-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنفض الغبار عن تاريخه بعد 29 عامًا من رحيله

الشيخ مرزوق… مُفتي قسنطينة الذي آخى بين الشاويّة والقبائل!

الشروق أونلاين
  • 7073
  • 21
الشيخ مرزوق… مُفتي قسنطينة الذي آخى بين الشاويّة والقبائل!
ح.م
الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين رحمه الله

تُعرف قسنطينة بكونها مدينة العلماء، لأنها أنجبت عبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي، واحتضنت البشير الإبراهيمي والشيخ أحمد حماني، لكن الكثير لا ينتبهون إلى أنها تزخر بأعلام آخرين وفقهاء ظلوا مقبورين في طي النسيان، في صورة الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، أحد علماء الأمة الإسلامية الذي رحل ذات شتاء من سنة 1990، بعد ستين سنة لم يُضبط فيها الرجل إلا داعيا لدين الله وداعما للعلم، وحاضنا للدعوة الإسلامية التي تفجرت فكريا من مدينة قسنطينة، وقادها شباب، كان إلى جانبهم شيخٌ عاصر الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومنحهم من علمه وخبرته، فكان مثلُهم في طلب العلم والنهل من أمهات الكتب الإسلامية من سيرة وسنّة وتفسير، وكان في أوج الصحوة الإسلامية قد قرع سن الخامسة والسبعين “ربيعا”.

عندما باشر الشيخ عبد الله جاب الدعوة في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وهو طالب حقوق بجامعة قسنطينة، كان يعرّج على جامع الكبير بشارع العربي بن مهيدي، ليأخذ الفتوى من الشيخ مرزوق، ولم يكن وهو يؤم المصلين في جامع “الباطوار” يتحرّج من ذكر فتاوى الشيخ، بل ويراه العالم الأكبر في الجزائر، بل بقي وفيا للمرحوم الشيخ مرزوق ولا يترك مناسبة إلا وذكره.

كما أخذ غالبية شباب الصحوة من العلامة مرزوق، مثل والد النقابي عبد الحق بن حمودة، الشيخ علي، وهو أيضا داعية من الذين نهلوا العلم من باكستان والمملكة العربية السعودية، فزاره في جامعه المرحوم عبد القادر حشاني وأبو جرة سلطاني وغيرهما، من الذين خاضوا السياسة بعد ذلك، بينما تخصّص الشيخ مرزوق في العلم والدعوة، رافضا دائما الخوض في السياسة، ولكن كان يفتي من دون أن ينتظر الصدى لدى السلطة، فقد أفتى بحرمة المعاملات الربوية في البنوك عندما كان شيوخ آخرون يتهربون من الإجابة على السؤال.

لذا كان مؤسفا أن تقيم قسنطينة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية في ربيع 2015، ولا تذكره ولا مرة واحدة في مئات المحاضرات، وهو الرجل الذي سمى بعض القسنطينيين أبناءهم باسمه، وسموا مساجد وأيضا فرعا من فروع جمعية العلماء المسلمين باسمه.

لذلك حطّت مؤسسة “الشروق” رحالها في عاصمة الشرق الجزائرية لتكريم مسيرة الرجل العلامة، في مبادرة ثلاثيّة، رفقة جمعية العلماء المسلمين ومديرية الشؤون الدينية.

الشيخ مرزوق… محطّات في طريق شاقّة وحافلة!

ولد الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر من سنة 1901 بقرية سيدي خليفة في ولاية ميلة على بعد نحو أربعين كيلومترا عن قسنطينة، وبالرغم من عائلته الشهيرة التي تمتلك الأراضي الفلاحية، تنتمي لزاوية معروفة في المنطقة ولكن بتعليمها للدين وتحفيظ كتاب الله وليس مثل بقية الزوايا، فإن الشيخ مرزوق سار على طريق المعرفة فتعلم اللغة العربية، وتوجه إلى تونس للتعلم في جامع الزيتونة. حيث فقد والده فرفضت والدته الاستسلام، وباعت مصوغاتها وساعدته ماديا على التنقل إلى الزيتونة في العاصمة التونسية، للنهل من العلم في العالم في أهم “جامعات” العلم في ذاك الزمان.
تخصص الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين في الفقه المالكي وصار أحد أهم الشخصيات في هذا الفقه في المغرب العربي، ووجد دعما علميا من إخوته ومنهم المرحوم عباس بن الشيخ الحسين الذي كان قامة علمية مهمة في قسنطينة، واحترم الشيخ مرزوق العلم وطالبيه حتى حوّل الجامع الكبير إلى جامعة إسلامية قبل أن تدشن الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة، ويقرّ أهل قسنطينة بأنه بالرغم من تواجد الشيخ محمد الغزالي في المدينة التي عاش فيها أكثر من أربع سنوات في سنوات الثمانينيات، إلا أن الناس كانوا يذهبون إلى الشيخ مرزوق لطلب الفتوى أكثر من ذهابهم إلى الجامعة الإسلامية لطلبها من المرحوم الشيخ محمد الغزالي، وكانوا يطلبون منه الفتوى أيضا في وجود الشيخ عبد الحميد بن باديس، حيث توفي عبد الحميد بن باديس في ربيع 1940، وكان عمر الشيخ مرزوق 39 سنة حينها.

ظاهرة في الحفظ وجامعة خارج وزارة التعليم

يصفه الذين عرفوه وعاشوا إلى جانبه بظاهرة في قوة الذاكرة، فكان يحفظ آلاف الأبيات الشعرية، كما حفظ شرح القرطبي عن ظهر قلب، وحفظ متن سيدي خليل المالكي.
وبرغم ذلك كان لا يرفض الارتجال في خطب الجمعة التي داوم على تقديمها في الجامع الكبير، حيث كان يكتبها في ورقة وينقلها بعد ذلك إلى كراسة، وللأسف أضاع أحد تلامذته هذه الكراسة الثمينة، وكان يمكن أن تتحول إلى كتاب يقدم الرجل، الذي رحل في سنة 1990 ولم تسجل له أي خطبة لا سمعية ولا مرئية في أكبر ظلم للشعب لنفسه.
كان الرجل كما قالت ابنته السيدة الفاضلة نعيمة بن الشيخ الحسين، لا يكاد يدخل البيت، وقالت بأن أبناءه كانوا يشتاقون الجلوس إلى جانبه بسبب طوابير طالبي الفتوى من القادمين من كل أنحاء البلاد، وأسّس الرجل جامعة خارج الوزارة أعطت الجزائر الكثير من الرجالات مثل الشاعر والمجاهد الطاهر حراث وبلقاسم زرداني والشيخ جعلان وعباس الطولقي، قدّم العربية في أحلى حلّتها بقوته في النحو والإعراب وعلم التاريخ، حيث كان يحفظ من تاريخ الطبري ومن بن كثير.
ومن مُكرمي الرجل أسبوعية النور التي اغتيل صاحبها المرحوم قيطوني أحد ضحايا العشرية السوداء الذي خصّ الرجل في أول عدد من هذه الجريدة التي تم توقيفها تعسفا، مقالا طويلا في ذكرى وفاته الأولى بعنوان “معرض ثري حول مناقب الشيخ مرزوق”.

بين فقدان البصر وحياة البصيرة

تزوّج الشيخ مرزوق في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، ورزقه الله بثلاثة أبناء مازالوا على قيد الحياة، وأكبرهم المجاهدة نعيمة بن الشيخ الحسين البالغة من العمر 79 سنة، التي قدمها للتعلم في خمسينيات ما قبل ثورة التحرير في مدرسة التعليم، فتتلمذت على يد عبد الرحمان شيبان وأحمد حماني والصادق حماني، كما أنجب طفلة أخرى سماها عائشة وطفل سماه محمد الناصر.

لم يزر الشيخ مرزوق البقاع المقدسة إلا مرة واحدة، حيث أدى فريضة الحج في سنة 1963، وتروي لنا ابنته نعيمة انضمامها إلى الثورة التحريرية من دون علم والدها الداعية، ثم أرسلت له رسالة تخبره بخيارها الحر في دعم الثورة والتحوّل إلى فدائية في شوارع قسنطينة، فيردّ عليها برسالة مختصرة، يقول لها فيها بأنه تمنى أن تواصل ابنته دراستها وتنهل العلم من الأزهر الشريف، ولكنه يحترم خيارها وختم رسالته: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وصار بعد ذلك داعما لابنته بالنصيحة.

في سنة 1984 فقد الشيخ مرزوق بصره، وكان في الثالثة والثمانين من العمر، لا أحد عرف سببا صريحا لما حدث له، فقد عجز الأطباء عن ردّ البصر له، فرضي وأكمل حياته بنفس العزيمة الدعوية، كان يظن بأن ما به سوى ماء في عينه أو ما يعرف بالكاتاراكت، ولكن البصر خفت ثم اندثر، فعوضته البصيرة.

كان الشيخ العالم يشتكي لأولاده بين الحين والآخر اشتياقه لقراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف، بالرغم من أنه حافظ لكتاب الله ويمكن أن يقرأه من دون مصحف.

حوّل ظلام بصره إلى نور في بصيرته وعاش منذ أن فقد نور عينيه من أجل نور العلم، وصبر على الذين حاولوا استفزازه من بعض الشباب من الذين كلّما ألقى فتوى إلا وردوا عليه بسرعة: هات الدليل والبرهان، ويعترف تلامذته أنه بالرغم من السن ومن المرض وفقدان البصر، إلا أنه كان يجالس طالبي العلم لمدة تفوق أحيانا ثلاث ساعات، ولا يتوقف ولا يعتذر إلا إذا قام للوضوء أو للصلاة، وهي من الخصال التي تحلى بها العلماء عبر التاريخ.

ورع وتواضع يحملان على مراجعة الفتوى

لم يكن الشيخ مرزوق على مدار أكثر من ستين سنة في عالم الدعوة والفتوى، يجد أي حرج في الاعتذار عن الادلاء بفتوى أو طلب مهلة للاطلاع أكثر والاجتهاد لأجل إعطاء رأيه الذي هو بالضرورة رأي الشرع على المذهب المالكي، فقد أجمع كل الذين عاشروا حقبته الدعوية على أن الرجل توصل به الحال أن حوّل بعض طالبي الفتوى إلى أئمة آخرين في الخروب وعين اعبيد بناحية قسنطينة، وكان يتحرّج بشكل كبير عندما تُطرح عليه قضايا الطلاق، إذ يرسلهم مباشرة إلى الشيخ بن زقوطة إمام جامع القروي بقسنطينة، وكان يدردش مع السائل حتى يستبين مستواه ويعطيه الفتوى حسب هذا المستوى، فإن وجد السائل إنسانا لا علم له ولا قوة، يتسع صدره له ويقضي معه متسعا من الوقت في الجواب، وأشدّ ما يغضبه عندما يطلب منه السائل الدليل، حيث يرى بأن السائل إنما يريد استفزازه وليس الاستفادة منه.

ومن فتواه الشهيرة عندما طلب منه أحد الشباب إن كان بمقدوره منح خطيبته هدية دون المهر، فاستحسن ذلك، ولكن بشرط أن يكون هذا العمل جهرا وأمام الناس، ولا يجوز أن يرسل الهدية سرا أو يمنحها لخطيبته من دون أن يكون إلى جانبهما شخص آخر من العائلتين، وتركيز الشيخ في فتواه هو خوف من النار وخوف من الأخطاء، فالرجل بإمكانه أن يتكلم في الدين ليوم كامل من دون انقطاع، ولكنه في ساعة الحقيقة في خطبة الجمعة يحرس على المتابعة والمراجعة وهو يمتلك موهبة الحفظ وأيضا كل هذا العلم احتراما وتقديرا لمن يستمعوا إليه، حتى لا يخدعه السهو والخطأ في أمر ديني كبير.

رئيس “جمعية العلماء” بقسنطينة، عبد العزيز شلّي:
“هو أبرز شخصية في الفقه المالكي عبر الشرق الجزائري”

قال رئيس جمعية العلماء المسلمين بقسنطينة، إنّ مكتبه الولائي تشرّف بالمساهمة في إقامة هذه الاحتفالية لتكريم العلامة الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، في أيام رمضان المباركة، لأن الجمعية تنحو منحى التعريف بأعلام قسنطينة، حتى يتصل هذا الجيل بالأجيال السابقة، وما كوّنوه من رجال، ذلك أن العلماء في هذه الأمّة هم ورثة الأنبياء، والأنبياء هم أشرف خلق الله، ومن يكون الواسطة بين الناس وبين الله تعالى تكون له مكانة مرموقة في الدنيا والآخرة، مؤكدا أن الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، هو أحد هؤلاء الذين ورّثوا العلم للشيوخ، بصفته مفتي قسنطينة في وقته، وقد ترك مآثر في مسجد الجامع الكبير، الذي ارتبط اسمه باسم الشيخ مرزوق، رحمة الله عليه، بل إنه كان أيضا أبرز شخصية في الفقه المالكي عبر الشرق الجزائري بأكمله، وأن مؤسسة “الشروق”، رفقة جمعية العلماء المسلمين ومديرية الشؤون الدينية وبتكريمهم لروحه الطاهرة في هذه الاحتفالية، فهم يعترفون بإنجازاته ومآثرها التي لقّنها للأجيال من بعده.

الإمام الداعية الشيخ كويرة رشيد:
الشيخ مرزوق بحرٌ في الفقه والنحو والتفسير

أما الداعية رشيد كويرة، الذي يعدّ من أبرز تلامذة الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، فقال “لقد كان لي الشرف الكبير من بين الأشخاص الذين تتلمذوا على يد العالم والفقيه في مختلف العلوم، الشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين، سواء بالنظام المعتمد وقتها أو بالنظام الحرّ، وكان الشيخ وقتها من بين العلماء الأجلاء الذين تزخر بهم قسنطينة، نظرا لشساعة علمه واطلاعه ومعرفته بمختلف العلوم، حيث كان الشيخ مرزوق مرجعا وقطبا لكل العلماء، كونه عالما كبيرا في النحو والفقه ويبني الكثير من الأحكام الفقهية على النحو، ليس هذا فقط بل إنه كان أيضا عالما في التاريخ، ويجيب على كل الأسئلة التي تطرح عليه من طرف تلاميذه، أو حتى من طرف أولئك الذين كانوا يقصدون مسجد الجامع للحصول على فتوى أو الاستفسار عن بعض الأمور”.

وأوضح كويرة في شهادته أنّ الشيخ مرزوق، رحمة الله عليه، لا يمكن وصف مآثره في وقت قصير، لأنه كان بحرا شامخا في التفسير ومرجعيته تفسير القرطبي، وقد “أخذنا عدّة مرّات إلى الزاوية، حيث كنا نمكث لأيام طوال فيها للتعلم، وتبادل الأفكار مع طلبة العلم الذين كانوا يقصدون الزاوية من مختلف المناطق، وحتى النساء فيها كنّ يحفظّن من القرآن الكثير”.

وأضاف المتحدث أنّ الشيخ مرزوق تلقى العلم والفقه المالكي الأصيل من مختلف الأقطاب التعليمية، ويحفظ سيدي خليل من أوله إلى آخره، وقد كان الشيخ يحرص على عدم الخروج عن المذهب المالكي حفاظا على الوحدة ورأي الجماعة، كما كانت له علاقات جد طيبة مع باقي العلماء في زمانه، وكثيرا ما كان يرسل الناس إلى الشيخ العربي في عين اعبيد والشيخ البسطاني بالخروب وغيرهم، مشدّدا على أنّ أبرز ما تميز به الشيخ مرزوق أنه كان يريد إجماع الأمة على فقه موحّد، بعيدا عن التشتت والتفرقة والتعصّب، وقد ساعده في ذلك باعه الطويل في رحلاته واستقراره في الغرب ثم في عين فكرون بولاية أم البوقي، ثم مسجد الجامع الكبير، أو ما يعرف بالمسجد الأعظم والذي كان خلال سبعينيات القرن الماضي، قطبا دينيا وعلميا يقصده كل أئمة قسنطينة، منتظرين في ذلك الوقت لقاء الشيخ مرزوق للاستفتاء أو الأخذ برأيه في عديد المسائل، خاصة وأن الشيخ مرزوق كان يتبع مذهبا مالكيا مؤصلا من الكتاب والسنّة، على حدّ قوله.

الشيخ أبو جرة سلطاني:
حدّثي عن أخطاء الصحوة الإسلامية في آخر لقاء قبل موته!

كشف الشيخ أبو جرة سلطاني أنه نزل بقسنطينة عام 1976 قلي له إن شيخا عالما يلقي دروسا منتظمة بالمسجد الكبير، وفي أول جلوس إلى إحدى حلقاته في الفقه المالكي، انطبع في ذهنه أن الرجل مجدد في فهم الدين، بمزج الفقه بالعقيدة، يتحدث بصوت خفيض وبنبرة هادئة ويكرر المعنى بأكثر من عبارة ويضرب الأمثلة من الواقع، ويستأنس بابن باديس في تحريك النص من بطون الكتب إلى دنيا الناس في العقيدة والشريعة والأخلاق والسلوك.

وأوضح سلطاني “كنت أود الجلوس إليه لكن المساجد في ذلك الوقت كانت تغلق أبوابها بين الصلوات، مضيفا في شهادته لـ”الشروق” أنّ الأقدار قادته إلى مسجد حسن باي، ليتابع دروس الشيخ سليمان زراطة في فتح الباري على صحيح البخاري، وفي ذلكم المكان تعرف على تلامذة الشيخ مرزوق (رحمة الله)، فأتاحوا له زيارة بيته والجلوس إلى الشيخ عن قرب، فسمع منه حديثا عميقا في شرح كتاب ” العقائد الإسلامية” للعلامة ابن باديس، مؤكدا أنّ أكثر أحاديثه كانت في الفقه وضرورة تجديده، وعندما يتحدث عن الزهد والتصوف لا يلتزم بمدرسة من مدارسه ولا ينحاز لشيخ ولا يتهجم على آخر، بل منهجه غير منحصر في مقام صوفي، مع أنه ينتمي لزاوية جده الشيخ الحسين القشي، لكن مذهبه فقه اجتماعي تربوي.

وقال سلطاني إنّ آخر لقاء به في بيته كان في مرضه الذي مات فيه (رحمه الله)، لم تكن صحته تسمح له بالاسترسال في حديث ممتع عن أخطاء الصحوة وضرورة تقويمها.

الشيخ محمد أبو الحديد:
سيرة ومآثر العلامة تحتاج إلى ملتقيات

وبدوره قال الأستاذ محمد أبو الحديد في شهادته بالمناسبة “لقد كنت في بداية الثمانينيات تلميذا صغيرا، يسر الله لي الطريق لأدرس في مسجد عمر بن الخطاب، وكنت في تلك الفترة أتوجه مع كل يوم أحد إلى المسجد الكبير، منتظرا الشيخ مرزوق، رحمه الله، لأطرح عليه بعض الأسئلة التي تمكنني من التعمق في دراستي”، ذاكرًا أن الشيخ مرزوق كان رجلا حكيما، إذ وصفه بأنه الفقيه الداعية والداعية الفقيه، كان يراقب الشباب عن قرب ويهتم لشؤونهم، ولا يبخل عليهم بالنصيحة المفيدة لهم في حياتهم، كما ذكر أنه كان يجيبه بواسع علمه في مختلف الأمور والأسئلة التي كان ينقلها إليه، فيسارع لتسجيلها والاحتفاظ بها، معتبرا أنّ تكريمه مبادرة طيبة من طرف القائمين عليها، راجيا أن يتطوّر إلى ملتقى لعدّة أيام حول سيرة ومآثر هذا العلامة الجليل.

الباحث في أعلام قسنطينة الأستاذ عمر خلفة:
الشيخ يحفظ تفسير القرطبي وآلاف القصائد!

من جهته قال الباحث في أعلام قسنطينة إنه اكتشف قيمة هذا العالم والفقيه من خلال عدّة مواقف، حيث ذكر “إنني أول مرّة التقيت فيها الشيخ مرزوق كانت في أحد أيام شهر رمضان المعظّم، عندما أرسلتني جدتي وقتها لأستفتيه حول موضوع حكم وضع دواء القطرات في العينين وقت الصيام، وبعدما صليت معه صلاة الجمعة في المسجد الكبير، علم أنني قدمت لأجله، فربت على كتفي بيده، ولما سألته أجابني مباشرة عن انشغالي، وبعد نحو ثلاثة أشهر من ذلك عدت إليه مرّة أخرى لأطرح عليه سؤالا آخر حول أحد المواضيع، فتفاجأت أنه تذكرني من الوهلة الأولى، رغم كبر سنه في ذلك الوقت، لأنه كان يتميز بذاكرة جد قوية، وبعد تقربي منه في مناسبات أخرى، اكتشفت أن الشيخ مطلع على مختلف العلوم، ويحفظ تفسير القرطبي، عن ظهر قلب، ويحفظ أيضا آلاف الأشعار والقصائد وموسوعة علمية بما تحتويه العبارة من معان، كما اكتشفت أن الشيخ مرزوق فقيه يعتمد على المذهب المالكي الأصيل في فتواه”.

الدكتور نور الدين بن طوابي:
الشيخ لازم قراءة الكتب القديمة والمعاصرة

كما نعت الدكتور نور الدين بن طوابي، شيخه المرزوق، بأنه عالم موسوعي بأتم معنى الكلمة، حيث قال عنه “كان له الباع الأوفى في التفسير وبحر في الفقه والشعر وفي دروس الجمعة أيضا، كان باختصار مثالا للعالم العامل، يستمع للكبير والصغير، ذو أخلاق عالية، متواضعا، يجيب على كل الأسئلة، ولا يترك ثغرة في فكر سائله”.

وأضاف الأستاذ بجامعة أدرار أنّ الشيخ مرزوق كان ملازما للقراءة في مكتبته، يقرأ من الكتب القديمة والمعاصرة، ويعطيها حقها من المطالعة والفهم الدقيق لمحتواها، لا يمل من مجالسة المستفسرين الذين يجالسهم لساعات طويلة، والوقت معه كان يمضي وكأنه لحظات، مؤكدا أنه “يتميز بذاكرة جد قوية، ويسأل في كل مرّة عن كل من يعرفهم وعن أحوالهم، بل إنه يدقق في سبب غياب بعضهم عن مجلسه”، وهنا ذكر أن الشيخ مرزوق هو مفتي قسنطينة الأول، وفي زمانه كان يقصده الأشخاص من كل مكان للاستفادة من علمه.

الأستاذ عبد الله سيليني:
هكذا حوّل الشيخ مستشفى ابن باديس إلى دار فتوى!

يروي الأستاذ عبد الله سيليني قصة طريفة عايشها مع الشيخ مرزوق عندما اشتد بالأستاذ المرض ورقد في المستشفى في سنة 1985، بعد معاناته مع مرض مُعد خطير هو التيفوئيد، كان الأستاذ عبد الله بالرغم من معاناته وأوجاعه وخوفه على حياته يلاحظ جمعا كبيرا جدا من الناس يدخلون إلى الصالة المقابلة في قسم الأمراض المُعدية بمستشفى الحكيم بن باديس الجامعي بقسنطينة، فشدّه الفضول لأجل معرفة سبب الهرج الموجود في الصالة المقابلة، فعلم بأن الراقد هناك هو الشيخ مرزوق كان الناس يتبعون الشيخ بالمئات، إلى المستشفى، طلبا للفتوى ولم يكن يردهم، وتزامن تواجد الشيخ في المصلحة مع وجود بروفيسور جزائري شهير تولى بنفسه مداواة الشيخ والسهر على صحته، وعلم الشيخ بأن هذا البروفيسور لا يصلي، ومن دون أن يعاتبه أعرب له عن إعجابه بعلمه وطريقة التطبيب التي يسلكها هذا البروفيسور، وأفهمه بأنه لم ير إنسانا ذا علم في حياته مثله لو يقرن ذلك بالصلاة، فردّ البروفيسور بأنه تمنى ذلك ولكن جهله للغة العربية هو السبب، وعلم البروفيسور فأهداه الشيخ بوساطة من أحد المعارف كتبا عن الإسلام بالفرنسية وترجمة لكتاب الله، ولم تمر أيام حتى صار هذا البروفيسور من الملازمين لبيوت الله.

كان المستشفى مزارا لعروش بجاية وأعراش جيجل بحثا عن الفتوى وعن إقامة الصلح تحت راية الشيخ مرزوق، كان كل من يريد أن يفتتح مكتبة في بيته أو في مدرسته يطلب من الشيخ مرزوق أن يدلّه على أمهات الكتب، وعندما تقول ابنته بأنها كانت تشتاق الجلوس مع أبيها لأنه إما معلم للناس في الجامع أو متعلم من الكتب في البيت، فإن ذلك يعني بأننا أمام عالم جليل رحل في صمت مطبق إلى أن تذكّره الأخيار في يوم رمضاني بمسجد الصمد بقلب مدينة العلم والعلماء قسنطينة.

البروفيسور الفيزيائي كمال قرقوري:
“هذا هو منهج الشيخ في إعداد الخطب المنبريّة”

الأستاذ الجامعي في الفيزياء، البروفيسور كمال قرقوري أكد هو الآخر تميّز الشيخ مرزوق بقوته في إلقاء خطبة الجمعة، التي كان يكتبها، وقد حاز شخصيا كراسًا يحتوي كل خطب الجمعة التي كتبها الشيخ، والتي كانت هادفة وتتماشى مع الواقع المعيشي، وذكر المتحدث أنّ إمام مسجد عائشة بحي التوت غاب مرّة، فطلبوا من الشيخ أن يرسل لهم خطيبا، فأرسل الشيخ مرزوق إليهم تلميذه “قرقوري” وأعطاه توصيات وتوجيهات حول طريقة إعداد الخطبة، انطلاقا من اختيار الموضوع والاستدلال بالآية ثم الحديث النبوي الشريف والاستنتاج، وعندما عاد الشاهد إلى الجامع الكبير في يوم السبت الموالي، سأله الشيخ عن موضوع الخطبة وكيف سارت معه الأمور في مسجد عائشة، فقال له أنه ألقى الخطبة في ساعة من الزمن، فانتفض الشيخ غاضبا منه، لأنه الرجل كان ميسرا للأمور، ويريد التخفيف عن المصلين، لكن دون تقصير في مغزى خطبة الجمعة، والهدف من موضوعها الذي يكون شاملا ووافيا، حيث كان الشيخ المرزوق ملمّا بمختلف العلوم والمعارف التي كان يوظفها في إعداد أو كتابة خطبة الجمعة.

كما اعترف البرلماني السابق أنه “مهما عملنا ومهما قلنا عن الشيخ المرزوق فسوف لم نوفيه حقه، نظرا لقيمته العلمية والفقهية في علوم الدين، ويكفي أنه كان قطبا يقصده الناس من كل ولايات الشرق الجزائري، للأخذ برأيه السديد وفتواه المتأصلة من المذهب المالكي”، داعيًا الفاعلين في مجال العلم والدين إلى إقامة ملتقيات فكرية على مدار عدّة أيام وفي فضاءات أوسع، للتعريف بأعلام قسنطينة ومآثرهم وإنجازاتهم، تخليدا لأعمالهم وللتعريف بها لدى الأجيال الصاعدة.

الطاهر بن الشيخ الحسين:
هذه الحادثة تذكرني به إلى اليوم

لا أستطيع أن أضيف شيئا عن ما قاله الأساتذة والشيوخ الكرام، في الحديث جدي الشيخ المرزوق، وأكتفي بأن أذكر لكم حادثة وقعت لي معه في أحد الأيام ولازالت تذكرني به لحد اليوم، حيث ذهبت له في أحد الأيام أنا وأحد إخوتي لطلب النصيحة منه، وكذا بعض الكتب التي يملكها حتى نؤسس مكتبة خاصة بنا، فأهدانا أول كتاب وهو “سيرة ابن هشام” وقد بارك لنا الله في ذلك الكتاب الذي حافظنا عليه إلى اليوم، وأخذت المكتبة في التوسع والتنوع حتى أصبحت الآن تشمل مئات عناوين الكتب المختلفة في الفقه والأدب ومختلف العلوم.

وباسم العائلة أتقدم بجزيل الشكر لكل من بادر لإقامة هذه الاحتفالية لتكريم الشيخ المرزوق، خاصة جمعية العلماء المسلمين ومجمّع الشروق.

نجلة بن الشيخ الحسين الحاجة نعيمة: 
“والدي قضى حياته في مكتبته وبين تلامذته”

وبتأثر كبير قالت المجاهدة الحاجّة نعيمة أنها تشرفت بحضور احتفالية الشروق المباركة لتكريم والدها، رحمة الله عليه، مؤكدة أنه “كان شغوفا بالعلم والمعرفة، بل كان يغلق على نفسه في مكتبته التي يقضي فيها أغلب أوقاته، وهو فعلا يستحق أن نذكره اليوم، وكم أنا سعيدة بتلاميذه من الشيوخ الذين تحدثوا اليوم عن مآثره وخصاله الحميدة”.

وبالمناسبة، رفعت المتحدّثة الشكر والعرفان لأصحاب المبادرة، لأن الشيخ مرزوق، تضيف نجلته، أعطى حياته للعلم والدين والوطن، حتّى أن تلاميذه من الأساتذة والشيوخ يعرفونه أفضل من أبنائه، لأنهم عاشوا معه أكثر مما عاشت معه عائلته.

المفتش المتقاعد من التعليم، نجله محمد الناصر:
والدي أنهى صراعات “الوطنيين” و”الإصلاحيين” و”علي منجلي” من تلامذته

أكد محمد الناصر بن الشيخ الحسين، النجل الوحيد للشيخ مرزوق، أنّ جمعية العلماء المسلمين بعثت والده عام 1946م إلى مدينة عزابة للإصلاح الديني، فانتقل مع عائلته، وكان له الفضل بعد الله عز وجل في تأسيس “المسجد العتيق” جامع المدينة الوحيد آنذاك، وهناك لمّ شمل أعضاء من جمعية العلماء المسلمين ورواد الحركة الوطنية من الصراعات الفكرية التي كانت بينهم.

وكشف محمد الناصر أنّ الكثير من الطلبة التي تتلمذوا في مسجده، عبر الحلقات العلمية الدينية، في النحو والفقه والتفسير، أصبحوا فيما بعد شخصيات وطنية، من بينهم الرائد المجاهد المرحوم “علي منجلي”، والشيخ “عبد الرحمان العايب” الإمام والشاعر المعروف، مؤكدا أنه اشترى قطعة أرض جعلها وقفا للفقراء والمساكين في عام 1952 م.

وعند اندلاع الثورة، يقول نجله، إنه رجع برفقة عائلته إلى قسنطينة، ثمّ توجه وحده إلى عين فكرون بأم البواقي ليؤسس فيها “المسجد العتيق”، حيث كان قبلة للمجاهدين، يترددون من أجل الإفتاء والقضاء، وكانوا يصحبونه معهم إلى الجبل للقضاء بشرع الله، حتّى أنه أصلح أيضا بين الشاوية والقبائل.

وفي أواخر الثورة، يضيف نجله، عزف الشيخ مرزوق عن الإمامة في عين فكرون، لأن فرنسا كانت تملي لهم الخطب، ورجع إلى أهله في قسنطينة.

في بداية الاستقلال عيّن إماما بالمسجد الكبير بقسنطينة، حيث كان بيته مفتوحا لطلبة العلم، لم يبخل عليهم بعلمه ولا حتى بوجباته التي كان يقتسمها معهم، وكانوا يستفتونه حتى في الهاتف، كما درّس أيضا في البيت الذي تركه بن باديس في سيدي قموش.

وكشف محمد الناصر أنّ وزارة التربية الوطنية عرضت عليه الالتحاق مجددا بالتعليم (حيث درس 37 سنة من قبل)، لكنه فضل البقاء في الإمامة والعلم الشرعي، رغم المبلغ الذي قدم له كعلاوة، والذي يقدر آنذاك بسبع ملايين سنتيم ونصف.

وعن معاملته لأفراد أسرته، فقد وصفها نجله أنها كانت مثالية مع زوجته نفيسة بنت دباش، فكان حريصا على تعليمها العقيدة الصحيحة وتعاليم الدين، أما مع أولاده فكان حنونا معهم، إذ اعتنى بهم من الجانب التعليمي والديني، حيث ترك أكبر أولاده نعيمة في قسنطينة للدراسة في مدرسة بن باديس، أما عائشة ومحمد فكانا يدرسان في المدارس النظامية، وأيام العطل يدرسان في جمعيات لتحفيظ القرآن وتعليم النحو والفقه وأصول الدين، كما كان يصحبهما معه إلى حلقاته العلمية، وإلى الصلاة معه في المسجد منذ صغرهما.

وعن أخلاقه الاجتماعية، قال محمد الناصر إنه كان لديه أصدقاء من الأثرياء ولكنه يفضل الفقراء، ويردّد دائما هم أحباب الله وأحبائي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • الشيخ عقبة

    الله يرحم جدنا مرزوق ، حتى ولو لم أعرفه يبدوا أنه إنسان طيب فملامح الخير والأصالة الجزائرية تشع من ملامح وجهه ، مادام جزائري شريف ربي أجعله بالقرب من الرسل والأنبياء الصالحين

  • الخلاط الجلاط

    أبو جرة غير موثوق

  • سراب

    لم اقرأ عنه .لكن نتمنى من الله العزيز الرحيم ان يتغمد روحه الطاهرة برحمته الواسعة و ان يدخله فسيح جنانه إن لله و ان اليه راجعون.
    لكل المعلقين هذا الشيخ لم يكتب المقال و لم يدعي انه عالم حتى تنتقدونه
    كاتب المقال جزاه الله خير اراد ان يعرف باجتهاد هذا العلامة لمن يهمه الامر لا غير.
    للتذكير علوم دين هي الشريعة و السنة .
    كلمة عالم المقصود بها ان هذا الشخص على دراية و على معرفة في العلم الخاص به فلا مقارنة بين عالم في الشؤون الدينية و مبتكر.
    سلام للجميع

  • مواطن

    قال احد المفكرين لسنا بحاجة الى كثير من العلم بل محتاجين الى كثير من الاخلاق.هذا العالم وامثاله تخصصوا في نشر القيم النبيلة بين الناس وتعليمهم دينهم .اما عن العلوم الاخرى فهي اختصاصات يتبناها اخرون وهل منع الشيخ الناس من صنع الادوية والطائرات.كفانا نفاقا من اراد ان يحارب دين الله لا يختبا خلف ذم العلماء.

  • جزائري

    للمعلق 12 : يعيد التاريخ نفسه لأن الحمقى لم يفهموه جيداً. - ولهذا فنجيب محفوظ يقول :
    أحياناً يكون أقوى إنجازاتك بالحياة هو أنك مَازلت بِقواك العقلية ، ومَازلت تتعامل بأخلاق، مع أنك مُحاط بكمية لاتُحصى مِن الحَمقى.

  • From Australia

    المشكلة لدينا هو اصبحنا لانفرق بين العلوم النافعة التي امر بها ديننا واصبحنا نرى علم العقيدة والفقه واللغة علم اسلامي والعلوم الاخرى غير اسلامية , والخلل يكمن هنا كيف حكمنا العالم ثمانية قرون اذن اليس بالعلوم كلها , بل كل علم نافع حث عليه الشرع , وهذا العالم ابدع في اختصاصه ونحن لم نفعل شيء في اختصاصنا اختصاص كومبيوتر او طب او صيدلة لنفع البشرية
    لم تعرف البشرية دينا حث على طلب العلم والقراءة كثيرا كالإسلام، فقد رغب في طلبه ونشره بشتى الوسائل والطرق تعظيما لقدره وبيانا لقيمته، وتقديرا لمكانة العلماء شريعة او اي عالم ، ولقد رغَّب ديننا الحنيف في العلم، ووعد العلماء والمتعلمين جزاء أوفى ود

  • مجرد رأي

    للمعلق 8 : رحم الله فقهائنا, لكن لماذا لم ينشروا علمهم و اجتهادهم حتى نستفيد منهم؟..........
    ليس لهم ما ينشرون يا محمد ثم ما كتبه هؤلاء تجده في كتب منشورة ومتواجدة على مستوى مكتباتنا لكنها لا تغني ولا تسمن من جوع وبالتالي فما الفائدة من شرائها وتضييع الوقت في قراءتها

  • حراق

    للمعلق 7 : ...... غدا يوم القيامة عندما توضع الموازين, ويعرف الناس أقدارهم الحقيقية ستعرف حينها أي الفريقين الذين ذكرتهما أكثر نفعا للناس...
    في منظورك سوف يهان من أفاد البشرية وأسعدها بابتكاراته واختراعاته ومن أخرج الانسانية من التخلف ووووووووووووووووووو . ويكرم من ساهم في نشر الجهل والخرافات وووووووووووووو.وكأن الخالق ساذج ومغفل .أمرك عجيب حقا

  • سي الهادي

    لم أسمع بالمرحوم عليه ألف رحمة وأفعاله وأعماله الخيرية التي تكون قد أفادت محيطه والغير وقتها ، فقط ردا على ماجاء في عنوان المقال فإن أخوة الشاوية ، القبائل ، أمزاب ، أتوارق أشناوة ، أشلوحة أقصوريين وغيرهم من الجزائريين وهي تسمية عربية أطلقت على شعب واحدوهو شعب شمال إفريقيا الأمازيغي ،أعرفها منذ أن تعلمت مفهوم الأخوة بالآمازيغية اي بالشاوية ( ذاوماثن ) علمني إياها أبي وأمي عليهما ألف رحمة وأنا رضيعا

  • راعي محترم

    إلى الجزائري
    مثلك مثل الذي يقوم بعرض مواد التنظيف في زريبة المواشي التي لا تحتاج سوى للعلف وبناء المزيد من الإصطبلات ( معععععععععععع).

  • جزائري DZ

    للجزائري المعلق 7 : لماذا تعالجون بأجهزة وأدوية ابتكرها هؤلاء الذين أنت تعلم مكانهم في الميزان مسبقا ولماذا ولماذا تصطفون أمام سفاراتهم للظفر بالفيزا ولماذا تغتمرون نحو بلدلنهم بحرا رغم كل الاخطار ولماذا تسافرون الى بلدانهم ولماذا تشترون اختراعاتهم وابتكاراتهم .......... أو بالأحرى لماذا لا تعتمدون فقط وفقط وفقط على ما ينتجه هؤلاء الذين حجزت لهم مكان في الكفة العليا من الميزان أم لأنكم تأكلون الغة وتسبون الملة .

  • الجزائري

    للمعلق 7 : لماذا تعالجون بأجهزة وأدوية ابتكرها هؤلاء الذين أنت تعلم مكانهم في الميزان مسبقا ولماذا ولماذا تصطفون أمام سفاراتهم للظفر بالفيزا ولماذا تغتمرون نحو بلدلنهم بحرا رغم كل الاخطار ولماذا تسافرون الى بلدانهم ولماذا تشترون اختراعاتهم وابتكاراتهم .......... أو بالأحرى لماذا لا تعتمدون فقط وفقط وفقط على ما ينتجه هؤلاء الذين حجزت لهم مكان في الكفة العليا من الميزان أم لأنكم تأكلون الغة وتسبون الملة .

  • جزائري

    للمعلق 4 : أنت الان تعلق على حاسوب وتبعث برأيك الى كل أصقاع العالم وتتصل بمن تشاء بالصورة والصوت بفضل العلماء الحقيقيين وليس بفضل من تسميهم زورا بالعلماء وهم في الحقيقة ليسوا الا تجار للأحلام والأوهام .. وأنت اليوم تتنقل من بلد لأخر في ظرف ساعات معدودة وأحيانا دقائق بفضل العلماء والمبتكرين للطائرات والقطارات السريعة... ولولاهم لا تزال تمتطي نتوءات ظهر الجمل وأنت اليوم تعالج بأدوية اكتشفها هؤلاء في مخابر اروبا وامريكا... ولولاها لا تزاتل تعالج لدى المشعوذين والمنجمين... ثم لماذا مثلا العالم كله يعرف مارك زوكربيرغ رغم أن سنه لا يتجاوز 35 سنة ولا يعرف من تلقبونهم بالعلماء والشيوخ ...????

  • Mohamed

    رحم الله فقهائنا, لكن لماذا لم ينشروا علمهم و اجتهادهم حتى نستفيد منهم؟ لماذا كانت قسنطينة خامدة حتى جاءها الأستاذ محمد الغزالي فأحياها بعد موات؟! مشكلة علماءنا تكمن في عدم تحكمهم في تقنيات الإعلام و بالتالي بقوا يراوحون مكانهم,

  • الجزائري

    إلى المعلق رقم ; غدا يوم القيامة عندما توضع الموازين, ويعرف الناس أقدارهم الحقيقية ستعرف حينها أي الفريقين الذين ذكرتهما أكثر نفعا للناس. من أفاد الناس في دنياهم أم من أفادهم في دينهم و دنياهم معا. من فائدته منتهية الصلاحية و من فائدته ممتدة بلا نهاية...
    و كل ما هو آت قريب, اصبر برك و سترى الجواب بعينيك دون أن يخبرك أحد.

  • جزائري

    للمعلق 4 : للمعلق رقم ١,٢,٣ و انتم ماذا فعلوا اجدادكم ربما كانوا حركى و اماهتكم من انصا ر البيكيني و الميني جوب
    كلامك لا يتفوه به الا من فقد أخلاقه فمن أطاع غضبه أضاع أدبه
    التعاليق التي أفقدتك البوصلة 1و 2 و3 هي اراء أصحابها وهم لم يهينوا ولم يشتموا.. من خلالها أحد وقد نتفق أو لا نتفق على ما جاء فيها لكن الكل حر في التعبير عن رأيه الذي هو حق لا يحاول التنكر له الا السفهاء والجهلةالذين لا يتقنون سوى فن البلطجة والعنف بأنواعه
    التحاور يكون بالدليل والدليل المضاد ومن تعجز مخيلته على ايجاد ذلك فمن الأفضل له الصمت وذلك أضعف الايمان

  • Auressien

    لرقم 4 : Alexander Fleming الأنجليزي (على سبيل المثل لا الحصر) إخترع المضادات الحيوية التي أنقضتك و أنقضت البشرية من الفناء و باقي علماء الغرب في مختلف المجالات هم المبجلين بالعرفان و الالتقدير و لولاهم ما نت تقرأ و تكتب هنا . الفكر الديني أخذ من الوقت ما أخر نا بكثير عن الأمم.

  • sam

    للمعلق رقم ١,٢,٣ و انتم ماذا فعلوا اجدادكم ربما كانوا حركى و اماهتكم من انصا ر البيكيني و الميني جوب

  • ALG

    للمعلق 1 : bravo mon frere

  • Nodar Dombadza

    pas des religieux... On veut des scientifiques

  • جزائري

    العلماء هم الذين ساهموا في بناء الحضارة الانسانية بإسهاماتهم وإختراعاتهم وإبتكاراتهم في مجالات شتى .مجالات تعود نتائجها الايجابية على البشرية أجمع فقراهام بال إخترع الهاتف الذي أفاد به البشرية أجمع وسيرجي برين وزميلة ولاري بايج الذان اخترعا محرك البحث قوقل في 1998 كذالك قدما خدمة لكل البشرية ... وهكذا والعلماء تتجاوز أسمائهم حدود بلدانهم بل تدخل في المقررات الدراسية للدول في القارات الخمسة أما أن نطلق تسمية العالم على كل من هب ودب ومن هو لا تتجاوز شهرته بعض الكلومترات المربعة فتلك هي سبب بقائنا في ذيل ترتيب الامم والشعوب