الصحفي عدلان ملاح يرفض وقف معركة “الأمعاء الخاوية”

يستمر الصحفي عدلان ملاح، في إضرابه عن الطعام، لليوم الرابع، داخل المؤسسة العقابية للحراش، رغم حالته الصحية الحرجة، حيث أكد السبت، لمحاميه، إصراره على مواصلة معركة “الأمعاء الخاوية”، احتجاجا على “الحكم القضائي ضده” بعد انسحاب 35 محاميا من جلسة محاكمته يوم 18 ديسمبر الجاري أمام محكمة باب الوادي، وعدم تمكينهم جميعا من المرافعة لصالحه، وبالنظر إلى التهم المنسوبة إليه والتي لا يرى أنها تملك أساسا قانونيا يدينه بسنة حبسا نافذا و100الف دج.
وقالت القاضي السابقة والمحامية زبيدة عسول، إن محاكمة الصحفي عدلان ملاح “ستبقى نقطة سوداء في قضاء الجزائر، لما شهدته هيئة الدفاع من عرقلة، مقصودة” – حسبها – لأن ملف موكلها سياسي أكثر منه قضائي. وتخوفت عسول من استمرار عدلان في إضرابه عن الطعام، خاصة وانه يعاني من وضع صحي خاص، حيث ستزوره اليوم لإقناعه بالعدول على هذا القرار، حتى وأنه في الحقيقة، قرار شخصي لملاح، كتعبير عن رأيه في قضية تتعلق بحقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وعلقت عسول لـ”الشروق” قائلة “الدفاع لم تعط له الفرصة، وهذا رد فعل طبيعي لعدلان”، مؤكدة أن هيئة الدفاع ستكون أقوى أمام مجلس قضاء الجزائر، حيث قالت إن احتجاج موكلها وإضرابه عن الطعام يجب أن يقابل بالتسريع في برمجة جلسة محاكمته، كأقصى تقدير منتصف شهر جانفي الداخل، ويمكن حسبها، أن تكون في الأسبوع الأول من سنة 2019.
ونددت عسول، مرّة أخرى، بما أسمته سوء معاملة الدفاع الذي لم يتمكن من أداء مهامه الدستورية، في محاكمة الصحفي ملاح، على عكس محاكمة الصحفيين عبدو سمار ومروان بوذياب التي جرت في ظروف حسنة رغم مرافعة 27 محاميا من ضمن 60 محاميا متضامنا، وقالت إن قمع الدفاع وإدانة ملاح سيكون لهما صدى دولي.
في السياق، حمل المحامي والنقابي، الشريف لخلف، مسؤولية الوضعية الصحية لعدلان ملاح، لطبيب المؤسسة العقابية، والذي طالبه بمراقبة صحة موكله، خوفا من أن يحدث له أي مكروه، لاسيما وانه مستمر في الإضراب عن الطعام، وعلى المصلحة الاستشفائية للسجن، متابعة فحصه بصفة دائمة وحذرة.
وفي المقابل، قال لخلف، إن قضية ملاح تتعلق بحرية التعبير، لأنه كان يؤدي مهامه وفي مكان عمومي، وستكون حسبه، هيئة الدفاع أقوى من الأول بحكم قناعتها بخلفيات حبس ملاح.
وكان كل من المحاميين مصطفى بوشاشي، وعبد الغني بادي، السبت، رفقة عدلان ملاح في المؤسسة العقابية بالحراش، حيث أكد لهما استمراره في الإضراب عن الطعام إلى اجل غير محدد، وهذا رغم الإلحاح عليه بترك هذا القرار، وحسب الأستاذ بادي فإنه كان يعاني من سعال حاد وشحوب واضح.