-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشيخ الإبراهيمي.. ساخرا..

عمار يزلي
  • 1257
  • 1
الشيخ الإبراهيمي.. ساخرا..
ح.م

عندما يتحدث محمد البشير الإبراهيمي عن حادثة– ولو دون ذكر اسم المعني بالأمر– وقعت في حضرة شيخ زاوية مع مريديه، فإن هذا لا يعني أنه يعني هذا الشيخ عينه، أو هؤلاء المريدين ذواتهم، إنما يرمي إلى تعميم النقد على الجميع، إذ نجده يشير قائلا: “.. ولقد قال رجل منكم– وكلكم ذلك الرجل– لأتباعه، وهو يحضهم على دفع الغرم للزاوية: يا لخو– لقد قال الله: لا تنالوا البر والبحر حتى تنفقوا… فقالوا جميعا: صدق الله..”..

الإبراهيمي هنا يحاول أن يثبت أن الواحد نموذج عن الكل: .. وكلكم ذلك الرجل.. وأن التهمة– الجمع الموجهة إلى هذا الشيخ من جهل وتدجيل.

فإذا كان الشيخ يمثل ملقن الجهل للجاهلين- فيم الناص- زيادة على ميزة التدجيل والاحتيال بشهادة استشهاده بأية قرآنية محرفة عن النص الأصلي لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران -29 وغير فاهم حتى معناها، أو متجاهلا لحاجة في نفسه، عندما أخلط البر بـ البر ليضيف لها البحر! وأيضا حين وظفها لغير الغاية التي أنزلت الآية من أجلها، فإن المريدين، الذين يمثلون الجهل الأكثر جهلا– باعتبارهم نتائج مؤسسة منتجة وموزعة للجهل بطريقة موسعة وأكثر رداءة- أجابوا بشكل آلي: صدق الله.. دون تأكد ما إذا كانت الآية أية !

حس الإبراهيمي النقدي الموضوعي المنطقي، لا يصرفه عن الملاحظة على أنه كانت هناك أسماء وشخصيات وتلاميذه يحتلون من الموقع الاحترام المكانة المرموقة في سلم الثقافة الدينية وفي سلم الأخلاق العلمية أيضا، ويتأسف عن ضياع ذلك المستوى وذلك المشهد العلمي الذي كان يقابل بالتبجيل والاحترام والتقدير قبل الاحتلال، عندما يقول: “.. ولهفي على تلك الآراء التي كانت كأنها التنزيل تقابل بالوجوم والأطراف ولا تعارض ولا تراجع، وقد صارت في هذه الجمعية السخيفة تعارض بقول سخيف: ينظر لي يا سي الشيخ رأيك هذا ما يصلحش بنا راك غالط فيه ويلزمك تسحبو.. له الويل وبفيه الحجر.. ما معنى يسحبوا.. وهل لم يجد من يقول له هذه الكلمة إلا لمن لم يتعود أن يسحبوا أولى بك ابن البربرية، ولو غيرك قالها، ولو في غير هده الجمعية المسخوطة قلتها إذا لتناولتك الهراوي من يد العربي والشاوي”.

الإبراهيمي يسخر من الشيخ أولا، لأنه لم يكن قادرا على منع المعارضة اللفظية– ليس زجرا وإنما إقناعا- ولكونه يكون قد قبل مرات سابقة سحب ما قاله، حتى وإن كان القول غير قوله، بل قول الشرع !:”.. أولم يجد من يقول هذه الكلمة إلا لمن لم يتعود أن يسحب.. فقبول مبدإ سحب القول، هو قبول بالخضوع والتنازل عن قول ليس ملكا له طاعة أو خوفا، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ثم يسخر هنا من البربرية– سخرية من موقف لا من عرق المتجرئ على معارضة الشيخ جهارا، معارضة سياسية في محتواها لا فقهية.. ينظر لي يا سي الشيخ.. رأيك هذا ما يصلحش بنا.. راك غالط فيه ويلزمك تسحبو..”. اعتماد الناص على لغة التخاطب العامية، دلالة مضاعفة على الجهل باللغة العربية.. وازدراء بها، وبالتالي الجهل التام، لأنه من جهل العربية جهل الدين!

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • شخص

    للأسف فإن هؤلاء الأعلام لا يعرفهم و لم يسمع بهم جيل بوتفليقة و بدل ذلك تجدهم يعرفون أدق التفاصيل عن ميسي و رونالدو و غيرهم و لا حول و لا قوة إلاّ بالله !