيث بات يعتمد المحتجون في كل مرة على نقل أحداثها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” كي تصل إلى المسؤولين سريعا.

بطالون يقطعون أجسادهم وآخرون  يحولون الطريق إلى ملعب

تدفع البطالة المواطنين إلى خوض احتجاجات غريبة وعجيبة تصل إلى حد تمزيق الجسد بشفرات الحلاقة مثلما مزق الفقر وقلة الحيلة أجسادهم بسياطه، كما أدى غياب التنمية المحلية في إحدى ولايات المسيلة، بالسكان إلى قطع الطريق لأيام وتحويله إلى ملعب لكرة القدم في إشارة إلى ضرورة إعادة تهيئة الولاية وتطويرها وتوفير مرافق حيوية لهم. وصنعت صور احتجاج في إحدى الولايات الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، بعدما قطع سكانه الطريق ببناء جدار حقيقي من الآجر والإسمنت، ولعل هذه المبادرة شجعت الكثير على خوض التجربة والتعبير عن غضبهم ورفضهم سياسة رئيس بلديتهم بتشييد جدران عند مدخل مقر البلدية لمنع الدخول والخروج منها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!