-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدير العام للمجمّع الحاج رشيد فضيل:

“الشروق” وقْفُ علي فضيل في خدمة الدين والوطن والمواطن

الشروق أونلاين
  • 1030
  • 1
“الشروق” وقْفُ علي فضيل في خدمة الدين والوطن والمواطن
ح.م

بعد مرور عام من رحيل القائد المؤسس لمجمع “الشروق”، الأستاذ علي فضيل، عليه شآبيب الرحمة والرضوان، يسترجع المدير العام، الحاج رشيد فضيل، بقدر كبير من الصبر والاحتساب والأمل، شريط الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى التي رُزئت بها العائلة والمؤسسة والأسرة الإعلامية الجزائرية والعربية، بفقدان ركيزتها الوثقى وأحد أعمدتها الصلبة على مدار أربعين عاما من العطاء والاحترافية والتأسيس لتجارب صحفية رائدة وطنيا إقليميا.

وبنرة لا تزال خشخشة الحزن تخنقها، قال الحاج رشيد فضيل ” لقد كان خبر وفاة الراحل علي فضيل صدمة لنا جميعا، تأثرت به الأسرة الصغيرة ومؤسسة الشروق على السواء، فقد ترك فراغا كبيرا في كليهما، لكن إيماننا بالله وبأنّ ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن أجل الله إذا جاء لا يقدم ولا يؤخر، منحنا القوة للصبر والتحمل، وربط على قلوبنا”.

وفي مقابلته معنا، يستحضر الحاج رشيد فضيل تلك الهبة التضامنية الشعبيّة والرسمية والنخبوية التي عبّر عنها الجزائريون في ربوع الوطن وعبر القارات الخمس من الجالية الوطنية بالخارج، وهو يعربون عن خالص مواساتهم، ويجسدون تعاطفهم بالزيارات والمكالمات والرسائل، حيث عرف مسقط رأسه بمنطقة بئر أغبالو جنازة حاشدة غير مسبوقة لدى أهلها، تداعى لها الناس من كل صوب وحدب، ليشهدوا لحظات الوداع الأخير من كلّ فجّ عميق، في يوم مضطرب جويّا، بكت فيه السماء مطرا غزيرا حزنًا على رحيل الفقيد.

تلك الصور الإنسانيّة التي عكست محبة الرجل في قلوب الجزائريين وتقديرهم لمساره الإعلامي الحضاري الوطني القومي، ودوره في التعبير عن هموم البسطاء والوقوف إلى جنب الفقراء منهم، أفرغت صبرا جميلا، يقول الحاج رشيد، على قلب العائلة، وهي تتلقّى سيل الإشادات بمناقب عزيزها وآثاره الحسنة في كل مكان، وتتسلّى بالدعوات المباركات لفقيدها بالمغرفة والفردوس الأعلى في جنان الخلد، وهو ما شحذ همتها، برغم الوجع ولوعة الفراق، على مواصلة رسالة المرحوم في خدمة الحق ونقل الحقيقة، على حدّ تعبيره.

ولأنّ التسليم بالقضاء والقدر ينتصر عند أهل الإيمان على محنة المصاب الجلل، فقد تسلّحت قيادة الشروق الجديد بعزيمة من حديد وهي تتحمّل مسؤولية ثقيلة في اعتلاء مقام شخصية كبيرة في المشهد الإعلامي العربي، بوزن وتجربة وسمعة المرحوم علي فضيل.

وبهذا الصدد، يؤكد الحاج رشيد فضيل، أن الرهان الكبير كان هو الحافظ في فترة عصيبة على ذاك الصرح الشامخ، في مواجهة مؤامرات وضربات وموت مبرمج طال المجمع في عهد العصابة البائدة، عبر التضييق الخانق الذي لازم المؤسسة بكل فروعها طيلة أربع سنوات، كان من أهم نتائجه تجويع أكثر من ستمائة عائلة، وإثقال كاهل المجمع بالديون، وتجفيف جميع منابع التمويل، ضف إلى ذلك المنافسة غير الشريفة من زملاء وقنوات لعبوا أدوارا قذرة في مرحلة من المراحل ولا يزالون، بالوشاية الكاذبة وتشويه صورة المجمع وعماله لدى المسؤولين، ولكن الحمد لله “تمكنا من تجاوز كثير من تلك العقبات بل وتقدمنا أشواطا في تثبيت مكانة الشروق، جريدة، وقناة، في صدارة المشهد الإعلامي في الجزائر”، مثلما يوضح المتحدث.

وبعد عام من رحيل مؤسسها وقائدها الروحي والشرفي الذي يبقى حاضرا فيها بمكتسبات ثلاث عقود من التجربة والعطاء والبذل والتضحية والاستثمار بلا حدود، ها هي “الشروق” لا تزال تتربع على ريادة الإعلام وطنيا وحتى مغاربيّا، داحضة ادعاءات المغرضين والحاقدين الذين كانوا يمنّون النفس المريضة بأفول نجمها الساطع في الآفاق، لكنها اليوم تمضي قُدمًا كقضاء الله وقدره لا تلوي على شيء، تواصل مسيرتها كما خطّها ورسمها المرحوم، ضميرًا صادقًا للشعب، وصوتا مخلصًا للوطن، خادمة للثوابت ومنافحة عن المبادئ بكل وطنيّة وحرفيّة وموضوعيّة، بعيدا عن الشطط الإعلامي بين الإفراط والتفريط، وفق تعبير الحاج رشيد فضيل.

وعن الرؤية المستقبليّة وخارطة الطريق لمراكمة التجربة والسمعة العربية لمجمع “الشروق”، يشدد المدير العام على أنّ الأولويات الدائمة والأساسيّة هي تثمين الإنجازات الكبيرة التي حققها المرحوم علي فضيل، بتدعيمها وترسيخها في القناة والجريدة، ثم الإبداع والابتكار والتجديد في كل ما يقتضيه الاجتهاد، من حيث الشكل والمضمون ومسايرة التطورات التقنية الحديثة، خاصة في ما يتعلق بالصحافة الرقمية، حيث سيكون من أهم الرهانات القادمة هو ضمان تنفيذ تحوّل رقمي لجريدة وقناة “الشروق” وبناء منصة رقمية قوية، تترجم مكانة “الشروق” في المشهد الإعلامي العربي.

أمّا عن رسالة قيادة “الشروق” إلى طاقمها الرائع في مختلف فروعه، ولجمهورها العريض، في الذكرى الأولى لوفاة الأب الروحي للمؤسسة، والذي ترك أمانة كبيرة في ذمتهم فردا فردا، لأنها لم تعد ملكا عائليا ولا عماليّا، بل هي مكسب وطني حضاري مجتمعي مستدام، فضل مديرها العام الحاج رشيد فضيل، توجيه تحية خاصة وخالصة لكل عمال مجمع الشروق على صبرهم في الشدائد والأزمات، التي مررت بها المؤسسة، مكبرا فيهم مواقفهم البطولية التي سطروها على مر الأيام، و”يحق لنا جميعا أن نفتخر بهذه الإطارات التي كوّنها المرحوم على مدار عشرات السنين، وهي التي تقود اليوم مسيرة الوفاء والنجاح”.

كما توجه الحاج رشيد فضيل بالشكر والتقدير لكل شركاء المجمع التجاريين الذين لم يتأثروا بحملات التشويه والتشكيك، مواصلين العمل مع المجمع، وهم اليوم أصدقاء في النجاح، متعهدا لجميع محبي “الشروق” بمواصلة مسيرة المرحوم، لنؤسس لمشهد إعلامي مهني ومحترف بعيدا عن صحافة الاستفزاز والابتزاز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • كلمة حق

    تقبل الله منه وشكر مسعاه وجعل مثواه جنة النعيم و أدام عطاء مؤسسة الشروق الغراء برجال هم خير خلف لخير سلف